منتخبات نسمات الأسحار - الصفحه 225

فاشتغلوا بطول الحساب، وتفقدت أصحابي فلم أر عبد الرحمن بن عوف، ثمّ جاء بعد ذلك وهو يبكي فقلت: ما خلّفك عنّي؟ قال واللّه يا رسول اللّه ، ما خلصت حتّى لقيت المشيبات وظننت أني لا أراك، فقلت: ولم؟ قال: كنت اُحاسَب بمالي.
وعنه صلى الله عليه و آله : يا ابن عوف، إنك من الأغنياء، وإنك لن تدخل الجنّة إلّا حبواً، فأقرض اللّه يطلق لك قدميك قال: وما الّذي اُقرض اللّه تعالى؟ قال: تتبرأ ممّا أمسيت فيه، قال: من كلّه أجمع؟ قال: نعم، فخرج عازماً على ذلك فنزل جبرئيل عليه السلام وقال: مر ابن عوف فليضيف الضيف، وليطعم المساكين وليعط السائل / 34 / وإذا فعل ذلك كان كفارة لما هو فيه. فلمّا بلغه ذلك تصدّق بأربعين ألف ديناراً، ثمّ بأربعين ألف ديناراً، ثمّ بأربعين ألف ديناراً، وكان مزوّجاً بأربع، فلمّا مات أخذنَ الثُّمن، فأصاب كلّ واحدة ثمانين ألفاً. 1
(ه : قائدة: ينبغي لكل مسلم إذا أراد النوم يجلس سُوَيعة، يبرأ من كلّ شيء فعله، ويتوب توبة لا رجوع بعدها، وإنّ كلّ صلاة صلّاها إن كانت مقبولة يدّخرها عند اللّه تعالى، وإذا لم تكن مقبولة يبرأ منها ويتوب منها ويستغفر من اللّه تعالى؛ لأنّ العبد مجبول على النقائص هندا يسهر! اللّه تعالى ويتوب. ه .)
وقال الرازي 2 في قوله تعالى: «الَّذِينَ يَلْمِزُونَ» أي يعيبون «الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِى الصَّدَقَـتِ» 3 :
إنّ عبد الرحمن بن عوف جاء إلى النبيّ صلى الله عليه و آله بأربعة آلاف درهم لمّا حثّهم على الصدقة، فدعا له رسول اللّه صلى الله عليه و آله بالبركة، فكثر ماله حتّى صار ربع ثمن زوجته ثمانين ألف دينار.
قال في صفة الصفوة 4 : صلّى النبيّ صلى الله عليه و آله خلف عبد الرحمن بن عوف وقال: ما قُبض نبيٌّ حتّى صلّى خلف رجل صالح من اُمّته.
وقال في حقّه: أنت أمين في أهل السماء، أمين في أهل الأرض. 5

1.انظر ترجمة عبد الرحمن بن عوف من كنزالعمال، ج ۱۱، ص ۷۱۵ ـ ۷۱۷.

2.في التفسير الكبير، ج ۱۶، ص ۱۴۵ ذيل الآية ۷۹ من سورة التوبة.

3.سورة التوبة ، الآية ۷۹ .

4.صفة الصفوة، ج ۱، ص ۳۴۹ ، رقم ۸.

5.كنزالعمال، ج ۵، ص ۷۱۷، رقم ۱۴۲۴۱؛ والحديث موضوع، قال الذهبي في هامش المستدرك (ج ۳، ص ۳۱۰) في أحد رجال السند: أبو المعلّى هو فرات بن السائب تركوه .

الصفحه من 302