215
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

وقيل: «أو ما شاء اللَّه» بيان لإمكان الزيادة للنصّ بانتفاء النقصان وهو الغرض، لا للنصّ بإمكان الزيادة كما قيل. وقال بعض المعاصرين:
يعني من يعلم مثل علمه أو ما شاء اللَّه من العلم، ثمّ قال: ويحتمل أن يكون «ما شاء اللَّه» كناية عمّا بعد زمان الصاحب عليه السلام؛ يعني أو لم يبق.۱
أقول: لعلّ «أو» هنا بمعنى «بل» كما قيل في قوله تعالى في سورة الصافّات: «وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ»۲ بمعنى: بل يزيدون، واللَّه لا يشكّ؛ فالمعنى: من يعلم علمه بما يحتاج إليه الناس، بل بما شاء اللَّه سوى ما يحتاج إليه الناس؛ فأحاديث تساويهم عليهم السلام في العلم محمولةٌ على العلم بما يحتاج إليه الناس.

الحديث الثاني‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ حريز۳، عن زرارة والْفُضَيْلِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام، قَالَ:«إِنَّ الْعِلْمَ الَّذِي نَزَلَ مَعَ آدَمَ عليه السلام لَمْ يُرْفَعْ، وَ الْعِلْمُ يُتَوَارَثُ، وَ كَانَ عَلِيٌّ عليه السلام عَالِمَ هذِهِ الْأُمَّةِ، وَ إِنَّهُ لَمْ يَهْلِكْ مِنَّا عَالِمٌ قَطُّ إِلَّا خَلَفَهُ مِنْ أَهْلِهِ مَنْ عَلِمَ مِثْلَ عِلْمِهِ أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ» .

هديّة:

(خلفه) كنصر.

الحديث الثالث‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ۴، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ:«إِنَّ فِي عَلِيٍّ عليه السلام سُنَّةَ أَلْفِ نَبِيٍّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ عليهم السلام، وَ إِنَّ الْعِلْمَ الَّذِي نَزَلَ مَعَ آدَمَ عليه السلام لَمْ يُرْفَعْ، وَ مَا مَاتَ عَالِمٌ فَذَهَبَ عِلْمُهُ؛ وَ الْعِلْمُ يُتَوَارَثُ».

1.الوافي، ج ۳، ص ۵۵۰، ذيل ح ۱۰۹۲.

2.الصافّات (۳۷): ۱۴۷.

3.السند في الكافي المطبوع هكذا: «عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز».

4.السند في الكافي المطبوع هكذا: «أبو عليّ الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن صفوان، عن موسى بن بكر، عن الفضيل بن يسار».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
214

الباب الثاني والثلاثون‏ : بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ عليه السلام وَرَثَةُ الْعِلْمِ يَرِثُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً الْعِلْمَ‏

وأحاديثه كما في الكافي سبعة:۱

الحديث الأوّل‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ العجلي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ‏۲، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام، قَالَ:«إِنَّ عَلِيّاً عليه السلام كَانَ عَالِماً، وَ الْعِلْمُ يُتَوَارَثُ، وَ لَنْ يَهْلِكَ عَالِمٌ إِلَّا بَقِيَ مِنْ بَعْدِهِ مَنْ يَعْلَمُ عِلْمَهُ ، أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ».

هديّة:

(يُتوارث) على ما لم يسمّ فاعله.
(عالم) أي إمام.
قال برهان الفضلاء:
ليست «أو» للشكّ ولا لتقسيم الإمام، بل هي لتقسيم زمان بقائه، فإنّ الإمام في مبدأ إمامته يعلم علم السابق ويزداد بعد في ليالي القدر والجمعة مع علم السابق أيضاً بما يزاد لوصيّه كلّياً، وعدم علمه بما يأتي مفصّلاً ليس بنقص.

1.أحاديث هذا الباب في الكافي المطبوع جديداً سبعة، لكن الكافي المطبوع سابقاً ثمانية، والسبب زيادة الحديث السادس من هذا الباب بعينه بعد الحديث الثاني كما أشار إليه العلّامة المجلسي في مرآة العقول، ج ۳، ص ۱۲.

2.السند في الكافي المطبوع هكذا: «عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن بريد بن معاوية، عن محمّد بن مسلم».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 117261
صفحه از 592
پرینت  ارسال به