251
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

متن الحديث الثالث والثلاثمائة

۰.عَنْهُ ، عَنْ صَالِحٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ۱، قَالَ :كُنْتُ أَنَا وَالْقَاسِمُ شَرِيكِي وَنَجْمُ بْنُ حَطِيمٍ وَصَالِحُ بْنُ سَهْلٍ بِالْمَدِينَةِ ، فَتَنَاظَرْنَا فِي الرُّبُوبِيَّةِ ، قَالَ : فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ : مَا تَصْنَعُونَ بِهذَا؟ نَحْنُ بِالْقُرْبِ مِنْهُ ، وَلَيْسَ مِنَّا فِي تَقِيَّةٍ ، قُومُوا بِنَا إِلَيْهِ .
قَالَ : فَقُمْنَا ، فَوَ اللّهِ مَا بَلَغْنَا الْبَابَ إِلَا وَقَدْ خَرَجَ عَلَيْنَا بِلَا حِذَاءٍ وَلَا رِدَاءٍ ، قَدْ قَامَ كُلُّ شَعْرَةٍ مِنْ رَأْسِهِ مِنْهُ ، وَهُوَ يَقُولُ : «لَا ، لَا ، يَا مُفَضَّلُ وَيَا قَاسِمُ وَيَا نَجْمُ ، لَا ، لَا «بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ»۲ » .

شرح

السند ضعيف.
قوله: (اُوْرمة) بضمّ الهمزة وإسكان الواو وفتح الراء. كذا في الإيضاح. ۳
(عن المفضّل)؛ هو المفضّل بن عمر.
(قال: كنت أنا والقاسم شريكي)؛ هو القاسم بن عبد الرحمن الصيرفي.
(ونجم بن حطيم).
في القاموس: «حُطَيم ـ كزُبير ـ : تابعي». ۴
(فتناظرنا في الربوبيّة) أي في ربوبيّة الصادق عليه السلام ، أو جميع الأئمّة عليهم السلام .
ولعلّ بناء المناظرة أنّ بعضهم أو جميعهم قال بربوبيّته عليه السلام . وقال الفاضل الإسترآبادي:
كان بعض الشيعة [من] ضعفاء العقول بعدما شاهدوا ظهور بعض الخوارق عن الأئمّة عليهم السلام ، وسوس الشيطان في قلوبهم أنّ اللّه فوّض كائنات الجوّ إلى محمّدٍ وعليّ وأولادهما الطاهرين عليهم السلام بعد أن خلقهم، كما في آخر شرح المواقف ۵ ، واشتهر ذلك جماعة من الغُلاة في حقّ أمير المؤمنين عليه السلام . ۶
(قال: فقال بعضنا لبعض: ما تصنعون بهذا)، إشارة إلى التناظر المذكور.
(نحن بالقُرب منه).
لعلّ الضمير للصادق عليه السلام . ويحتمل كونه للباقر عليه السلام ، بقرينة أنّ الرجال المذكورين كانوا من أصحابهما. وكذا المستتر في قوله: (ليس منّا في تقيّة). وكذا البارز في قوله: (قوموا بنا إليه).
وحاصله: أنّه عليه السلام قريبٌ منّا وليس بيننا وبينه مسافة كثيرة، ومعلوم أنّه لا يفتينا تقيّةً، فنتحاكم إليه، ونستفتيه في الأمر المتنازع فيه، فما حكم به فالحكم حكمه.
والباء في قوله: «بنا» للتعدية، أو للمصاحبة، والظرف متعلّق ب«قوموا» بتضمين مثل معنى التوجّه أو التحاكم.
(قال: فقمنا) إلى قوله: (بلا حِذاء ولا رداء) يدلّ على اضطرابه عليه السلام وخروجه عن البيت في غاية السرعة، والحِذاء ـ بالكسر ـ : النعل.
(قد قام كلّ شعرة من رأسه منه) غضبا عليهم، أو مخافةً من اللّه .
(وهو يقول: لا لا) إنكار لتوهّمهم ربوبيّته.
وقوله عليه السلام : «بَلْ عِبَادٌ» [الآية]، أي بل نحن عباد، اقتباس من قوله ـ عزّ وجلّ ـ في سورة الأنبياء: «وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ»۷ الآية.
قال البيضاوي:
«نزلت في خزاعة حيث قالوا: الملائكة بنات اللّه ». وقال: معنى قوله: «بَلْ عِبَادٌ» : بل هم عباد، من حيث إنّهم مخلوقون، وليسوا بأولاد. «مُكْرَمُونَ» : مقرّبون. وفيه تنبيه على مدحض القوم. وقرئ بالتشديد. «لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ» : لا يقولون شيئا حتّى كما يقوله، كما هو ديدن العبيد المؤدّبين، وأصله: لا يسبق قولهم قوله، فنسب [السبق إليه و] إليهم، وجعل القول محلّه وأداته تنبيها على استهجان المنسبق المعرّض به للقائلين على اللّه ما لم يقله، واُنيب اللّام عن الإضافة اختصارا وتجافيا عن تكرير الضمير، وقرئ: «لا يُسبقونه» بالضمّ، من سابقته فسبقته أسبقه. «وَ هُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ» لا يعملون قطّ ما لم يأمرهم به، انتهى. ۸

1.في الطبعة القديمة: + «بن عمر».

2.الأنبياء (۲۱): ۲۵ و ۲۶.

3.إيضاح الاشتباه، ص ۲۷۱، الرقم ۵۸۷.

4.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۹۸ (حطم) مع التلخيص.

5.شرح المواقف، ج ۸، ص ۳۸۸.

6.نقل عنه المحقّق المازندراني رحمه اللهفي شرحه، ج ۱۲، ص ۳۱۳.

7.. الأنبياء(۲۱): ۲۶.

8.تفسير البيضاوي، ج ۴، ص ۹۰.


البضاعة المزجاة المجلد الثالث
250

شرح

السند ضعيف.
قوله عليه السلام : (من خصف نعلَه).
خَصْفُ النعل كناية عن لبس النّعل الخلق البالية. يُقال: خصف نعله ـ كضرب ـ : أي خرزها. وخَصَفَ الوَرق على بدنه: ألزَقَها، وأطبقها عليه وَرَقةً وَرَقةً.
والنعل: كلّ ما وقيت به القدم من الأرض، مؤنّثة. كذا في القاموس ۱ :
(ورقّع ثوبه).
قال الجوهري: «الرُقعة: الخرقة، تقول منه: رقعت الثوب بالرقاع. وترقيع الثوب: أن يرقعه في مواضع». ۲
وفي القاموس: «رقع الثوب ـ كمنع ـ : أصلحه بالرقاع، كرقّعه». ۳
(وحَمَلَ سِلعَتَه).
السِلعة ـ بالكسر ـ : المتاع؛ أي حمل ما يشتريه لنفسه أو لأهله من الأمتعة، برأسه أو ظهره أو يده، ولا يستنكف منه.
ويفهم من بعض الأخبار اختصاص هذا الحكم واستحبابه بما إذا لم يشنّعه الناس، ولم يستسخروا منه.
(فقد برئ من الكبر).
البريء ـ ككريم ـ المتبرّئ من العيوب، والمطهّر منها. تقول: برئ ـ كعلم ـ براءة، فهو بريء.
قال الفيروزآبادي:
الكِبر ـ بالكسر ـ : معظم الشيء، والشرف. ويضمّ فيهما، والإثم الكبير، والرفعة في الشرف والعظمة والتجبّر، كالكبرياء، وقد تكبّر واستكبر، انتهى. ۴
أقول: الأنسب هنا المعنى الأخير، ويحتمل حمله على المعاني الاُخر بتقدير مثل معنى الطلب أو الارتكاب، فتدبّر.
وقيل: هذا إذا كان من باب القناعة والخلوص للّه ، وأمّا إذا كان لصرف وجوه الناس إليه، فهو من أسباب الكبر، كالمال والجاه ونحوهما. ۵

1.اُنظر: القاموس المحيط، ج ۳، ص ۱۳۴ (خصف)؛ و ج ۴، ص ۵۸ (فعل).

2.الصحاح، ج ۳، ص ۱۲۲۱ (رقع) مع التلخيص.

3.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۳۱ (رقع).

4.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۱۲۴ (كبر) مع التلخيص.

5.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۳۱۲.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 230352
صفحه از 607
پرینت  ارسال به