241
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

شرح

السند مجهول.
قوله: (ما يعنى به) على البناء للمفعول، أو للفاعل، والأوّل أولى.
(قال أبو عبداللّه عليه السلام : إنّ خيرا نهر في الجنّة).
في القاموس: «النهر ويحرّك مجرى الماء». ۱
وفيه: الخير ما يرغب فيه الكلّ. ۲
ولعلّ المراد أنّه ينبغي أن يقصده القائل؛ لأنّه الفرد الكامل من أفراد الخير.
وقال بعض الأفاضل:
يحتمل أن يكون أصل استعمال هذه الكلمة كان ممّن عرف [هذا] المعنى، وإرادة من لا يعرف غيره لا ينافيه، على أنّه يحتمل أن يكون المراد أنّ الجزاء الخير هو هذا، وينصرف واقعا إليه، وإن لم يعرف ذلك من يتكلّم بهذه الكلمة. ۳
(مخرجه) أي منبعه ومادّته.
(من الكوثر).
في القاموس: «الكوثر: نهرٌ في الجنّة تتفجّر منه جميع أنهارها». ۴ وقال البيضاوي:
روي عنه عليه السلام : أنّه نهرٌ في الجنّة، وَعَدنيهِ ربّي، فيه خير كثير أحلى من العسل، وأبيض من اللبن، وأبرد من الثلج، وألين من الزبد، حافتاه الزبرجد، وأوانيه من فضّة لا يظمأ مَن شرب منه. ۵ وقيل: حوضٌ فيها، ۶ انتهى.
(والكوثر مخرجه) ومنبعه (من ساق العرش).
الظاهر أنّه العرش الجسماني، وساقه قائمته. قال الجوهري: «الساق: ساق القدم. وساق الشجرة: جذعها». ۷
(عليه منازل الأوصياء وشيعتهم).
الظاهر أنّ الضمير في «عليه» راجع إلى الكوثر، مع احتمال رجوعه إلى «النهر»، وأنّ المراد بالأوصياء أوصياء محمّد صلى الله عليه و آله .
(على حافّتي ذلك النهر حواري).
قال الفيروزآبادي في الأجوف الواوي: «حافّتا الوادي وغيره: جانباه. الجمع: حافّات». ۸
وقيل: «الحواري» يحتمل أن يكون بتخفيف الياء، جمع حوراء، ۹ وفيه نظر؛ لأنّ فعلا الصفة يجمع على فِعال وفُعل. وفي القاموس: «الحُور ـ بالضمّ ـ : جمع أحْوْرَ، وحَوْراء». ۱۰
أقول: يحتمل كونه بتشديد الياء بمعنى المرأة البيضاء. قال الجوهري: «تحوير الثياب: تبييضها. والنساء حواريّات لبياضهنّ». ۱۱ وفي القاموس: «الحواريات: نساء الأمصار». ۱۲
وفي بعض النسخ: «الجواري» بالجيم، جمع جارية.
(نابتات) كالشجر (كلّما قلعت) على البناء للمفعول. وفي بعض النسخ: «قطعت».
(نبتت اُخرى) من تلك الحواري.
(سمّي بذلك النهر).
قال بعض الأفاضل: «كذا في أكثر النسخ، والظاهر: «سمّين»، ويمكن أن يقرأ على البناء للمفعول، ۱۳ أي سمّاهن اللّه بها في قوله: «خَيْرَاتٌ» ». قال: «ويحتمل أن يكون المشار إليه النابت، أي سمّي النهر باسم ذلك النابت، أي الجواري؛ لأنّ اللّه سمّاهنّ خيرات». ۱۴
أقول: كلام هذا الفاضل لا يخلو عن اضطراب وتكلّف، كما لا يخفى، ويخطر بالبال أن يكون سمّى على البناء للمفعول، والمستتر فيه راجعا إلى الحواري، وعدم التأنيث باعتبار المذكور، والنهر بالجرّ بدلاً أو صفة من ذلك؛ أي سمّى المذكور من الحواري باسم ذلك للنابتة على حافّتيه. وعلى التقديرين يكون قوله عليه السلام : (وذلك قوله) إشارة إلى تلك التسمية.
وهنا احتمال آخر، وهو أن يكون النهر بالرفع قائما مقام الفاعل سمّي واسم الإشارة في قوله: «بذلك» إشارة إلى الخير؛ أي سمّي النهر المذكور بهذا الاسم، ولكن وقع التسمية لما في حافّتيه مجازا، واسم الإشارة في قوله: «هو ذلك» إشارة إلى التسمية المجازيّة.
«فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ» . ۱۵
حسان: جمع حسناء، كبطاح [و] بطحاء.
وقال البيضاوي:
ضمير فيهنّ راجع إلى الجنان المفهوم من قوله تعالى: «وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ»۱۶ إلى قوله: «وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ» ؛ ۱۷ فإنّ جنّتان يدلّ على جنان هي للخائفين، أو فيما فيهما من الأماكن والقصور، أو في الآلاء المعدودة من الجنّتين والعينين والفاكهة والفرش. ۱۸
وقال: «خيرات: مخفّف خيّرات؛ لأنّ خير الذي بمعنى أخير لا تجمع. وقد قرئ على الأصل، والمراد بالحسان حسان الخَلق والخُلق». ۱۹
وقال الجوهري: «الخيرة: الفاضلة من كلّ شيء. الجمع: خيرات». ۲۰
(فإذا قال الرجل لصاحبه: جزاك اللّه خيرا، فإنّما يعني) أي يقصد.
وقد مرّ في صدر الحديث ما يتعلّق بهذا المقام، فتذكّر.
(بذلك) أي بالخير.
(تلك المنازل) المذكورة.
(التي أعدّها اللّه عزّ وجلّ) أي هيّأها.
(لصفوته).
في القاموس: «صفوة الشيء ـ مثلّثة ـ : ما صفا منه». ۲۱
(وخيرته).
الخيرة ـ بالكسر، وكعنبة ـ : الاسم من الاختيار، من اخترته منهم وعليهم خيرة، أي فضّلته.
(من خلقه) متعلّق بالصفوة والخيرة، أو بيان لهما.

1.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۱۵۰ (نهر).

2.لم نعثر عليه في القاموس.

3.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۱۶۶.

4.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۱۲۵ (كثر) مع التلخيص.

5.روي الخبر في: صحيح مسلم، ج ۲، ص ۱۳ و ۱۴؛ سنن أبي داود، ج ۲، ص ۴۲۳، ح ۴۷۴۷؛ التمهيد، ج ۵، ص ۲۱۹ (مع اختلاف في اللفظ).

6.تفسير البيضاوي، ج ۵، ص ۵۳۶.

7.الصحاح، ج ۴، ص ۱۴۹۸ (سوق) مع التلخيص.

8.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۱۳۰ (حوف).

9.احتمله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۳۱۰.

10.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۱۵ (حور) مع التلخيص.

11.الصحاح، ج ۲، ص ۶۳۹ (حور) مع التلخيص واختلاف في اللفظ.

12.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۱۵ (حور).

13.في المصدر: «المعلوم».

14.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۱۶۶.

15.. الرحمن (۵۵): ۷۰.

16.. الرحمن (۵۵): ۴۶.

17.. الرحمن (۵۵): ۵۴.

18.تفسير البيضاوي، ج ۵، ص ۲۸۱ مع اختلاف في اللفظ.

19.تفسير البيضاوي، ج ۵، ص ۲۸۱ مع اختلاف في اللفظ.

20.الصحاح، ج ۲، ص ۶۵۲ (خير) مع اختلاف في اللفظ.

21.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۳۵۲ (صفو).


البضاعة المزجاة المجلد الثالث
240

متن الحديث الثامن والتسعين والمائتين

۰.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ يَزِيدَ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَعْيَنَ أَخُو مَالِكِ بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه السلام عَنْ قَوْلِ الرَّجُلِ لِلرَّجُلِ : جَزَاكَ اللّهُ خَيْرا : مَا يَعْنِي بِهِ؟
قَالَ ۱ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : «إِنَّ خَيْرا نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ ، مَخْرَجُهُ مِنَ الْكَوْثَرِ ، وَالْكَوْثَرَ مَخْرَجُهُ مِنْ سَاقِ الْعَرْشِ ، عَلَيْهِ مَنَازِلُ الْأَوْصِيَاءِ وَشِيعَتِهِمْ ، عَلى حَافَتَيْ ذلِكَ النَّهَرِ حَوَارِي ۲ نَابِتَاتٌ ، كُلَّمَا قُلِعَتْ وَاحِدَةٌ نَبَتَتْ أُخْرى ، سُمِّيَ بِذلِكَ النَّهَرُ ، وَذلِكَ قَوْلُهُ عَزَّوَجَلَّ : «فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ»۳ فَإِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ : جَزَاكَ اللّهُ خَيْرا ، فَإِنَّمَا يَعْنِي بِذلِكَ تِلْكَ الْمَنَازِلَ الَّتِي ۴ أَعَدَّهَا اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لِصَفْوَتِهِ وَخِيَرَتِهِ مِنْ خَلْقِهِ» .

1.في الطبعة الجديدة وأكثر نسخ الكافي: «فقال».

2.في كلتا الطبعتين وجميع النسخ الكافي التي قوبلت في الطبعة الجديدة: «جواري» بالجيم المعجمة.

3.الرحمن (۵۵): ۷۰.

4.في الطبعة القديمة وبعض نسخ الكافي: + «قد».

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 231615
صفحه از 607
پرینت  ارسال به