491
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

متن الحديث العاشر والأربعمائة

۰.عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ ، عَنْ سَيْفٍ التَّمَّارِ ، عَنْ أَبِي الْمُرْهِفِ :عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ : «الْغَبَرَةُ عَلى مَنْ أَثَارَهَا، هَلَكَ الْمَحَاضِيرُ ۱ ».
قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، وَمَا الْمَحَاضِيرُ ۲ ؟
قَالَ : «الْمُسْتَعْجِلُونَ؛ أَمَا إِنَّهُمْ لَنْ يُرِيدُوا إِلَا مَنْ يَعْرِضُ لَهُمْ».
ثُمَّ قَالَ : «يَا أَبَا الْمُرْهِفِ ، أَمَا إِنَّهُمْ لَمْ يُرِيدُوكُمْ بِمُجْحِفَةٍ إِلَا عَرَضَ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُمْ بِشَاغِلٍ».
ثُمَّ نَكَتَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام فِي الْأَرْضِ ، ثُمَّ قَالَ : «يَا أَبَا الْمُرْهِفِ» قُلْتُ : لَبَّيْكَ ، قَالَ : «أَ تَرى قَوْما حَبَسُوا أَنْفُسَهُمْ عَلَى اللّهِ ـ عَزَّ ذِكْرُهُ ـ لَا يَجْعَلُ اللّهُ لَهُمْ فَرَجا ، بَلى وَاللّهِ لَيَجْعَلَنَّ ۳ اللّهُ لَهُمْ فَرَجا» .

شرح

السند مجهول، وحكم بعض الأفاضل ۴ بضعفه؛ إذ محمّد بن علي هو أبو سمينة، فيلتأمّل.
قوله: (الغبرة على من أثارها).
الغبرة ـ بالتحريك ـ : الغبار، كالغُبرة بالضمّ. والغبرة أيضا: لونه، أي يعود ضرر الغبار على مَن أثاره.
وقيل: هذا مثلٌ لمَن تعرّض أمرا يوجب ضرره. ۵
وقيل: تشبيه وتمثيل لبيان أنّ مثير الفتنة يعود ضررها إليه أكثر من غيره. ۶
ويفهم من السياق أنّ المقصود من هذا الكلام زجر الشيعة عن التعرّض للمخالفين في زمن استيلائهم وشوكتهم.
وقوله عليه السلام : (هلك المحاضير) تحذير من العجلة، وترغيب في الصبر على الأذى والتقيّة، وكأنّه جمع المحضير أو المِحضار، وهو الفرس الذي يرتفع في عَدْوه ويسرع فيه، واُريد منها (المستعجلون) في ظهور دولة الحقّ قبل أوانها، كالزيديّة وأضرابهم.
وفي بعض النسخ: «المحاصير» بالمهملتين. وقيل: هي جمع محصور، كالميامين، وهو صاحب الصدر الضيّق الذي لا يصبر على شيء. ۷
(أما أنّهم لن يريدوا إلّا من يعرض لهم).
يُقال: عرض له كذا ـ كضرب ـ أي ظهر عليه، وبدا، كعرض وعلم، والشى له: أظهره له؛ يعني أنّ أهل الخلاف وخلفائهم لا يتعرّضون للقتل والأذى إلّا لمن عرض لهم وتصدّى لمحاربتهم، أو ذمّهم على باطلهم، أو للطعن والسبّ لأئمّتهم، أو ترك التقيّة التي أمر اللّه ـ عزّ وجلّ ـ بها.
وفي كثير من النسخ: «لن يريدوا الأمر يعرض لهم» وكأنّه تصحيف، ويحتمل أن يقرأ حينئذ: «الامرء» بالهمزة.
(أما أنّهم لم يريدوكم بمجحفة) بتقديم الجيم على الحاء المهملة.
قال الفيروزآبادي: «المجحفة: الداهية. واجتحفه استلبه». ۸
(إلّا عرض اللّه لهم بشاغل).
الباء للتعدية، أي أظهر اللّه وأبدا لهم شاغلاً ومانعا من نقيل مرادهم، فلولا فضله ورحمته ووقايته لن ينجو من دواهيهم وشرورهم أحد من الشيعة.
(قال: أترى قوما حبسوا أنفسهم على اللّه ) أي ألزموا على أنفسهم طاعة أمر اللّه ، وملازمة دينه، ومجانبة معاصيه، طلبا لما عنده من جزيل المثوبات.
(لا يجعل اللّه لهم فرجا) ممّا هم فيه من الضيق والضنك وشرّ الأعداء والأسقام للتقرير.
ثمّ أكّد ذلك بقوله: (بلى [واللّه ] ليجعلن اللّه لهم فرجا)، وهذا إشارة إلى قوله تعالى: «وَمَنْ يَتَّقِ اللّه َ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجا»۹ .

1.في أكثر نسخ الكافي وشرح المازندراني والوافي: «المحاصير» بالضاء المهملة.

2.في أكثر نسخ الكافي وشرح المازندراني والوافي: «المحاصير» بالضاء المهملة.

3.في بعض نسخ الكافي: «ليجعل».

4.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۲۸۰.

5.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۳۸۷.

6.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۲۸۰.

7.ذهب إليه المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۳۸۸.

8.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۱۲۲ (جحف).

9.. الطلاق (۶۵): ۲.


البضاعة المزجاة المجلد الثالث
490

شرح

السند مجهول.
قوله: (ليس من دواء إلّا وهو يهيّج داء).
الدواء ـ مثلّثة وبالمدّ ـ : ما داويت وعالجت به، والداء: المرض.
والتهييج: الإثارة. ونِعْمَ ما قيل: الدواء كالحاكم الجائر، يدفع جور الغير عن الرعيّة، ويجور هو عليهم.
(وليس شيء في البدن أنفع) خبر «ليس»، والجار متعلّق به.
(من إمساك اليد إلّا عمّا يحتاج إليه) من المأكل والمشرب والحركات والسكنات والمعالجات والنوم واليقظة ونحوها ممّا ينتفع الإنسان بحسب مزاجه بقدر منه، ويتضرّر بالإفراط والتفريط.

متن الحديث التاسع والأربعمائة

۰.عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ :رَفَعَهُ إِلى أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ : «الْحُمّى تَخْرُجُ فِي ثَلَاثٍ : فِي الْعَرَقِ ۱ ، وَالْبَطْنِ ، وَالْقَيْءِ» .

شرح

السند مرفوع. وقيل ضعيف. ۲
قوله: (الحمّى تخرج) بصيغة اسم المفعول ۳ من الخروج، أو المجهول من الإخراج.
(في ثلاث) أي تدفع في ضمن ثلاث معالجات. ويحتمل كون «في» للسببيّة.
(في العرق) بالتحريك، وهو رشح جلد الحيوان، ونفعه للمحموم مجرّب.
وقيل: يحتمل أن يكون «العرق» هنا بالكسر، بأن يكون المراد به الفصد والأعمّ منه ومن الحجامة. ۴
(والبطْن) بالتسكين، وهو في الأصل خلاف الظهر، ومصدر بطنته: إذا ضربت بطنه، واُريد هنا شرب المسهل والاحتقان.
(والقيء) بهمز اللّام، مصدر قاء يقيء قيئا.

1.في بعض نسخ الكافي: «العروق».

2.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۲۷۹.

3.في حاشية الأصل: «المعلوم».

4.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۲۷۹ مع اختلاف يسير في اللفظ.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 230321
صفحه از 607
پرینت  ارسال به