شرح حديث زينب عطاره - الصفحه 329

إنّ المؤمن يوقف بإزائه من بين مئةٍ مئتين وأكثر من ذلك إلى مئة ألف من النصّاب ، فيقال له : هؤلاء فداؤك من النار . فيدخل هؤلاء المؤمنون إلى الجنّة ، واُولئك النصاب إلى النار ۱ ، انتهى مقالته قدس اللّه روحه المقدس.
أقول : حديث أبي إسحاق الليثي من جهة تضمّنه للاستشهاد بالآيات المحكمات الكاشفة عن حقيقة الحال وعن حقيقة ما استشهد به ـ قدّس اللّه روحه المقدس ـ عليه هاهنا ينجز بذلك الاستشهاد كونه من أخبار الآحاد ، فلا تغفل .

ترجمة نورية فيه تبصرة عرشية

[في طينة الموجودات]

أمّا ترجمة الحديث الليثي الشريف الصّعب المستصعب مناله البالغ جدّاً إشكاله ، فأقول وهو ولّي الإفاضة : إنّه يجب أن يعلم أنّ روح معنى الأرض هي العين الإمكانيّة التي تصلح فطرةً لأن تفجر وتنفجر بالماء الّذي يحاذيها في المعنى ويضاهيها في الكدورة والصّفاء ، فتفجر منها الماء وتنفجر وتمزج ۲ بها وتمزج ؛ كما هو مقتضى الحكمة البالغة ، فتتصدّع وتربو وتنبت وتنمو وتثمر وتتّخذ طيناً وتؤخذ طينة ۳ فتنقلب وتتقلّب في الأطوار حسبما يقدّر ويقضى مقدّر الليل والنهار .
وينبغي أن يعلم أنّ لتلك العين الإمكانية بمائها التي يحاذيها ا يضاهيها ـ كما أشرنا ـ نشئات متفاوتة مترتبة متناسبة متقاربة متقابلة متحاذية فمعنويّة وصوريّة ، [و ]روحانية وجسمانيّة ، وعقلانية وجهلانية ، [و]نورانية وظلمانية ، وعلوية وسفليّة ، وعليّينية وسجينيّة ؛ وكلّاً من العليّينية والسجّينية خالصة غير مشوبة / ب 13 / ومشوبة غير خالصة . فالخالصة منهما أعلى علّيين وأسفل السّافلين ، والمشوبة الممتزجة دونهما يتفاوت درجاتها أو دركاتها .
وأمّا الأعلى من العلينية في الجسمانية التي هي مجلاة روحانيتها بأيمنه وأيسره كلّاً منهما بأعلاه وأسفله فهو مجموع جسمي الفلك العرشي وفلك الكرسي

1.تفسير الإمام العسكري ، ص ۲۴۲ .

2.م : يمزح .

3.ح طينته .

الصفحه من 442