17
الكافي ج1

السبط عليهماالسلام أيّ انفصال أو انتقاض أو تمرّد يذكر، بخلاف ما كان عليه حالهم في زماني عمر وعثمان.
وحينما ظهرت دولة الطلقاء من بني اُميّة امتدّ نفوذها إلى الريّ، وَوَلِيَها لمعاوية كثير بن شهاب الحارثي ۱ .
ومن الحوادث السياسيّة المهمّة التي شهدتها الريّ في أوائل حكم الاُمويّين قوّة الخوارج المتنامية، حيث اتّخذها من ارتثّ من الخوارج يوم النهروان موطنا كحيّان بن ظبيان السلمي وجماعته، الذين شكّلوا فيما بعد حزبا سياسيّا قويّا تبادل النصر والهزيمة في معارك طاحنة مع الاُمويّين.
كما تعرّضت الريّ في أواخر العهد الاُموي إلى ثورات الطالبييّن، فظهر عليها سنة (127 ه ) عبداللّه‏ بن معاوية بن عبداللّه‏ بن جعفر بن أبي طالب ، وسيطر عليها ۲ .
وكان آخر ولاة الاُمويّين على الريّ حبيب بن بديل النهشلي الذي خرج من الريّ ومن معه من أهل الشام خشية من جيوش العبّاسيّين بقيادة الحسن بن قحطبة بن شبيب ، فأخلاها له ولحق بالشام ودخلها ابن قحطبة (سنة 131ه ) . وهكذا انتهت فترة حكم الاُمويّين على بلاد الريّ قبل قيام الدولة العبّاسيّة بسنة واحدة.
ثمّ نالت الريّ بعد ذلك اهتمام بني العبّاس ورعايتهم؛ نظرا لموقعها الجغرافي المميّز ، ففي سنة (141ه ) نزل المهدي العبّاسي بالريّ ومكث بها سنتين ، وأمر ببناء مدينة الريّ ، واكتملت عمارتها سنة (158ه ) وبها ولد له ابنه هارون الرشيد.
وفي سنة (189ه ) سار هارون الرشيد إلى الريّ وأقام بها أربعة أشهر ، وكان قد أعطى ولاية العهد لابنه محمّد الملقّب بالأمين وولّاه الريّ وخراسان وما اتّصل بذلك.
ومن الحوادث المهمّة التي شهدتها الريّ في العصر العبّاسي الأوّل انتصار طاهر بن الحسين قائد المأمون على جند أخيه الأمين بقيادة عليّ بن عيسى بن ماهان قرب الريّ سنة (195ه ). وقد كافأ المأمون أهل الريّ لوقوفهم معه ضدّ أخيه الأمين.

1.فتوح البلدان ، ص ۳۱۰؛ الإصابة في تمييز الصحابة ، ج ۵ ، ص ۴۲۷ ، الرقم ۷۴۹۳ .

2.تاريخ الطبري ، ج ۷ ، ص ۳۰۳ و۳۷۱؛ الكامل في التاريخ ، ج ۵ ، ص ۷، في حوادث سنة ۱۲۷ ه .


الكافي ج1
16

المبحث الأوّل : الحياة السياسيّة والفكريّة في الريّ

المطلب الأوّل: الحياة السياسيّة في الريّ

تُعدّ الريّ من أوّل المدن التي بُنيت في زمان الأكاسرة بعد مدينة (جيومَرْت) ، ولمّا طال عليها الأمد جدّد بناءها الملك فيروز، وسمّاها (رام فيروز) ۱ ، ولكنّها تعرّضت ـ بعد الفتح الإسلامي ـ للهدم والبناء والتجديد.
ومن المعارك الحاسمة في تاريخها قبل الفتح الإسلامي المعركة التي دارت بين ولدي يزدجرد بالريّ: «فيروز» و«هرمز» ۲ . وقد تعرّضت الرىّ لأوّل غزو من العرب قبل الإسلام على يد عمرو بن معديكرب، ثمّ انصرف منها ومات في كرمنشاه ۳ .
هذا قبل فتحها إسلاميّا، وأمّا بعد فتحها فقد اختلف المؤرّخون في تاريخ دخول الإسلام بلاد الريّ، تبعا لاختلافهم في تاريخ فتحها. والمتحصّل من جميع الأقوال : أنّ تاريخ فتح الريّ مردّد ما بين الفترة من سنة ثمان عشرة وحتّى سنة ثلاث وعشرين.
وقد شهد قاضي الريّ يحيى بن الضريس بن يسار البجلي أبو زكريّا الرازي (م 203 ه ) على انتقاض الريّ في زماني عمر وعثمان مرّات عديدة ۴ . ولا شكّ أنّ انتقاضها وتمرّد أهلها خمس مرّات متعاقبة في أقلّ من عشر سنين يشير بوضوح إلى سوء تصرّف الفاتحين، كتخريبهم المدينة وهدمها ، و إلّا فالإسلام الذي أبدل عنجهيّة قريش و غيّر من معالم جاهليّتها البغيضة قادر على اجتياح نفوس أهل الريّ بفتح سليم واحد . ولعلّ ما قام به أمير المؤمنين عليه ‏السلام يشير إلى هذه الحقيقة؛ إذ أوقف زحف الجيوش الإسلاميّة ريثما يستتبّ إصلاح الاُمّة من الداخل، و من هنا قام بعزل ولاة عثمان وعيّن ولاة جددا آخرين مكانهم.
ولم يُؤْثَر عن أهل الريّ طيلة مدّة خلافة أمير المؤمنين الفعليّة وخلافة الحسن

1.تاريخ الطبري ، ج ۲ ، ص ۸۳ ؛ الأخبار الطوال، ص ۳۸ و۵۹؛ معجم البلدان ، ج ۳ ، ص ۱۱۶ .

2.تاريخ الطبري ، ج ۲ ، ص ۸۲ .

3.فتوح البلدان ، ص ۳۱۲؛ تاريخ الطبري ، ج ۳ ، ص ۳۱۲.

4.فتوح البلدان ، ص ۳۱۰؛ البداية والنهاية ، ج ۷ ، ص ۱۵۰، في حوادث سنة ۲۴ ه .

  • نام منبع :
    الكافي ج1
    تعداد جلد :
    15
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
عدد المشاهدين : 283644
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي