153
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

يعمل فيما قبله وبمحذوف مثل سبّحوا في بيوت، والمراد بها المساجد؛ لأنّ الصفات تلائمها. وقيل: المساجد الثلاث. والتنكير للتعظيم - وقال: - المراد بالرفع رفعها بالبناء، والعظيم والذِّكر عامّ فيما يتضمّن ذكره حتّى المذاكرة في أفعاله والمباحثة في أحكامه.۱(قال: هي بيوت النبيّ صلى اللَّه عليه وآله).
قد تكرّر في الأخبار تفسير البيوت في هذه الآية وغيرها ببيوت الأئمّة عليهم السلام،۲ ولعلّ في جمع البيوت المضافة إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله إيماءً إلى ذلك فافهم. وقد روى المصنّف في كتاب الحجّة بإسناده عن أبي عبد اللَّه عليه السلام أنّه قال في قول اللَّه عزّ وجلّ: «اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ»: « فاطمة عليها السلام «فِيهَا مِصْبَاحٌ»: الحسن «مِصْبَاحٌ فِي زُجَاجَةٍ»: الحسين «الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّىٌّ»؛ فاطمة كوكبٌ درّي بين نساء أهل الدُّنيا» الحديث.۳
أقول: المراد بالآية على هذا التفسير مدح أهل البيت عليهم السلام، والحثّ على اتّباعهم والاقتباس من آثارهم.

متن الحديث العاشر والخمسمائة

۰.أَبَانٌ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ :
«دِرْعُ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ذَاتُ الْفُضُولِ ، لَهَا حَلْقَتَانِ مِنْ وَرِقٍ فِي مُقَدَّمِهَا ، وَحَلْقَتَانِ مِنْ وَرِقٍ فِي مُؤَخَّرِهَا» وَقَالَ : «لَبِسَهَا عَلِيٌّ عليه السلام يَوْمَ الْجَمَلِ» .

شرح‏

السند مجهول.
قوله: (درع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله ذات الفضول).
قال الجزري: «فيه: إنّ اسم درعه صلى اللَّه عليه وآله كان ذات الفضول. وقيل: ذو الفضول؛ لفضلة كان فيها وسعة».۴

1.تفسير البيضاوي، ج ۴، ص ۱۹۱ مع التلخيص واختلاف في اللفظ.

2.اُنظر: الكافي، ج ۴، ص ۵۵۹؛ كامل الزيارات، ص ۱۱۹، ح ۱۳۰؛ مجمع البيان، ج ۷، ص ۲۵۳.

3.الكافي، ج ۱، ص ۱۹۵، ح ۵.

4.النهاية، ج ۳، ص ۴۵۶ (فضل).


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
152

أبو مسلم المروزي وعساكره، لا بنو العبّاس، بقرينة قوله: (قبل أن يظهر ولد العبّاس).
وقوله: (بأنّا قد قدّرنا) إلى آخره، بيان لمضمون الكتب.
و«قدّرنا» بتشديد الدال، أي قدّرنا ذلك في أنفسنا، أو بتخفيفها من القدرة، أي قدرنا على ذلك بكثرة الأعوان.
ولعلّ المراد بقوله عليه السلام: (ما أنا لهؤلاء بإمام) أنّهم لاستعجالهم ظهور هذا الأمر قبل أوانه وعدم تسليمهم لإمامهم خارجون عن عِداد المؤتمّين بهم والمقتفين لآثارهم، أما يعلمون أنّه إنّما يقتل السفياني، أي من علامات ظهور دولة الحقّ قتل السفياني بعد خروجه، وهو لم يخرج بعدُ، ولم يُقتل، فكيف يصحّ لنا الخروج؟!

متن الحديث التاسع والخمسمائة

۰.أَبَانٌ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ :«فِى بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ»۱؟
قَالَ :
«هِيَ بُيُوتُ النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله» .

شرح‏

السند مجهول.
وحكم بعض الأفاضل بتوثيقه،۲ وهو سهو، قال اللَّه عزّ وجلّ: «اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ»إلى قوله تعالى: «فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ»۳ الآية.
قال البيضاوي:
«فِى بُيُوتٍ» بيوت متعلّق بما قبله، أي كمشكاة في بعض بيوت، أو توقد في بيوت، فيكون تقييداً للمثل [به‏] بما يكون تحبيراً ومبالغة فيه؛ فإنّ قناديل المساجد تكون أعظم، أو بما بعده وهو يسبّح، وفيها تكرير مؤكّد لا يذكر؛ لأنّه من صلة «أن» فلا

1.النور (۲۴): ۳۶.

2.هو العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۴۸۲.

3.النور (۲۴): ۳۵ - ۳۷.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 68985
صفحه از 568
پرینت  ارسال به