شرح حديث زينب عطاره - الصفحه 364

النبيّ صلى الله عليه و آله وسلمفي قوله سبحانه «اُولئك هم الوارثون الّذين يرثون الفردوس »۱ قال : ما منكم إلّا وله منزلان : منزل في الجنّة ومنزل في النار ، فإن مات ودخل النار / الف 32 / ورث أهل الجنّة منزله . ۲
انتهى ما قصدنا نقله من القرة بقدر الحاجة والكفاية .
والإشكال المشهور الّذي يتراى هاهنا قد تعرّضنا لدفعه آنفا من بيان سرّ كون طين الشرّ والمعصية في الموحّد عارية مستعارة ، وكون طين الخير والطاعة في المشرك مستعارة عارية ، يردّ كلٌّ يوم الفصل إلى صاحبه ؛ فإن العارية ليسترد ويردّ إلى المستعار منه بالضرورة في العاقبة ؛ لأنّ هو الاُسطوانة التي بها قامت قبة الصنع واستقامت صورة الحكمة البالغة أو عمارة الصّنعة العادلة ، كما مرّت الإشارة غير مرة .

تكملة انعطافية فيه تبصرة انصرافية

[في بيان الدائرتين المتقابلتين المتضائفتين]

وإذ قد فرغنا بتأييد من اللّه ولى الجود والإفاضة مع عدم البضاعة من بيان دركات الجهل وطبقات النار والظلمة بقدر الطاقة البشريّة على طباق مافي هذا الحديث النبوي البالغ في الاستصعاب والصّعوبة ، كما قالوا عليهم السلام : إن حديثنا صعب مستصعب ، لا يحتمله۳إلّا ملك مقرّب أو نبي مرسل أو مؤمن امتحن اللّه قلبه للإيمان۴ حان أن نصرف عنان القلم مستعينا بعون ولي الإفاضة متوسلاً بشفاعة باطن نور الولاية إلى ترجمة مافي هذا الحديث المعروف الموصوف من درجات العقل وطبقات النور والجنّة بقدر الطاقة والاستطاعة .
ولقد قرّر صلى الله عليه و آله الوارثين لكماله الواقفين بأسرار مقاله ـ في هذا الحديث الصادر ۵ عن مصدر العلم والحكمة ـ معدن معادن لطائف الولاية وحقائق النبوة في

1.سورة المؤمنون ، الآيتان ۱۰ و ۱۱ .

2.قرة العيون ، ص ۴۸۳ ـ ۴۸۴ .

3.ح : يتحمله .

4.بحار الأنوار ، ج۲ ، ص ۱۹۱ .

5.م و ح : المصادر .

الصفحه من 442