أَنْتُمْ) أي أهل البيت ، أو أنت وشيعتك (تُخَالِفُونَهُمْ فِيهَا) أي في الأشياء الكثيرة ، بمعنى أنّكم تفسّرون وتروون ما يضادّها ، أو تحكمون ببطلانها ساكتين عن التفسير والرواية بما يضادّها ؛ وحينئذٍ قوله : (وَتَزْعُمُونَ) ؛ عطف تفسير ، أي تدّعون (أَنَّ ذلِكَ) أي المذكور . وهو إشارة إلى أشياء كثيرة ، لا إلى كلّ ما في أيدي الناس ، فلا ينافي أن يكون في أيدي الناس حقّ وباطل .
(كُلَّهُ بَاطِلٌ ، أَفَتَرَى) ؛ بهمزة الاستفهام وفاء التفريع وفعل القلب .
(النَّاسَ يَكْذِبُونَ عَلى رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله مُتَعَمِّدِينَ) . يجيء تفسيره بُعيدَ هذا .
(وَيُفَسِّرُونَ الْقُرْآنَ بِآرَائِهِمْ ؟ قَالَ:) أي سليم .
(فَأَقْبَلَ) ؛ بصيغة الماضي من باب الإفعال ، والضمير لأمير المؤمنين عليه السلام .
(عَلَيَّ) ، حرف جرّ وضمير المتكلّم وحده .
(فَقَالَ : قَدْ سَأَلْتَ فَافْهَمِ الْجَوَابَ ، إِنَّ فِي أَيْدِي النَّاسِ) أي من الأحاديث المرويّة عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله بلا واسطة ، سواء كانت في تفسير القرآن أم في غيره .
(حَقّا وَبَاطِلاً) . أصل الحقّ : الثابت الراسخ ، والمراد هنا ما ثبت ورسخ فيه الأمر المطلوب بأن لا يكون فيه صورته فقط ، والباطل خلافه . ومضى في أوّل «باب النهي عن القول بغير علم» .
(وَصِدْقا وَكَذِبا) . هذا إلى قوله : «ووهما» تفصيل للحقّ والباطل ببيان أقسامهما ، وهو في الحقيقة بيان لأقسام الباطل ، فإنّ المتقابلين إذا عمّم أحدهما خصّص الآخر ، وهذا بيان للقسم الأوّل .
والمراد بالصدق هنا الخبر الموافق لنفس الأمر وللاعتقاد ، وبالكذب خبر يخالفهما ولا تقيّة فيه ، كما 1 في «كتاب الروضة» قبل حديث العابد ما ظاهره أنّ فتوى التقيّة لا يسمّى كذبا بقوله في قوله تعالى : «فَقَالَ إِنِّى سَقِيمٌ» 2 : «واللّه ما كان سقيما وما