179
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

متن الحديث الثالث والسبعين والمائتين

۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ : «قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : مَا أَشَدَّ حُزْنَ النِّسَاءِ ، وَ أَبْعَدَ فِرَاقَ الْمَوْتِ ، وَأَشَدُّ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ ۱ فَقْرٌ يَتَمَلَّقُ صَاحِبُهُ ، ثُمَّ لَا يُعْطى شَيْئا» .

شرح

السند ضعيف.
قوله عليه السلام : (ما أشدّ حزن النساء).
كلمة «ما» للتعجّب. ولعلّ وجه أشدّيّة حزنهنّ أنّ الزاجر من الحزن على واردات الدهر ونوائبه هو الصبر عليها، ومنع النفس عن الجزع بها، وهو من ثمرات قوّة العقل والتثبّت، وليست لهنّ تلك القوّة، فيغلب عليهنّ الحزن والجزع بأدنى واردة منها.
(وأبعد فراق الموت).
قيل: أي المفارقة الواقعة بالموت بعيدة عن المواصلة. ۲ فالمراد التعجّب من طول المفارقة بسبب الموت.
وقيل: [لعلّ] المراد أنّ الفراق عن الموت بعيد، والفرار منه صعبٌ شديد؛ لكونه قريبا ضروريّ الوقوع. ۳
وقيل: يمكن أن يكون المعنى: ما أبعد الصبر على الفراق الذي يحصل بسبب الموت موت الأحبّاء. ۴
(وأشدّ من ذلك كلّه).
لفظة «كلّه» ليست في كثير من النسخ.
(فقر يتملّق صاحبه) لأن يُعطى شيئا.
(ثمّ لا يُعطى شيئا).
قال الجوهري: «تملّق [له] تملّقا: أي تودّد إليه، وتلطّف له. ورجلٌ ملَقٌ: يعطي بلسانه ما ليس في قلبه». ۵
وقال في النهاية: «المَلَق ـ بالتحريك ـ : الزيادة في التودّد والدّعاء، والتضرّع فوق ما ينبغي». ۶

1.في بعض نسخ الكافي: - «كلّه».

2.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۱۴۴.

3.قاله المحقّق المازندراني رحمه اللهفي شرحه، ج ۱۲، ص ۲۹۲.

4.نقله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۲۹۲.

5.الصحاح، ج ۴، ص ۱۵۵۶ (ملق) مع التلخيص.

6.النهاية، ج ۴، ص ۳۵۸ (ملق).


البضاعة المزجاة المجلد الثالث
178

متن الحديث الثاني والسبعين والمائتين

۰.أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ الْحَجَّالِ ، قَالَ :قُلْتُ لِجَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ : قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : «إِذَا أَتَاكُمْ شَرِيفُ قَوْمٍ ، فَأَكْرِمُوهُ» .
قَالَ : نَعَمْ .
قُلْتُ لَهُ : وَ مَا الشَّرِيفُ؟
قَالَ : قَدْ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه السلام عَنْ ذلِكَ ، فَقَالَ : «الشَّرِيفُ مَنْ كَانَ لَهُ مَالٌ».
قُلْتُ ۱ : فَمَا الْحَسِيبُ ۲ ؟
قَالَ : «الَّذِي يَفْعَلُ الْأَفْعَالَ الْحَسَنَةَ بِمَالِهِ وَغَيْرِ مَالِهِ» .
قُلْتُ : فَمَا الْكَرَمُ؟ قَالَ : «التَّقْوى» .

شرح

السند صحيح.
قوله عليه السلام : (الشريف من كان له مال) إلى آخره، بيان ما هو المقصود في هذا الخبر، لا بيان حقيقة الشريف؛ فإنّه يطلق على من كان له شرف بحسب الدِّين أيضا.
قال في القاموس:
الشرف ـ محرّكة ـ : العلوّ، والمكان العالي، والمجد، أو لا يكون إلّا بالآباء، أوعلوّ الحسب. وشرف ـ ككرم ـ شرفا، محرّكة: علا في دين أو دُنيا. ۳
(قلت: فما الحسيب؟ قال: الذي يفعل الأفعال الحسنة بماله وغير ماله).
كالحسنات الصادرة عن الجوارح مثلاً. وهذا الخبر نظير ما روي من: «أنّ حسب الرجل دينه ومروءته». ۴
قال في القاموس:
الحسب: ما تعدّه من مفاخر آبائك، والمال، والدِّين، أو الكرم، أو الشرف في الفعل، أو الفعال الصالح، أو الشرف الثابت في الآباء والبال والحسب والكرم. وقد يكونان لمن لا آباء له شرفاء، والشرف والمجد لا يكونان إلّا بهم. وقد حسب حسابه ـ كخطب خطابة ـ وحسبا محرّكة، فهو حسيب من حسباء. ۵
(الكرم. [قال:] التقوى).
هي اسم من الاتّقاء، بمعنى التحرّز، والتحفّظ عن المحرّمات، أو عمّا لا ينبغي مطلقا.
وهذا الكلام إشارة إلى قوله عزّ وجلّ: «إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّه ِ أَتْقَاكُمْ»۶ . قال البيضاوي في تفسيره:
فإنّ التقوى بها تكمل النفوس، وتفاضل الأشخاص، فمَن أراد شرفا فليلتمس منها، كما قال عليه السلام : «مَن سرّه أن يكون أكرم فليتّق اللّه ». [وقال صلى الله عليه و آله :] يا أيّها الناس، إنّما الناس رجلان: مؤمنٌ تقيٌّ كريم على اللّه ، وفاجرٌ شقيّ هيّنٌ على اللّه ، انتهى. ۷
ولعلّ الغرض بيان ما هو الأهمّ من معاني الكرم، لا حصره فيها؛ فإنّ الكرم في الأصل ضدّ اللؤم، ويطلق على الشرف في الدِّين، وسعة الخلق، والصفح، والسخاء، والعطاء أيضا.

1.في بعض نسخ الكافي والطبعة القديمة: «قال: قلت».

2.في بعض نسخ الكافي: «الحسب».

3.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۱۵۷ (شرف) مع التلخيص.

4.المروي هكذا: «إنّ حسب الرجل دينه، و مروءته خُلُقه». اُنظر: الكافي، ج ۸، ص ۱۸۱، ح ۲۰۳.

5.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۵۴ (حسب).

6.. الحجرات (۴۹): ۱۳.

7.تفسير البيضاوي، ج ۵، ص ۲۱۹ مع اختلاف يسير في اللفظ.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 230294
صفحه از 607
پرینت  ارسال به