عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «إِنَّ الْأَرْضَ لَا تَخْلُو إِلَّا وَ فِيهَا إِمَامٌ، كَيْمَا إِنْ زَادَ الْمُؤْمِنُونَ شَيْئاً رَدَّهُمْ، وَ إِنْ نَقَصُوا شَيْئاً أَتَمَّهُ لَهُمْ».
هديّة:
الاستثناء منقطع، والواو للابتداء، و«كي» في معنى لام التعليل، و«ما» كافّة يعني لا تخلو الدنيا من احتياجها في بقائها إلى نظام، لكن فيها إمام بضرورة المصالح، ضروريّة وحِكَم شتّى ، منها ردّ المؤمنين به إلى ما هو الحقّ إن زادوا شيئاً في دينهم سهواً أو خطأً في الأعمال أو في العقائد ، والإتمام لهم إن نقصوا ، لقصورهم عن الوصول إليه.
واحتمل السيّد الأجلّ النائيني ميرزا رفيعا أن يكون المراد بالمؤمن هنا مطلق المؤمن باللَّه ورسوله ليعمّ تعلّق الردّ والإتمام الهدايةَ أيضاً.۱ وهو كما ترى.
الحديث الثالث
۰.روى في الكافي عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَحْمَدَ۲، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُسْلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْعَامِرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام، قَالَ:«مَا زَالَتِ الْأَرْضُ إِلَّا وَ لِلَّهِ فِيهَا الْحُجَّةُ، يُعَرِّفُ الْحَلَالَ وَ الْحَرَامَ، وَ يَدْعُو النَّاسَ إِلى سَبِيلِ اللَّهِ».
هديّة:
(ربيع بن محمّد) بن عُمر - بضمّ العين - ابن حسّان الأصمّ المُسَلِّي . ضبط في الإيضاح كمصلّي على اسم الفاعل من التسلية في النسبة إلى مسلّية بن عامر بن عمر.۳
وقال العلّامة: وقيل: مُسْلِيَة على اسم الفاعل من الإفعال .۴
الاستثناء كما في سابقه منقطع، والواو للابتداء، أي ما خلت الأرض من حجّة لكن فيها الحجّة دائماً ، ليعرّف الحلال والحرام. والمعنى: «لا تخلو»؛ عبّر بالماضي لتحقّق الوقوع.