461
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

البضاعة المزجاة المجلد الثالث
460

شرح

السند صحيح.
قوله: (إنّي رجلٌ من بجيلة).
في القاموس: «البجيلة ـ كسفينة ـ : حيّ باليمن من مَعدٍ، والنسبة بجليّ محرّكة». ۱
(وأنا أدين اللّه عزّ وجلّ) أي أطيعه وأعبده.
(بأنّكم مواليّ) جمع المولى بمعنى المالك، أو المعتق بكسر التاء، أو الصاحب، أو المُنعم، أو الناصر؛ لأنّهم عليهم السلام ملوك أهل الأرض، وملّاك رِقابهم والمعتقين رقابهم من النار والمُنعمين لهم بالنِّعم الحسّيّة والعقليّة في هذا الدار وفي دار القرار، والناصر لهم في اُمور الدِّين والدُّنيا، والشافعين لهم عند الملك.
(وقد يسألني بعض من لا يعرفني) بالنسب.
(فيقول [لي]ممّن الرجل) أي من أيّ طائفة وقبيلة هذا الرجل، وكان فيه التفات.
(فأقول له: أنا رجلٌ من العرب، ثمّ من بجيلة، فعليّ في هذا إثم) أي ذنب وحرج.
قيل: كأنّ وجه السؤال أنّ العرب وبجيلة من المخالفين لأهل البيت عليهم السلام معاندين لهم، فتوهّم أنّ نسبته إليهم توجب التحرّج والإثم. ۲
أقول: لا يخفى بُعد هذا التوجيه، بل الظاهر أنّ توهّم الحرج والإثم باعتبار عدم انتسابه إلى أهل البيت عليهم السلام ؛ فإنّ الانتساب إليهم هو النسب الحقيقي الواقعي، كما أشار إليه بقوله: (حيث لم أقل: إنّي مولى لبني هاشم)؛ يظهر من السِّياق أنّ المراد ببني هاشم هنا الأئمّة عليهم السلام ، والمراد بالمولى هنا العبد والمُعتَق بفتح التاء، أو المُنْعَم، أو المحبّ، أو التابع.
(فقال: لا) أي لا إثم عليك في هذا القول.
(أليس هواك).
الهوى ـ بالقصر ـ : العشق، وإرادة النفس.
(وقلبك منعقدا).
في بعض النسخ: «منعقد» بالرفع. قيل: يمكن أن يُقال حينئذٍ: إنّ اسم «ليس» ضمير راجع إلى القول المذكور، وقوله: «هواك» خبره، و«قلبك منعقد» مبتدأ وخبر، والواو للحال، والمعنى: أليس ذلك القول هواك ومحض إرادتك الإخبار بالنسب، والحال أنّ قلبك منعقد على موالاتنا. ۳
(فقلت: بلى، فقال: ليس عليك) أي إثم، أو بأس (في أن تقول: أنا من العرب).
ثمّ أشار عليه السلام إلى وجه نفي البأس من هذا القول بقوله: (إنّما أنت ۴ في النسب).
كذا في كثير من النسخ، وفي بعضها: «إنّما أنت من العرب في النسب».
وعلى النسخة الاُولى يكون قوله: «من العرب» مقدّرا، أي إنّما أنت داخلٌ فيهم في الانتساب إلى قبيلتهم.
(و)في (العطاء) أي تعدّ من جملتهم في الوقف عليهم، وفي النذر لهم، ونحوهما من وجوه الصدقات والعطيّات المختصّة بهم.
(و)في (العدد) أي في عدادهم وزمرتهم، أو في أتباعهم وأعوانهم.
(و)في (الحسب).
هو بالتحريك: ما يعدّه الإنسان من مفاخر آبائه. ويحتمل أن يُراد به المعدود والمحسوب، فالعطف حينئذٍ للتفسير. والحاصل: أنّ النسب وما عطف عليه لا يختلف باختلاف المنسوب والمنسوب إليه.
([فأنت] في الدِّين).
والظاهر أنّ قوله: «فأنت» مبتدأ، وقوله: «في الدِّين» خبره.
(وما حوى الدّين) عطف على الدّين، ولعلّ المراد بالدين اُصوله وما حواه فروعه.
والباء في قوله: (بما تدين اللّه ـ عزّ وجلّ ـ به) للسببيّة، والضمير للموصول.
وقوله: (من طاعتنا) بيان للموصول.
وقوله: (والأخذ به) عطف على الطاعة، والضمير للدّين.
وقوله: (منّا) متعلّق بالأخذ.
ويحتمل أن يكون قوله: (من موالينا) خبرا آخر للمبتدأ، ويحتمل كونه حالاً عن فاعل «تدين».
قوله (منّا) عطف عليه، وكذا قوله: (وإلينا).
ولعلّ المراد: إنّك خُلِقْتَ من طينتنا، ومرجعك ومعادك إلينا في النسب الواقعي والحسب الحقيقي، أو في الدُّنيا والآخرة.

1.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۳۶۷ (بجل).

2.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۳۷۴ مع اختلاف في اللفظ.

3.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۳۷۴ مع اختلاف في اللفظ.

4.في المتن الذي ضبطه الشارح رحمه الله سابقا: + «من العرب».

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 230291
صفحه از 607
پرینت  ارسال به