شرح حديث زينب عطاره - الصفحه 402

شريف عميق ، والإشارة إليه هو : أنّه ليس واحد منها قبل الآخر مقدّما عليه كتقدّم شيء على شيء ، ولا متأخرا عنه تأخّر شيء عن شيء . وذلك كما قال قبلة العارفين عليه السلام في مثل هذا المقام : خارج عن الأشياء لا كخروج شيءٍ عن شيءٍ ، وداخل في الأشياء لا كدخول شيء في شيء۱، مع كلّ شيء لا بمقارنة ، غير . كل شيء لا بمزايلة۲ إلى غير ذلك من الآثار الواردة في هذا المقام الشامخ المعلّى التي لا تكاد تحصى ، وفيه سرّ قرّة عين التوحيد كما أشرنا إليه من نفي البينونة المعروفة ببينونة العزلة غير مرّة .
وأمّا تفصيل تلك الأجزاء وبيان ترتيبها : فالجزء الأوّل من تلك الكلمة التامّة عالم الأمر والحقّ المخلوق به المسمّى بالمشيّة التي خلقت بنفسها ثم خلقت الأشياء بها ۳ ، كما قال تعالى : «إنّما أمره إذا أراد شيئا۴أن يقول له كن فيكون»۵ .

[في مراتب المشية]

والمشيّة لها أربع مراتب :
والمرتبة الاُولى : النقطة المفسّرة بالرحمة .
والثانية : الألف المطلقة ، والعماء المسمّى بالنفس الرّحماني الاُولى ـ بفتح الفاء ـ وبالرياح « وأرسلنا الرياح مبشرات بين يدي رحمته»۶ .
والثالثة : الحروف المشار إليها بالسّحاب المزجي ، وهي ثمانية وعشرون حرفا من همزة أبجد إلى عين «ضظغلا» ، ولام ألف هذه الكلمة الأخيرة كناية وتعبير عن الألف العمائية المعبّر عنها بالانبساط في ألسنة طائفة من العرفاء .
والرابعة : الكلمة التامة والحقيقة المحمدية المشار إليها بالسّحاب المتراكم والسّحاب / الف 54 / الثقال ، والمكنّى عنها بالماء في قوله تعالى «و [كان] عرشه على الماء » .

1.راجع : التوحيد ، ص۲۸۵ ، ح۲ ما يقرب منه .

2.نهج البلاغة، الخطبة ۱ ، الرقم ۷ .

3.اقتباس من حديث : خلق المشية بنفسها . الكافي ، ج ۱ ، ص ۱۱۰ ، ح ۴ .

4.م و ح : أمرنا إذا أردنا .

5.سورة يس ، الآية ۸۲ .

6.اقتباس من سورة الفرقان ، الآية ۴۸ : «أرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته» .

الصفحه من 442