541
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

البضاعة المزجاة المجلد الثالث
540

شرح

السند ضعيف.
قوله: (إنّ بعض أصحابنا) يعني من المخالفين.
(يفترون) يُقال: افترى كذبا: إذا اختلقه. والاسم: الفرية، وما قيل في معناه، أي يلومونهم أو يقطعونهم قطعة قطعة بنسبة القبائح إليهم بالهجو ونحوه، من فَري فلانا كرضي: إذا لامه، أو من فراه يفريه: إذا شقّه وقطعه على جهة الإفساد ۱ ، فبعيد غاية البُعد؛ لأنّ اشتقاق الافتراء من الفري بهذين المعنيين لم يعهد في كلامهم.
(ويقذفون) أي يرومونهم وينسبونهم بالزنيّة؛ يُقال: قذف المحصنة ـ كضرب ـ : إذا رماها بزنية.
وقوله: (من خالفهم) مفعول الفعلين على سبيل التنازع.
(فقال: الكفّ عنهم أجمل) أي أحسن وأولى للتقيّة.
(ثمّ قال: [واللّه ] يا أبا حمزة، إنّ الناس) أي المخالفين من العامّة أو مطلقا، والأوّل أظهر.
(كلّهم أولاد بغايا).
قال الجوهري: «بغت المرأة بِغاء ـ بالكسر والمدّ ـ أي زنت، فهي بغيّ، والجمع: بغايا. والأمَة يُقال لها بغي، وجمعها: البغايا». ۲
وقوله عليه السلام : (ما خلا شيعتنا) استثناء منقطع، ويحتمل الاتّصال.
(قلت: كيف لي بالمخرج من هذا) أي ما الدليل على ذلك حتّى أستدلّ به، وأحتجّ على مَن أنكره.
(جعل لنا أهل البيت سهاما ثلاثة) وهي سهم اللّه وسهم الرسول وسهم ذوي القربى.
(في جميع الفي?).
الفيء: الخراج، والغنيمة.
(ثمّ قال عزّ وجلّ) في سورة الأنفال: «وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ» .
قال البيضاوي:
أي الذي أخذتموه من الكفّار قهرا.
«مِنْ شَيْءٍ» ممّا يقع عليه اسم الشيء حتّى الخيط.
«فَأَنَّ للّه ِ خُمُسَهُ» مبتدأ خبره محذوف، أي فثابت أنّ للّه خمسه. وقرئ: «فإن» بالكسر، والجمهور إن ذكر اللّه للتعظيم كما في قوله: «وَاللّه ُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ»۳ وأنّ المراد قسّم الخمس على الخمسة المعطوفين.
«وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ»۴ ؛ فكأنّه قال: فإنّ للّه خمسه يُصرف على هؤلاء الأخصّين. ۵
(ولا خمس يخمس) بصيغة المجهول، أي يؤخذ.
قال الفيروزآبادي: «خمّستهم اُخمّسهم ـ بالضمّ ـ : أخذت خمس أموالهم». ۶
(فيُضرَبُ على شيء منه).
قيل: معناه فيمسك، من قولهم ضرب على يده: إذا أمسك، ۷ أو فيمنع شيء من أهله.
وفي القاموس: «وضربنا على آذانهم: منعناهم أن يسمعوا». ۸
وقيل: يحتمل أن يكون من قولهم: ضربت عليهم خراجا: إذا جعلته وظيفة؛ أي ضرب خراج على شيء من هذه المأخوذات من الأرضين سواء أخذوها على وجه الخمس أو غيره. أو من قولهم: ضرب بالقداح: إذا ساهم بها وأخرجها، فيكون كناية عن القسمة، أي قسّم شيء من الخمس بين جماعة، وهو عليهم حرام. ۹
(ولو قد ظهر الحقّ) أي دولة الحقّ.
(لقد بيع الرجل الكريمة) أي العزيزة المكرّمة.
(عليه نفسه).
الظاهر أنّ «بيع» على البناء للمفعول من المجرّد، و«الرجل» مرفوع به، و«نفسه» مبتدأ، و«الكريمة» خبره، والجملة صفة الرجل.
وكلمة «في» في قوله: (فيمن لا يريد) مرادفة الباء. ولا «يريد» بالراء المهملة، والمستتر فيه للموصول أو للرجل.
وفي بعض النسخ بالزاء المعجمة، أي يبيع الإمام، أو من يأذن له الرجل المخالف الذي يولّف من مال الخمس والفيء مع كونه عزيزا شريفا عند نفسه بمن لا يريد شراءه؛ لكثرة أمثاله، أو لهواته وحقارته عند المشتري، أو لا يزيد أحد على ثمنه لما ذكر هذا على تقدير إرجاع ضمير «لا يزيد» إلى الموصول.
وعلى تقدير إرجاعه إلى الرجل معناه: أنّ ذلك الرجل لا يريد أن يباع بذلك المشتري؛ لاستنكافه منه.
وقال الفاضل الإسترآبادي:
المراد أنّ ما يؤخذ باسم الخراج أو المقاسمة أو الخمس أو الضريبة حرام على آخذيه، ولو قد ظهر الحقّ لباع الرجل نفسه العزيزة عليه فيمن لا يريد ـ بالراء بدون نقطة ـ وفي ذكر «لا» هنا مبالغة لطيفة. وفي اختيار لفظ «بيع» من باب التفعيل على باع مبالغة اُخرى لطيفة، انتهى. ۱۰
ويظهر من كلامه أنّه قرأ «الكريمة» بالنصب على أنّه مفعول «بيع»، وجعل «نفسه» بدلاً من «الكريمة»، أو عطف بيان له.
والأظهر ما ذكرناه، واللّه أعلم.
(حتّى أنّ الرجل منهم) أي من المخالفين.
(ليفتدى بجميع ماله).
في القاموس: «فداه يفديه فدا وفداءً ـ ويفتح ـ وافتدى به وفاداه: أعطى شيئا فأنقذه». ۱۱
(قلت: قوله عزّ وجلّ) في سورة براءة: «قُلْ هَلْ تَتَربَّصُونَ بِنَا» .
في المصباح: «تربّصت الأمر بفلان: توقّعت نزوله به». ۱۲
وقال البيضاوي:
أي هل تنتظرون بنا.
«إِلَا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ» إلّا إحدى العاقبتين اللّتين كلّ منهما حسنى العواقب النصرة والشهادة.
«وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ» أيضا إحدى السوأيين «أَنْ يُصِيبَكُمْ اللّه ُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ» بقارعة من السماء «أَوْ بِأَيْدِينَا» أو بعذاب بأيدينا، وهو القتل على الكفر.
«فَتَرَبَّصُوا» ما هو عاقبتنا «إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ» ما هو عاقبتكم، انتهى. ۱۳
وفسّر الحسنين بقوله: (إمّا موتٌ في طاعة اللّه ) بيد المخالفين، أو بالأجل الموعود.
(أو إدراك ظهور إمام).
ولعلّ بناء هذا التفسير واختصاصه بالشيعة أنّ نظير مورد الآية وشبيهه جارٍ في الشيعة، وما يرد عليهم من الشدائد بسبب المخالفين. أو محمول على أنّ ظاهر الآية متوجّه على هؤلاء وباطنها على الشيعة في زمن عدم استيلاء الحقّ وظهور دولته؛ فإنّهم حينئذٍ أيضا بين إحدى الحسنين. وقس عليه قوله عليه السلام : (ونحن نتربّص بهم مع ما نحن فيه من الشدّة).

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۰۲.

2.الصحاح، ج ۶، ص ۲۲۸۲ (بغي) مع التلخيص.

3.. التوبة (۹): ۶۲.

4.. الأنفال (۸): ۴۱.

5.تفسير البيضاوي، ج ۳، ص ۱۰۸.

6.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۲۱۱ (خمس).

7.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۰۳.

8.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۹۶ (ضرب).

9.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۳۰۶ مع اختلاف يسير في اللفظ.

10.نقل عنه العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۳۰۶ و ۳۰۷.

11.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۳۷۳ (فدي).

12.المصباح المنير، ص ۲۱۵ (ربص).

13.تفسير البيضاوي، ج ۳، ص ۱۵۰.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 230281
صفحه از 607
پرینت  ارسال به