متن الحديث الثالث والثلاثمائة
۰.عَنْهُ ، عَنْ صَالِحٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ۱، قَالَ :كُنْتُ أَنَا وَالْقَاسِمُ شَرِيكِي وَنَجْمُ بْنُ حَطِيمٍ وَصَالِحُ بْنُ سَهْلٍ بِالْمَدِينَةِ ، فَتَنَاظَرْنَا فِي الرُّبُوبِيَّةِ ، قَالَ : فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ : مَا تَصْنَعُونَ بِهذَا؟ نَحْنُ بِالْقُرْبِ مِنْهُ ، وَلَيْسَ مِنَّا فِي تَقِيَّةٍ ، قُومُوا بِنَا إِلَيْهِ .
قَالَ : فَقُمْنَا ، فَوَ اللّهِ مَا بَلَغْنَا الْبَابَ إِلَا وَقَدْ خَرَجَ عَلَيْنَا بِلَا حِذَاءٍ وَلَا رِدَاءٍ ، قَدْ قَامَ كُلُّ شَعْرَةٍ مِنْ رَأْسِهِ مِنْهُ ، وَهُوَ يَقُولُ : «لَا ، لَا ، يَا مُفَضَّلُ وَيَا قَاسِمُ وَيَا نَجْمُ ، لَا ، لَا «بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ»۲ » .
شرح
السند ضعيف.
قوله: (اُوْرمة) بضمّ الهمزة وإسكان الواو وفتح الراء. كذا في الإيضاح. ۳
(عن المفضّل)؛ هو المفضّل بن عمر.
(قال: كنت أنا والقاسم شريكي)؛ هو القاسم بن عبد الرحمن الصيرفي.
(ونجم بن حطيم).
في القاموس: «حُطَيم ـ كزُبير ـ : تابعي». ۴
(فتناظرنا في الربوبيّة) أي في ربوبيّة الصادق عليه السلام ، أو جميع الأئمّة عليهم السلام .
ولعلّ بناء المناظرة أنّ بعضهم أو جميعهم قال بربوبيّته عليه السلام . وقال الفاضل الإسترآبادي:
كان بعض الشيعة [من] ضعفاء العقول بعدما شاهدوا ظهور بعض الخوارق عن الأئمّة عليهم السلام ، وسوس الشيطان في قلوبهم أنّ اللّه فوّض كائنات الجوّ إلى محمّدٍ وعليّ وأولادهما الطاهرين عليهم السلام بعد أن خلقهم، كما في آخر شرح المواقف ۵ ، واشتهر ذلك جماعة من الغُلاة في حقّ أمير المؤمنين عليه السلام . ۶
(قال: فقال بعضنا لبعض: ما تصنعون بهذا)، إشارة إلى التناظر المذكور.
(نحن بالقُرب منه).
لعلّ الضمير للصادق عليه السلام . ويحتمل كونه للباقر عليه السلام ، بقرينة أنّ الرجال المذكورين كانوا من أصحابهما. وكذا المستتر في قوله: (ليس منّا في تقيّة). وكذا البارز في قوله: (قوموا بنا إليه).
وحاصله: أنّه عليه السلام قريبٌ منّا وليس بيننا وبينه مسافة كثيرة، ومعلوم أنّه لا يفتينا تقيّةً، فنتحاكم إليه، ونستفتيه في الأمر المتنازع فيه، فما حكم به فالحكم حكمه.
والباء في قوله: «بنا» للتعدية، أو للمصاحبة، والظرف متعلّق ب«قوموا» بتضمين مثل معنى التوجّه أو التحاكم.
(قال: فقمنا) إلى قوله: (بلا حِذاء ولا رداء) يدلّ على اضطرابه عليه السلام وخروجه عن البيت في غاية السرعة، والحِذاء ـ بالكسر ـ : النعل.
(قد قام كلّ شعرة من رأسه منه) غضبا عليهم، أو مخافةً من اللّه .
(وهو يقول: لا لا) إنكار لتوهّمهم ربوبيّته.
وقوله عليه السلام : «بَلْ عِبَادٌ» [الآية]، أي بل نحن عباد، اقتباس من قوله ـ عزّ وجلّ ـ في سورة الأنبياء: «وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ»۷ الآية.
قال البيضاوي:
«نزلت في خزاعة حيث قالوا: الملائكة بنات اللّه ». وقال: معنى قوله: «بَلْ عِبَادٌ» : بل هم عباد، من حيث إنّهم مخلوقون، وليسوا بأولاد. «مُكْرَمُونَ» : مقرّبون. وفيه تنبيه على مدحض القوم. وقرئ بالتشديد. «لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ» : لا يقولون شيئا حتّى كما يقوله، كما هو ديدن العبيد المؤدّبين، وأصله: لا يسبق قولهم قوله، فنسب [السبق إليه و] إليهم، وجعل القول محلّه وأداته تنبيها على استهجان المنسبق المعرّض به للقائلين على اللّه ما لم يقله، واُنيب اللّام عن الإضافة اختصارا وتجافيا عن تكرير الضمير، وقرئ: «لا يُسبقونه» بالضمّ، من سابقته فسبقته أسبقه. «وَ هُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ» لا يعملون قطّ ما لم يأمرهم به، انتهى. ۸
1.في الطبعة القديمة: + «بن عمر».
2.الأنبياء (۲۱): ۲۵ و ۲۶.
3.إيضاح الاشتباه، ص ۲۷۱، الرقم ۵۸۷.
4.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۹۸ (حطم) مع التلخيص.
5.شرح المواقف، ج ۸، ص ۳۸۸.
6.نقل عنه المحقّق المازندراني رحمه اللهفي شرحه، ج ۱۲، ص ۳۱۳.
7.. الأنبياء(۲۱): ۲۶.
8.تفسير البيضاوي، ج ۴، ص ۹۰.