13
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

متن الحديث الثالث عشر والمائتين

۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ : قَالَ : «إِنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله سَأَلَ جَبْرَئِيلَ عليه السلام : كَيْفَ كَانَ مَهْلَكُ قَوْمِ صَالِحٍ عليه السلام ؟
فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ صَالِحا بُعِثَ إِلى قَوْمِهِ وَهُوَ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً ، فَلَبِثَ فِيهِمْ حَتّى بَلَغَ عِشْرِينَ وَمِائَةَ سَنَةٍ لَا يُجِيبُونَهُ إِلى خَيْرٍ» .
قَالَ : «وَكَانَ لَهُمْ سَبْعُونَ صَنَما يَعْبُدُونَهَا مِنْ دُونِ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَلَمَّا رَأى ذلِكَ مِنْهُمْ قَالَ : يَا قَوْمِ ، بُعِثْتُ إِلَيْكُمْ وَأَنَا ابْنُ سِتَّ عَشَرَ سَنَةً ، وَقَدْ بَلَغْتُ عِشْرِينَ وَمِائَةَ سَنَةٍ وَأَنَا أَعْرِضُ عَلَيْكُمْ أَمْرَيْنِ : إِنْ شِئْتُمْ فَاسْأَلُونِي حَتّى أَسْأَلَ إِلهِي فَيُجِيبَكُمْ فِيمَا سَأَلْتُمُونِي السَّاعَةَ ، وَإِنْ شِئْتُمْ سَأَلْتُ آلِهَتَكُمْ ، فَإِنْ أَجَابَتْنِي بِالَّذِي أَسْأَلُهَا خَرَجْتُ عَنْكُمْ ، فَقَدْ سَئِمْتُكُمْ وَسَئِمْتُمُونِي . قَالُوا : قَدْ أَنْصَفْتَ يَا صَالِحُ ؛ فَاتَّعَدُوا لِيَوْمٍ يَخْرُجُونَ فِيهِ» .
قَالَ : «فَخَرَجُوا ۱ بِأَصْنَامِهِمْ إِلى ظَهْرِهِمْ ، ثُمَّ قَرَّبُوا طَعَامَهُمْ وَشَرَابَهُمْ ، فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا ، فَلَمَّا أَنْ فَرَغُوا دَعَوْهُ ، فَقَالُوا : يَا صَالِحُ سَلْ ، فَقَالَ لِكَبِيرِهِمْ : مَا اسْمُ هذَا؟ قَالُوا : فُلَانٌ ، فَقَالَ لَهُ صَالِحٌ : يَا فُلَانُ ، أَجِبْ ، فَلَمْ يُجِبْهُ ، فَقَالَ صَالِحُ : مَا لَهُ لَا يُجِيبُ؟ قَالُوا : ادْعُ غَيْرَهُ» .
قَالَ : «فَدَعَاهَا كُلَّهَا بِأَسْمَائِهَا ، فَلَمْ يُجِبْهُ مِنْهَا شَيْءٌ ، فَأَقْبَلُوا عَلى أَصْنَامِهِمْ ، فَقَالُوا لَهَا : مَا لَكِ لَا تُجِيبِينَ صَالِحا؟ فَلَمْ تُجِبْ ، فَقَالُوا : تَنَحَّ عَنَّا ، وَدَعْنَا وَآلِهَتَنَا سَاعَةً، ثُمَّ نَحَّوْا بُسُطَهُمْ وَفُرُشَهُمْ وَنَحَّوْا ثِيَابَهُمْ، وَتَمَرَّغُوا عَلَى التُّرَابِ ، وَطَرَحُوا التُّرَابَ عَلى رُؤُوسِهِمْ ، وَقَالُوا لِأَصْنَامِهِمْ : لَئِنْ لَمْ تُجِيبِي صَالِحا الْيَوْمَ لَتُفْضَحِي» .
قَالَ : «ثُمَّ دَعَوْهُ ، فَقَالُوا : يَا صَالِحُ ادْعُهَا ، فَدَعَاهَا فَلَمْ تُجِبْهُ ، فَقَالَ لَهُمْ : يَا قَوْمِ ، قَدْ ذَهَبَ صَدْرُ النَّهَارِ وَلَا أَرى آلِهَتَكُمْ يُجِيبُونِي ، فَاسْأَلُونِي حَتّى أَدْعُوَ إِلهِي فَيُجِيبَكُمُ السَّاعَةَ ، فَانْتَدَبَ لَهُ مِنْهُمْ سَبْعُونَ رَجُلًا مِنْ كُبَرَائِهِمْ وَالْمَنْظُورِ إِلَيْهِمْ مِنْهُمْ ، فَقَالُوا : يَا صَالِحُ ، نَحْنُ نَسْأَلُكَ ، فَإِنْ أَجَابَكَ رَبُّكَ اتَّبَعْنَاكَ وَأَجَبْنَاكَ وَيُبَايِعُكَ ۲ جَمِيعُ أَهْلِ قَرْيَتِنَا ، فَقَالَ لَهُمْ صَالِحٌ عليه السلام : سَلُونِي مَا شِئْتُمْ ، فَقَالُوا : تَقَدَّمْ بِنَا إِلى هذَا الْجَبَلِ ـ وَكَانَ الْجَبَلُ قَرِيبا مِنْهُمْ ـ فَانْطَلَقَ مَعَهُمْ صَالِحٌ ، فَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَى الْجَبَلِ، قَالُوا: يَا صَالِحُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِنْ هذَا الْجَبَلِ السَّاعَةَ نَاقَةً حَمْرَاءَ شَقْرَاءَ وَبْرَاءَ عُشَرَاءَ بَيْنَ جَنْبَيْهَا مِيلٌ ، فَقَالَ لَهُمْ صَالِحٌ : لَقَدْ سَأَلْتُمُونِي شَيْئا يَعْظُمُ عَلَيَّ ، وَيَهُونُ عَلى رَبِّي جَلَّ وَعَزَّ» .
قَالَ : «فَسَأَلَ اللّهَ تَعَالى [صَالِحٌ] ذلِكَ ، فَانْصَدَعَ الْجَبَلُ صَدْعا كَادَتْ تَطِيرُ مِنْهُ عُقُولُهُمْ لَمَّا سَمِعُوا ذلِكَ ، ثُمَّ اضْطَرَبَ ذلِكَ الْجَبَلُ اضْطِرَابا شَدِيدا كَالْمَرْأَةِ إِذَا أَخَذَهَا الْمَخَاضُ ، [ثُمَّ] لَمْ يَفْجَأْهُمْ إِلَا رَأْسُهَا قَدْ طَلَعَ عَلَيْهِمْ مِنْ ذلِكَ الصَّدْعِ ، فَمَا اسْتُتِمَّتْ رَقَبَتُهَا حَتّى اجْتَرَّتْ ، ثُمَّ خَرَجَ سَائِرُ جَسَدِهَا ، ثُمَّ اسْتَوَتْ قَائِمَةً عَلَى الْأَرْضِ ، فَلَمَّا رَأَوْا ذلِكَ ، قَالُوا : يَا صَالِحُ ، مَا أَسْرَعَ مَا أَجَابَكَ رَبُّكَ؟ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا فَصِيلَهَا ، فَسَأَلَ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ ذلِكَ ، فَرَمَتْ بِهِ فَدَبَّ حَوْلَهَا ، فَقَالَ لَهُمْ : يَا قَوْمِ ، أَبَقِيَ شَيْءٌ؟ قَالُوا : لَا ، انْطَلِقْ بِنَا إِلى قَوْمِنَا نُخْبِرْهُمْ بِمَا رَأَيْنَا وَيُؤْمِنُونَ بِكَ» .
قَالَ : «فَرَجَعُوا فَلَمْ يَبْلُغِ السَّبْعُونَ إِلَيْهِمْ حَتّى ارْتَدَّ مِنْهُمْ أَرْبَعَةٌ وَسِتُّونَ رَجُلًا ، وَقَالُوا : سِحْرٌ وَكَذِبٌ ، قَالَ : فَانْتَهُوا إِلَى الْجَمِيعِ ، فَقَالَ السِّتَّةُ : حَقٌّ ، وَقَالَ الْجَمِيعُ : كَذِبٌ وَسِحْرٌ» .
قَالَ : «فَانْصَرَفُوا عَلى ذلِكَ ، ثُمَّ ارْتَابَ مِنَ السِّتَّةِ وَاحِدٌ ، فَكَانَ فِيمَنْ عَقَرَهَا» .
قَالَ ابْنُ مَحْبُوبٍ : فَحَدَّثْتُ بِهذَا الْحَدِيثِ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِنَا يُقَالُ لَهُ : سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ ، فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ رَأَى الْجَبَلَ الَّذِي خَرَجَتْ مِنْهُ بِالشَّامِ ، قَالَ : فَرَأَيْتُ جَنْبَهَا قَدْ حَكَّ الْجَبَلَ ، فَأَثَّرَ جَنْبُهَا فِيهِ وَجَبَلٌ آخَرَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ هذَا مِيلٌ .

1.في النسخة: «فخرج».

2.في بعض النسخ التي قوبلت في الطبعة الجديدة: «و بايعك».


البضاعة المزجاة المجلد الثالث
12

متن الحديث الثاني عشر والمائتين

۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، قَالَ :تَلَا أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : «أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِى الْأَمْرِ مِنْكُمْ»۱ فَإِنْ خِفْتُمْ تَنَازُعا فِى الْأَمْرِ فَأَرْجِعُوهُ إِلَى اللّهِ وَإِلى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِى الْأَمْرِ مِنْكُمْ. ثُمَّ قَالَ : «كَيْفَ يَأْمُرُ بِطَاعَتِهِمْ وَيُرَخِّصُ فِي مُنَازَعَتِهِمْ؟ إِنَّمَا قَالَ ذلِكَ لِلْمَأْمُورِينَ الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ : أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ» .

شرح

السند حسن.
قوله: (فأرجعوه).
قال الجوهري: «رجع بنفسه رجوعا ورجوع غيره، وهذيل تقول: أرجعه غيره. ۲
وقوله: «فَإِنْ خِفْتُمْ» إلى قوله: «وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ» ، فيه الاحتمالان السابقان، والغرض أنّه ليس المراد بالتنازع تنازع اُولي الأمر بينهم، ولا تنازع الرعيّة معهم كما ذهب إليه العامّة، ۳ بل هو خطاب للرعيّة خاصّة، كما أشار إليه بقوله: (كيف يأمر بطاعتهم)؛ أي في طاعة اُولي الأمر. والاستفهام للإنكار.
(ويرخّص في منازعتهم) أي ويرخّص الناس المأمورين بطاعتهم في أن ينازعوا معهم، بل إنّما قال ذلك إشارة إلى قوله: «فَإِنْ خِفْتُمْ» إلى آخره.
(للمأمورين الذين قيل لهم: أطيعوا اللّه وأطيعوا الرسول).
والحاصل: أنّه إن اشتبه عليكم أمر، وخفتم فيه تنازعا؛ لعدم علمكم بحقيقته، فردّوه إلى اللّه وإلى الرسول واُولي الأمر منكم.
ويظهر من كثير من الأخبار أنّ قوله: «وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ» كان داخلاً هنا في التنزيل، فأسقط.

1.النساء (۴): ۵۹.

2.الصحاح، ج ۳، ص ۱۲۱۶ (رجع).

3.اُنظر: الكشّاف، ج ۱، ص ۵۳۵؛ أحكام القرآن للشافعي، ج ۱، ص ۲۹؛ جامع البيان، ج ۵، ص ۲۰۵.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 230354
صفحه از 607
پرینت  ارسال به