107
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

(فتحوّل) يعني أبو دُجانة.
(وجلس بين يدي النبيّ صلى اللَّه عليه وآله) إلى قوله عليه السلام: (حتّى أثخنته الجراحة).
قيل: بايعت، مفاعلة من البيع، وكانوا إذا بايعوا أحداً قبضوا على يده اليمنى توكيداً للأمر، فأشبه ذلك فعل البايع والمشتري، فجاءت المفاعلة في بايعت من ذلك. وأمّا البيعة، فهي عرفاً معاهدته على تسليم النظر في كلّ الاُمور إليه على وجه لا ينازع ولا ينصرف عنه ولو قتل.۱
وقال الفيروزآبادي: «أثخن في العدوّ: بالغ الجراحة فيهم. وفلاناً: أوهنه».۲(وهو في وجه، وعليّ عليه السلام في وجه).
الوجه والجهة بمعنى.
(فلمّا اُسقِطَ) على البناء للمفعول.
(احتمله) أي حمله عليّ عليه السلام، إلى قوله: (وقال له النبيّ صلى اللَّه عليه وآله خيراً).
قيل: يدلّ ظاهر هذا على أنّ أبا دجانة استشهد يوم اُحُد، لكن صرّح بعض العامّة ببقائه بعد النبيّ صلى اللَّه عليه وآله‏۳ ، فلا ينافي بقاءه بعد النبيّ صلى اللَّه عليه وآله. وقيل: استشهد يوم اليمامة،۴ وهذا هو الأشهر.
قال أنس: رمى بنفسه في الحديقة التي كان فيها مسيلمة، فانكسرت رجله، فقاتل حتّى قتل.۵
وقيل: إنّه شارك وحشيّاً في قتل مسيلمة.۶
وذكر ابن عبد البرقي في كتاب الاستيعاب أنّه شهد مع أمير المؤمنين عليه السلام في بعض غزواته. وقيل: إنّه عاش حتّى حضر معه عليه السلام بصفّين.۷(ولمّا رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله اختلاج ساقيه) أي اضطرابهما وارتعاشهما.
(وإن شئت لم يعيك) من الإعياء، أي لم يعجزك.
قال في القاموس: «عيّ بالأمر، وعيي بالأمر - كرضي - وتعايا واستعيا وتعيّا: لم يهتد لوجه مراده، أو عجز منه، ولم يطق إحكامه. وأعيا السير البعير: أكلّه».۸

1.القائل هو المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۴۹.

2.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۲۰۶ (ثخن).

3.اُنظر: الإصابة، ج ۶، ص ۴۳۸، ذيل الرقم ۲۰۲۹.

4.اُسد الغابة، ج ۲، ص ۳۵۳.

5.الاستيعاب، ج ۲، ص ۶۵۲، الرقم ۱۰۶۰.

6.اُسد الغابة، ج ۵، ص ۱۸۴.

7.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۳۶۸ (عيي) مع التلخيص.


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
106

هَجَمَ عَلَيْهِمُ النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وآله وَنِسَاءُ الْأَنْصَارِ فِي أَفْنِيَتِهِمْ عَلى‏ أَبْوَابِ دُورِهِمْ ، وَخَرَجَ الرِّجَالُ إِلَيْهِ يَلُوذُونَ بِهِ وَيَتُوبُونَ‏۱ إِلَيْهِ ، وَالنِّسَاءُ نِسَاءُ الْأَنْصَارِ قَدْ خَدَشْنَ الْوُجُوهَ ، وَنَشَرْنَ الشُّعُورَ ، وَجَزَزْنَ النَّوَاصِيَ ، وَخَرَقْنَ الْجُيُوبَ ، وَحَزَمْنَ‏۲ الْبُطُونَ عَلَى النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله ، فَلَمَّا رَأَيْنَهُ قَالَ لَهُنَّ خَيْراً ، وَأَمَرَهُنَّ أَنْ يَسْتَتِرْنَ وَيَدْخُلْنَ مَنَازِلَهُنَّ ، وَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - وَعَدَنِي أَنْ يُظْهِرَ دِينَهُ عَلَى الْأَدْيَانِ كُلِّهَا ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلى‏ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله : «وَما مُحَمَّدٌ إِلّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى‏ أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى‏ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً»۳ الْآيَةَ» .

شرح‏

السند حسن كالصحيح.
قوله: (يوم اُحد) هي الغزوة التي وقعت في الاُحُد، وهو بضمّتين اسم جبل بالمدينة.
قيل: سمّي [اُحد] لتوحّده وانقطاعه عن جبال اُخر.۴ وروي: أنّ سبب انهزامهم نداء إبليس فيهم أنّ محمّداً قد قُتل، وكان النبيّ صلى اللَّه عليه وآله حينئذٍ في زخام الناس، يقاتل وكانوا لا يرونه.۵(فالتفت إليه فلان وفلان) كناية عن العمرين.
(فقالا: الآن يسخر بنا أيضاً) أي كما سخر قبل مراراً.
(وقد هزمنا) على البناء للمفعول، والواو للحال (وبقي معه علي عليه السلام).
(وسِماك) بكسر السين.
(بن خرشة) بالتحريك.
(أبو دُجانة) بضمّ الدال وتخفيف الجيم.
وفي بعض النسخ: «سمال» باللّام، وفي بعضها: «شمال» بالشين المعجمّة واللّام، وكلاهما تصحيف.
(فأمّا عليّ عليه السلام فهو أنا وأنا هو).
في بعض النسخ: «فأنا هو وهو أنا».

1.في كلتا الطبعتين: «يثوبون» بالثاء المثلّثة.

2.النسخ في ضبط الكلمة مختلفة سيأتي في متن الشرح.

3.آل عمران (۳): ۱۴۴.

4.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۴۷.

5.راجع: مجمع البيان، ج ۲، ص ۴۰۵؛ تفسير البيضاوي، ج ۲، ص ۹۸؛ الصافي، ج ۱، ص ۳۷۷.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 68024
صفحه از 568
پرینت  ارسال به