هَجَمَ عَلَيْهِمُ النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وآله وَنِسَاءُ الْأَنْصَارِ فِي أَفْنِيَتِهِمْ عَلى أَبْوَابِ دُورِهِمْ ، وَخَرَجَ الرِّجَالُ إِلَيْهِ يَلُوذُونَ بِهِ وَيَتُوبُونَ۱ إِلَيْهِ ، وَالنِّسَاءُ نِسَاءُ الْأَنْصَارِ قَدْ خَدَشْنَ الْوُجُوهَ ، وَنَشَرْنَ الشُّعُورَ ، وَجَزَزْنَ النَّوَاصِيَ ، وَخَرَقْنَ الْجُيُوبَ ، وَحَزَمْنَ۲ الْبُطُونَ عَلَى النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله ، فَلَمَّا رَأَيْنَهُ قَالَ لَهُنَّ خَيْراً ، وَأَمَرَهُنَّ أَنْ يَسْتَتِرْنَ وَيَدْخُلْنَ مَنَازِلَهُنَّ ، وَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - وَعَدَنِي أَنْ يُظْهِرَ دِينَهُ عَلَى الْأَدْيَانِ كُلِّهَا ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله : «وَما مُحَمَّدٌ إِلّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً»۳ الْآيَةَ» .
شرح
السند حسن كالصحيح.
قوله: (يوم اُحد) هي الغزوة التي وقعت في الاُحُد، وهو بضمّتين اسم جبل بالمدينة.
قيل: سمّي [اُحد] لتوحّده وانقطاعه عن جبال اُخر.۴ وروي: أنّ سبب انهزامهم نداء إبليس فيهم أنّ محمّداً قد قُتل، وكان النبيّ صلى اللَّه عليه وآله حينئذٍ في زخام الناس، يقاتل وكانوا لا يرونه.۵(فالتفت إليه فلان وفلان) كناية عن العمرين.
(فقالا: الآن يسخر بنا أيضاً) أي كما سخر قبل مراراً.
(وقد هزمنا) على البناء للمفعول، والواو للحال (وبقي معه علي عليه السلام).
(وسِماك) بكسر السين.
(بن خرشة) بالتحريك.
(أبو دُجانة) بضمّ الدال وتخفيف الجيم.
وفي بعض النسخ: «سمال» باللّام، وفي بعضها: «شمال» بالشين المعجمّة واللّام، وكلاهما تصحيف.
(فأمّا عليّ عليه السلام فهو أنا وأنا هو).
في بعض النسخ: «فأنا هو وهو أنا».
1.في كلتا الطبعتين: «يثوبون» بالثاء المثلّثة.
2.النسخ في ضبط الكلمة مختلفة سيأتي في متن الشرح.
3.آل عمران (۳): ۱۴۴.
4.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۴۷.
5.راجع: مجمع البيان، ج ۲، ص ۴۰۵؛ تفسير البيضاوي، ج ۲، ص ۹۸؛ الصافي، ج ۱، ص ۳۷۷.