181
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

شرح

السند ضعيف.
قال البيضاوي:
يأجوج ومأجوج قبيلتان من وُلد يافث بن نوح. وقيل يأجوج من الترك، ومأجوج من الجيل، وهما اسمان أعجميّان بدليل مع التصرّف. وقيل: عربيّان من أجّ الظليم: إذا أسرع، وأصلهما الهمز، كما قرأ عاصم، ومنع صرفهما للتعريف والتأنيث. ۱
وقال الجوهري:
قال الأخفش: من همز يأجوج و مأجوج، ويجعل الألف من الأصل، يقول: يأجوج يفعول، ومأجوج مفعول، كأنّه من أجيج النّار. قال: ومن لا يهمز ويجعل الألفين زائدتين، يقول: [يأجوج من يججت]. ۲
قيل: إنّهم في الكشرة بحيث يمرّ أولّهم ببحيرة طبريّة، فيشر بونها، ويمرّ آخرهم فيقولون: كان في هذا مآء. ۳
وقيل: إنّ الواحد منهم ذكرا كان أو اُنثى لايموت حتى يلد ألفا، فإذا ولدها كان ذلك علامة موته. ويقال: إنّهم يتسافدون في الطرقات كالبهائم، وإنّ في خلقهم تشويها، فمنهم من أفرط في الطول، كالنخلة، أو في القصر كالبشر ودونه، ومنهم صنف طوال الاُذن، ويقال: إنّهم يأكلون الناس ويأكل بعضهم بعضا. ومسكنهم وراء السدّ بين الجبلين. قيل: طوله مائة فرسخ، وعرضه خمسون فرسخا. وقيل: طوله سبعمائة فرسخ، وينتهي إلى البحر المظلم. ۴
قوله: (خلق اللّه ألفا ومأتين في البرّ، وألفا ومأتين في البحر).
قيل: كان المراد بها الأصناف؛ بقرينة قوله: (وأجناس بني آدم سبعون جنسا)؛ إذ المراد بها الأصناف. ۵
(والناس) كلّهم (ولد آدم).
والظاهر أنّ قوله عليه السلام : (ما خلا يأجوج ومأجوج) استثناء من الأخير؛ أعني كون الناس من ولد آدم، فيدلّ على أنّ يأجوج ومأجوج ليسا من ولد آدم.
ويحتمل أن يكون استثناء من حصر أجناس بني آدم في السبعين، فيدلّ على أنّ كونهما من أولاده؛ إذ المعنى حينئذٍ: أنّ أجناس بني آدم مع قطع النظر عنها سبعون جنسا.
وعلى الثاني لا ينافي هذا الخبر ما رواه الصدوق رحمه الله في كتاب العلل بإسناده عن عبد العظيم الحسني، عن عليّ بن محمّد العسكري عليه السلام : أنّ جميع الترك والصقالبة يأجوج ومأجوج والصين من ولد ۶ يافث. ۷
وأمّا على الأوّل فبين الخبرين منافاة، والجمع بينهما حينئذٍ لا يخلو عن تكلّف.
وقال بعض الأفاضل:
إنّ هذا الخبر ـ يعني ما رواه الصدوق في العلل ـ عندي أنقى ۸ سندا من خبر المتن، فيمكن حمله على أنّ المراد: أنّهم ليسوا من الناس، وإن كانوا من ولد آدم. ۹
وهو كما ترى.
ونقل عن بعض العامّة أنّه قال: احتلم آدم عليه السلام ، فاختلطت نطفته بالتراب، فكان ذلك يأجوج ومأجوج. ۱۰ وردّه بعضهم بأنّ الأنبياء لا يحتلمون. ۱۱
ونقل عن بعضهم إنّهما اُمّةٌ من الترك، ۱۲ واللّه أعلم.

1.تفسير البيضاوي، ج ۳، ص ۵۲۲.

2.الصحاح، ج ۱، ص ۲۹۸ (أجج).

3.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۲۹۳.

4.اُنظر في الأقوال: شرح المازندراني، ج ۱۲، ص ۲۹۳.

5.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۲۹۳.

6.في المصدر: - «ولد».

7.علل الشرائع، ج ۱، ص ۳۲، ح ۱.

8.في المصدر: «أقوى».

9.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۱۴۵ مع اختلاف يسير في اللفظ.

10.نقله القرطبي عن كعب الأحبار في تفسيره، ج ۱۱، ص ۵۶.

11.الرادّ هو نفس القرطبي في المصدر المذكور.

12.نقل عن المقاتل. اُنظر: شرح المازندراني، ج ۱۲، ص ۲۹۳.


البضاعة المزجاة المجلد الثالث
180

متن الحديث الرابع والسبعين والمائتين

۰.(حَدِيثُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ)
الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِالْعَلَاءِ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ :
سُئِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام عَنِ الْخَلْقِ ، فَقَالَ : «خَلَقَ اللّهُ أَلْفا وَمِائَتَيْنِ فِي الْبَرِّ ، وَأَلْفا وَمِائَتَيْنِ فِي الْبَحْرِ ، وَأَجْنَاسُ بَنِي آدَمَ سَبْعُونَ جِنْسا ، وَالنَّاسُ وُلْدُ آدَمَ مَا خَلَا يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ» .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 230328
صفحه از 607
پرینت  ارسال به