191
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

شرح

السند ضعيف.
قوله: (ورسول اللّه صلى الله عليه و آله كئيب حزين).
قال الجوهري:
الكآبة: سوء الحال، والإنكسار من الحزن. وقد كئب الرجل يكأب [كأبة و] كآبة، مثل رأفة ورآفة، ونشأة ونشاءة، فهو كئيب. ۱
(ثمّ أهبط اللّه ـ جلّ ذكره ـ بآي من القرآن).
قال في القاموس: «الآية: العلامة، والشخص، وزنها: فعلة بالفتح، أو فعلة محرّكة، أو فاعلة. الجمع: آيات، وآي. [و] من القرآن: كلام متّصل على انقطاعه». ۲
(يعزّيه بها) أي يسلّيه بتلك الآي، ويحمله على الصبر.
وفي القاموس: «العزاء: الصبر. عزى ـ كرضى ـ عزاء، وعزّاه تعزية». ۳
قوله: «آي» وهي قوله تعالى، ويحتمل كونه بالجرّ على البدليّة من الآي.
«أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ» .
قيل: أي تركناهم ينتفعون، أو أبقيناهم وعمّرناهم. ۴
قال في القاموس: «أمتعه اللّه بكذا: أبقاه، وأنشأه إلى أن ينتهي شبابه، كمتّعه». ۵
«ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ» .
قيل: هو قيام الساعة. ۶ وقيل: الإهلاك والاستيصال والعقاب. ۷ وفسّر في بعض الأخبار بقيام القائم عليه السلام . ۸
«مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ» .
قال البيضاوي: «أي لم يُغن [عنهم] تمتّعهم المتطاول في دفع العذاب وتخفيفه». ۹
وقال الجوهري: «أغنيت عنك مُغنى فلان، أي أجزأت عنك مُجْزأه. ويُقال: ما يُغني عنك هذا، أي ما يجزئ عنك، وما ينفعك». ۱۰
(وأنزل اللّه جلَّ ذكره) أيضا في تسليته صلى الله عليه و آله .
«إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ» .
قال البيضاوي:
الضمير [للقرآن] فخّمه بإضماره من غير ذكر شهادة له بالنباهة المغنية عن التصريح، كما عظّمه بأن أسند نزوله إليه، وعظّم الوقت الذي أُنزل فيه بقوله: «وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ» وإنزاله فيها بأن ابتدأ بإنزاله فيها، أو أنزله جملة من اللّوح إلى السماء الدُّنيا على السفرة، ثمّ كان جبرئيل عليه السلام ينزل على رسول اللّه صلى الله عليه و آله نجوما، وتسميتها بذلك لشرفها، أو لتقدير الاُمور فيها؛ لقوله تعالى: «فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ» . ۱۱ وذكر الألف إمّا للتكثير، أو لما روي أنّه عليه السلام ذكر إسرائيليّا لبس السلاح في سبيل اللّه ألف شهر، فتعجّب المؤمنون، وتقاصرت إليهم أعمالهم، فأعطوا ليلة القدر، وهي خيرٌ من مدّة ذلك الغازي، انتهى. ۱۲
ويفهم من بعض الأخبار أنّ العبادة فيها خيرٌ من العبادة في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر. ۱۳
والظاهر أنّ قوله عليه السلام : «للقوم» صفة لألف شهر، والمراد بالقوم حينئذٍ بنو اُميّة، وبألف شهر مدّة ملكهم. ويحتمل بعيدا تعلّق الظرف بخير، وحمل القوم على المؤمنين.
(فجعل اللّه ـ عزّ وجلّ ـ ليلة القدر [لرسوله] خيرا من ألف شهر).
قال بعض الأفاضل:
يحتمل أن يكون المراد من هذا الخبر أنّ اللّه تعالى سلب فضل ليلة القدر في مدّة ملك بني اُميّة عن العالمين، كما هو ظاهر خبر الصحيفة، فعبادة ليلة القدر أفضل من عبادة تلك المدّة؛ لعدم كون ليلة القدر فيها. أو أنّ اللّه ـ عزّ وجلّ ـ سلب فضلها عن بني اُميّة، فالمراد بالعبادة العبادة التقديريّة، لعدم صحّة عبادتهم؛ أي لو كانت مقبولة، لكانت عبادة ليلة القدر أفضل منها؛ لسلب فضيلة ليلة القدر عنهم. أو المراد أنّ الثواب الذي يمنحه اللّه على العمل فيها خيرٌ من سلطنة بني اُميّة وشوكتهم واقتدارهم في تلك المدّة.
فإن قلت: فعلى هذا، لا يظهر فضل كثير لليلة القدر؛ إذ كلّ ثواب من المثوبات الاُخرويّة ـ وإن كانت قليلة لبقائها وأبديّتها ـ خيرٌ من جميع الدُّنيا وما فيها؟
قلت: المراد على هذا: أنّ ثواب ليلة القدر بالنظر إلى سائر المثوبات الاُخرويّة أشدّ امتيازا وعلوّا من شوكتهم وملكهم بالنظر إلى ملك الدُّنيا وعزّها. ۱۴

1.الصحاح، ج ۱، ص ۲۰۷ (كأب).

2.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۳۰۱ (أوى) مع التلخيص.

3.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۳۶۲ (عزى) مع التلخيص.

4.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۲۹۷.

5.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۸۳ (متع).

6.نقله العلّامة المجلسي رحمه الله عن الأكثر في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۱۴۸.

7.ذهب إليه المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۲۹۷.

8.راجع: البرهان، ج ۴، ص ۱۸۵، ح ۷۹۴۰.

9.تفسير البيضاوي، ج ۴، ص ۲۵۴.

10.الصحاح، ج ۶، ص ۲۴۴۹ (غنى) مع التلخيص.

11.. الدخان (۴۴): ۴.

12.تفسير البيضاوي، ج ۵، ص ۵۱۴، مع التلخيص واختلاف يسير في اللفظ.

13.اُنظر: الكافي، ج ۵، ص۲۴۸، ح ۴.

14.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۱۵۰، مع اختلاف يسير في اللفظ.


البضاعة المزجاة المجلد الثالث
190

متن الحديث الثمانين والمائتين

۰.سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ۱، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى الْقَمَّاطِ ، عَنْ عَمِّهِ ، قَالَ :سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه السلام يَقُولُ : «هَبَطَ جَبْرَئِيلُ عليه السلام عَلى رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وَرَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله كَئِيبٌ حَزِينٌ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللّهِ ، مَا لِي أَرَاكَ كَئِيبا حَزِينا؟
فَقَالَ : إِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رُؤْيَا .
قَالَ : وَمَا الَّذِي رَأَيْتَ؟
قَالَ : رَأَيْتُ بَنِي أُمَيَّةَ يَصْعَدُونَ الْمَنَابِرَ ، وَيَنْزِلُونَ مِنْهَا .
قَالَ ۲ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيّا ۳ مَا عَلِمْتُ بِشَيْءٍ مِنْ هذَا .
وَصَعِدَ جَبْرَئِيلُ عليه السلام إِلَى السَّمَاءِ ، ثُمَّ أَهْبَطَهُ اللّهُ ـ جَلَّ ذِكْرُهُ ـ بِآيٍ مِنَ الْقُرْآنِ يُعَزِّيهِ بِهَا : قَوْلِهِ : «أَ فَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ * ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ»۴ وَأَنْزَلَ اللّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ : «إِنّا أَنْزَلْناهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ»۵ لِلْقَوْمِ ، فَجَعَلَ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَيْلَةَ الْقَدْرِ لِرَسُولِهِ ۶ خَيْرا مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ» .

1.السند معلّق كسابقه.

2.في بعض نسخ الكافي والوافي: «فقال».

3.في بعض نسخ الكافي: - «نبيّا».

4.الشعراء (۲۶): ۲۰۵ ـ ۲۰۷.

5.القدر (۹۷): ۱ ـ ۳.

6.في بعض نسخ الكافي: - «لرسوله».

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 230317
صفحه از 607
پرینت  ارسال به