35
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

متن الحديث الرابع والعشرين والمائتين

۰.عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْكُوفِيِّينَ ، عَنْ أَبِي عُرْوَةَ أَخِي شُعَيْبٍ ، أَوْ عَنْ شُعَيْبٍ الْعَقَرْقُوفِيِّ ، قَالَ :دَخَلْتُ عَلى أَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ عليه السلام وَهُوَ يَحْتَجِمُ ۱ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ فِي الْحَبْسِ ، فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّ هذَا يَوْمٌ يَقُولُ النَّاسُ : إِنَّ مَنِ احْتَجَمَ فِيهِ أَصَابَهُ الْبَرَصُ؟
فَقَالَ : «إِنَّمَا يُخَافُ ذلِكَ عَلى مَنْ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ فِي حَيْضِهَا» .

1.في أكثر نسخ الكافي: «محتجم».


البضاعة المزجاة المجلد الثالث
34

شرح

السند ضعيف.
قوله عليه السلام : (فيمَ يختلف الناس).
الاختلاف: ضدّ الاتّفاق. والاختلاف أيضا: التردّد. يُقال: اختلف: إذا جاء وذهب.
ولعلّه على الثاني عبارة عن التعارف والشيوع، وكثرة الأخذ والاستعمال.
والظاهر أنّ المراد بالناس المخالفون.
وقوله: (قلت: يزعمون أنّ الحجامة يوم الثلاثاء أصلح) جواب عن بعض موارد الاختلاف.
والزعم ـ مثلّثة ـ : القول، والدعوى حقّا كان أو باطلاً، وفعله كنصر.
وقال الجوهري:
الحجم: فعل الحاجم. وقد [حجمه] يحجمه فهو محجوم، والاسم: الحجامة. والمحجم والمحجمة قاروته، وقد احتجمت من الدم، ابن السكيت. يُقال: ما حجم الصبي ثَدي اُمّه، أي ما مصّه. ۱
قال: (فقال: وإلى ما يذهبون في ذلك؟) أي إلى أيّ شيء يستندون في هذا الزعم؟
قلت: (يزعمون أنّه يوم الدم).
روى الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: «يوم الثلاثاء يوم حرب ودم». ۲
قال بعض الفضلاء: «يمكن حمله على أنّ المراد يوم غليان ودم». ۳ فعلى هذا قوله عليه السلام : (فأحرى) ـ أي أجدر وأليق، (أن لا يهيّجوه)، يُقال: يهيّجه تهييجا، أي أثاره في يومه ـ معناه: أنّ الدم إذا غلى في ذلك اليوم، واختلطه فاسده الذي ينتفع بإخراجه، بغير فاسده الذي يضرّ إخراجه فينبغي أن لا يهيّجوه ولا يخرجوه من موضعه، ونظيره ما قال الأطبّاء: إنّ إخراج الدم في وقت امتزاج الفضلين لا ينفع، بل ربما يضرّ لاختلاط الدم في ذلك الوقت وامتزاجه.
(أما علموا أنّ في يوم الثلاثاء ساعة من وافقها).
قال الجوهري: «وافقته، أي صادفته». ۴ وقال: «صادفت فلانا: وجدته». ۵ والمراد مصادفة الاحتجام في تلك الساعة.
(لم يَرق دمه حتّى يموت).
قال الجوهري في المهموز اللام: «رقأ الدمع يرقأ رقوءا: أسكن، وكذلك الدم. وأرقأ اللّه دمعه: سكّنه». ۶
ولعلّ المراد عدم انقطاع الدم على أن يموت بكثرة سيلانه.
وقيل: يحتمل أن يكون كناية عن سرعة ورود الموت بسبب ذلك؛ أي يموت في أثناء الحجامة. ۷
(أو ما شاء اللّه )
لعلّ المراد أنّه لم ينقطع إلى زمانٍ طويل وإن لم يمت. ويحتمل أن يكون الترديد من الراوي.
وقيل: أي ما شاء اللّه من بلاءٍ عظيم، ومرض يعسُر علاجه. ۸
قال بعض الشارحين: دلَّ هذا الخبر على كراهة الحجامة في يوم الثلاثاء، ۹ وحمله على التحريم باعتبار أنّه مظنّة الوقوع إلى التهلكة، بعيد.

1.الصحاح، ج ۵، ص ۱۸۹۴ (حجم).

2.رواه في الخصال، ص ۳۸۴؛ وعلل الشرائع، ج ۲، ص ۵۹۸.

3.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۸۷.

4.الصحاح، ج ۴، ص ۱۵۶۷ (وفق).

5.الصحاح، ج ۴، ص ۱۳۸۴ (صدف).

6.الصحاح، ج ۱، ص ۵۳ (رقأ).

7.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۸۷.

8.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۸۷.

9.ذهب إليه العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۸۷.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 231609
صفحه از 607
پرینت  ارسال به