الباب الرابع والسبعون : بَابُ الْإِشَارَةِ وَ النَّصِّ عَلى أَبِي الْحَسَنِ الثَّالِثِ الهَادِي عليه السلام
وفيه حديثان كما في الكافي، وعلى نسخة الصفواني ثلاثة:
الحديث الأوّل
۰.روى في الكافي عَنْ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، قَالَ : لَمَّا خَرَجَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام مِنَ الْمَدِينَةِ إِلى بَغْدَادَ فِي الدَّفْعَةِ الْأُولى مِنْ خَرْجَتَيْهِ ، قُلْتُ لَهُ عِنْدَ خُرُوجِهِ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ فِي هذَا الْوَجْهِ ، فَإِلى مَنِ الْأَمْرُ بَعْدَكَ ؟ فَكَرَّ بِوَجْهِهِ إِلَيَّ ضَاحِكاً ، وَ قَالَ :«لَيْسَ الْغَيْبَةُ حَيْثُ ظَنَنْتَ فِي هذِهِ السَّنَةِ».
فَلَمَّا أُخْرِجَ بِهِ الثَّانِيَةَ إِلَى الْمُعْتَصِمِ ، صِرْتُ إِلَيْهِ ، فَقُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَنْتَ خَارِجٌ ، فَإِلى مَنْ هذَا الْأَمْرُ مِنْ بَعْدِكَ ؟ فَبَكى حَتَّى اخْضَلَّتْ لِحْيَتُهُ ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ ، فَقَالَ : «عِنْدَ هذِهِ يُخَافُ عَلَيَّ ، الْأَمْرُ مِنْ بَعْدِي إِلَى ابْنِي عَلِيٍّ» .
هديّة:
«كرّ» كفرّ: عطف.
والباء في (به) للتقوية، فتدلّ على العنف والتعدّي.
واسم (المعتصم) بكسر الصاد محمّد، وكنيته أبو إسحاق، صار خليفة بعد أخيه المأمون بلا واسطة، وهو غير محمّد الملقّب بالأمين من زبيدة امرأة هارون.
(اخضلّت) بالمعجمتين: ابتلّت.