463
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

البضاعة المزجاة المجلد الثالث
462

متن الحديث الخامس والتسعين والثلاثمائة

۰.حَدَّثَنَا ابْنُ مَحْبُوبٍ۱، عَنْ أَبِي يَحْيى كَوْكَبِ الدَّمِ :عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ : «إِنَّ حَوَارِيَّ عِيسى عليه السلام كَانُوا شِيعَتَهُ ، وَإِنَّ شِيعَتَنَا حَوَارِيُّونَا ، وَمَا كَانَ حَوَارِيُّ عِيسى بِأَطْوَعَ لَهُ مِنْ حَوَارِيِّنَا لَنَا ، وَإِنَّمَا قَالَ عِيسى عليه السلام لِلْحَوَارِيِّينَ : «مَنْ أَنْصارِى إِلَى اللّهِ»۲ ؟ قالَ الْحَوارِيُّونَ : نَحْنُ أَنْصارُ اللّهِ ، فَلَا وَاللّهِ مَا نَصَرُوهُ مِنَ الْيَهُودِ ، وَلَا قَاتَلُوهُمْ دُونَهُ ، وَشِيعَتُنَا وَاللّهِ لَمْ يَزَالُوا مُنْذُ قَبَضَ اللّهُ ـ عَزَّ ذِكْرُهُ ـ رَسُولَهُ ۳ صلى الله عليه و آله يَنْصُرُونَّا ، وَيُقَاتِلُونَ دُونَنَا ، وَيُحْرَقُونَ وَيُعَذَّبُونَ ، وَيُشَرَّدُونَ فِي الْبُلْدَانِ ، جَزَاهُمُ اللّهُ عَنَّا خَيْرا ، وَقَدْ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام : وَاللّهِ لَوْ ضَرَبْتُ خَيْشُومَ مُحِبِّينَا بِالسَّيْفِ مَا أَبْغَضُونَا ، وَ وَاللّهِ لَوْ أَدْنَيْتُ إِلى مُبْغِضِينَا وَحَثَوْتُ لَهُمْ مِنَ الْمَالِ مَا أَحَبُّونَا» .

شرح

السند حسن؛ إذ قوله: (حدّثنا) القائل به أحمد بن محمّد وسهل بن زياد، كما يظهر من السند السابق، وأبو يحيى ممدوح.
قوله: (إنّ حواري عيسى عليه السلام كانوا شيعته).
قال في النهاية:
فيه: حواريّ من اُمّتي، أي خاصّتي من أصحابي وناصريّ. ومنه الحواريّون أصحاب عيسى عليه السلام ، أي خلصاؤه وأنصاره، وأصله من التحوير: التبييض. وقيل: إنّهم كانوا قصّارين يحوّرون الثياب، أي يبيّضونها. ومنه: الخبز الحواري، للذي نُخِلَ مرّةً بعد اُخرى. قال الأزهري: الحواريّون، خلصاء الأنبياء، وتأويله الذين اُخلِصوا ونُقّوا من كلّ عيب. ۴
وفي القاموس: «شيعة الرجل ـ بالكسر ـ : أتباعه وأنصاره». ۵
(وإنّما قال عيسى للحواريّين: «مَنْ أَنصَارِى إِلَى اللَّهِ» ).
قال البيضاوي:
أي ملتجأ إلى اللّه ، أو ذاهبا، أو راغبا إليه. ويجوز أن يتعلّق الجار بأنصاري متضمّنا معنى الإضافة؛ أي من الذين يضيفون أنفسهم إلى اللّه في نصري. وقيل: إلى هاهنا بمعنى مع، أو في، أو اللّام. ۶
(قال الحواريّون).
حواري الرجل: خاصّته، من الحور، وهو البياض الخالص، سمّي به أصحاب عيسى عليه السلام ؛ لخلوص نيّتهم ونقاء سريرتهم.
وقيل: كانوا ملوكا يلبسون البيض استنصربهم عيسى من اليهود. وقيل: قصّارون يحوّرون الثياب، أي يبيّضونها. ۷
(نحن أنصار اللّه ) أي أنصار دينه.
(فلا واللّه ، ما نصروه من اليهود) أي ما نصر الحواريّون عيسى، وما دفعوا عنه شرّ اليهود.
(ولا قاتلوهم دونه) أي ولا قاتل الحواريّون اليهود عند عيسى عليه السلام وتحت رايته.
ودون من الظروف يكون بمعنى أمام، ووراء، ونقيض الفوق.
(وشيعتنا واللّه لم يزالوا) إلى قوله: (يحرقون) على بناء المفعول.
قال الفيروزآبادي: «حرقه بالنار يحرقه وأحرقه وحرّقه بمعنى، فاحترق وتحرّق». ۸
(ويعذّبون) من الأعداء.
(ويشرّدون في البلدان).
التشريد: الطرد، والتفريق. وأشرده: جعله شريدا، أي طريدا.
(واللّه لو ضربت) على صيغة المتكلّم.
(خيشوم محبّينا) كناية عن غاية الإيذاء. قال الجوهري: «الخيشوم: أقصى الأنف». ۹
(ما أبغضونا، وواللّه لو أدنيت) أي قرّبتُ وأكرمت.
(إليّ) بتشديد الياء.
(مبغضينا وحثوت لهم من المال ما أحبّونا).
الحثو: إهالة التراب وتفريقها، والإعطاء باليسير. والظاهر أنّ المراد به هنا تكثير الإعطاء.

1.السند معلّق على سابقه.

2.آل عمران (۳): ۵۲؛ الصفّ (۶۱): ۱۴.

3.في بعض نسخ الكافي: «رسول اللّه ».

4.النهاية، ج ۱، ص ۴۵۸ (حور) مع التلخيص و اختلاف في اللفظ.

5.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۴۷ (شيع).

6.تفسير البيضاوي، ج ۲، ص ۴۴ مع اختلاف في اللفظ.

7.تفسير البيضاوي، ج ۲، ص ۴۴ معع التلخيص.

8.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۲۲۰ (حرق).

9.الصحاح، ج ۵، ص ۱۹۱۲ (خشم).

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 230329
صفحه از 607
پرینت  ارسال به