أبو مسلم المروزي وعساكره، لا بنو العبّاس، بقرينة قوله: (قبل أن يظهر ولد العبّاس).
وقوله: (بأنّا قد قدّرنا) إلى آخره، بيان لمضمون الكتب.
و«قدّرنا» بتشديد الدال، أي قدّرنا ذلك في أنفسنا، أو بتخفيفها من القدرة، أي قدرنا على ذلك بكثرة الأعوان.
ولعلّ المراد بقوله عليه السلام: (ما أنا لهؤلاء بإمام) أنّهم لاستعجالهم ظهور هذا الأمر قبل أوانه وعدم تسليمهم لإمامهم خارجون عن عِداد المؤتمّين بهم والمقتفين لآثارهم، أما يعلمون أنّه إنّما يقتل السفياني، أي من علامات ظهور دولة الحقّ قتل السفياني بعد خروجه، وهو لم يخرج بعدُ، ولم يُقتل، فكيف يصحّ لنا الخروج؟!
متن الحديث التاسع والخمسمائة
۰.أَبَانٌ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ :«فِى بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ»۱؟
قَالَ :«هِيَ بُيُوتُ النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله» .
شرح
السند مجهول.
وحكم بعض الأفاضل بتوثيقه،۲ وهو سهو، قال اللَّه عزّ وجلّ: «اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ»إلى قوله تعالى: «فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ»۳ الآية.
قال البيضاوي:
«فِى بُيُوتٍ» بيوت متعلّق بما قبله، أي كمشكاة في بعض بيوت، أو توقد في بيوت، فيكون تقييداً للمثل [به] بما يكون تحبيراً ومبالغة فيه؛ فإنّ قناديل المساجد تكون أعظم، أو بما بعده وهو يسبّح، وفيها تكرير مؤكّد لا يذكر؛ لأنّه من صلة «أن» فلا