57
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «إِنَّ الْأَرْضَ لَا تَخْلُو إِلَّا وَ فِيهَا إِمَامٌ، كَيْمَا إِنْ زَادَ الْمُؤْمِنُونَ شَيْئاً رَدَّهُمْ، وَ إِنْ نَقَصُوا شَيْئاً أَتَمَّهُ لَهُمْ».

هديّة:

الاستثناء منقطع، والواو للابتداء، و«كي» في معنى لام التعليل، و«ما» كافّة يعني لا تخلو الدنيا من احتياجها في بقائها إلى نظام، لكن فيها إمام بضرورة المصالح، ضروريّة وحِكَم شتّى ، منها ردّ المؤمنين به إلى ما هو الحقّ إن زادوا شيئاً في دينهم سهواً أو خطأً في الأعمال أو في العقائد ، والإتمام لهم إن نقصوا ، لقصورهم عن الوصول إليه.
واحتمل السيّد الأجلّ النائيني ميرزا رفيعا أن يكون المراد بالمؤمن هنا مطلق المؤمن باللَّه ورسوله ليعمّ تعلّق الردّ والإتمام الهدايةَ أيضاً.۱ وهو كما ترى‏.

الحديث الثالث‏

۰.روى في الكافي عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَحْمَدَ۲، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُسْلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْعَامِرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام، قَالَ:«مَا زَالَتِ الْأَرْضُ إِلَّا وَ لِلَّهِ فِيهَا الْحُجَّةُ، يُعَرِّفُ الْحَلَالَ وَ الْحَرَامَ، وَ يَدْعُو النَّاسَ إِلى‏ سَبِيلِ اللَّهِ».

هديّة:

(ربيع بن محمّد) بن عُمر - بضمّ العين - ابن حسّان الأصمّ المُسَلِّي . ضبط في الإيضاح كمصلّي على اسم الفاعل من التسلية في النسبة إلى مسلّية بن عامر بن عمر.۳
وقال العلّامة: وقيل: مُسْلِيَة على اسم الفاعل من الإفعال .۴
الاستثناء كما في سابقه منقطع، والواو للابتداء، أي ما خلت الأرض من حجّة لكن فيها الحجّة دائماً ، ليعرّف الحلال والحرام. والمعنى: «لا تخلو»؛ عبّر بالماضي لتحقّق الوقوع.

1.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۵۴۶ .

2.في الكافي المطبوع: «محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد».

3.إيضاح الاشتباه، ص ۱۸۳، رقم ۲۷۷.

4.خلاصة الأقوال، ص ۱۵۵.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
56

الباب الخامس‏ : بَابُ أَنَّ الْأَرْضَ لَا تَخْلُو مِنْ حُجَّةٍ

وأحاديثه كما في الكافي ثلاثة عشر:

الحديث الأوّل‏

۰.روى في الكافي عَنْ العِدَّةِ، عَنْ ابْنِ عِيسى‏، عَنْ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ۱، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام: تَكُونُ الْأَرْضُ لَيْسَ فِيهَا إِمَامٌ؟ قَالَ:«لَا». قُلْتُ: يَكُونُ إِمَامَانِ؟ قَالَ: «لَا، إِلَّا وَ أَحَدُهُمَا صَامِتٌ».

هديّة:

قيل: وليس بشي‏ء فيه فرق آخر بين النبيّ والوصيّ.
(وتكون الأرض) يعني بعد نبيّنا صلى اللَّه عليه وآله. وتعريف «الأرض» للعهد الذهني، ف «ليس فيها إمام» نعت لها ، أو للجنس أو للعهد الخارجي فحال عنها. و«الصمت» كناية عن عدم القيام بالأمر ، أو المعنى صامتٌ ساكتٌ عن الدعوة والتعريف - كما قيل - فيكون الآخر هو المعرّف الداعي ، وهو الإمام على الصامت كما في السبطين عليهما السلام.

الحديث الثاني‏

0.روى في الكافي عَنْ الثلاثَةِ، عَنْ بُزُرْجَ وَ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ‏2، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي

1.في الكافي المطبوع: «عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن أبي عمير».

2.في الكافي المطبوع : «عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير، عن منصور بن يونس و سعدان بن مسلم» .

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 116679
صفحه از 592
پرینت  ارسال به