177
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ: «كَانَ عَلى‏ عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: ذُو النَّمِرَةِ، وَكَانَ مِنْ أَقْبَحِ النَّاسِ ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ ذُو النَّمِرَةِ1 مِنْ قُبْحِهِ ، فَأَتى‏ النَّبِيَّ صلى اللَّه عليه وآله ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَخْبِرْنِي : مَا فَرَضَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - عَلَيَّ؟
فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكَ سَبْعَةَ عَشَرَ2 رَكْعَةً فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، وَصَوْمَ شَهْرِ رَمَضَانَ إِذَا أَدْرَكْتَهُ ، وَالْحَجَّ إِذَا اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ، وَالزَّكَاةَ ، وَفَسَّرَهَا لَهُ .
فَقَالَ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيّاً مَا أَزِيدُ رَبِّي عَلى‏ مَا فَرَضَ عَلَيَّ شَيْئاً .
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وآله : وَلِمَ يَا ذَا النَّمِرَةِ؟
فَقَالَ كَمَا خَلَقَنِي قَبِيحاً» .
قَالَ : «فَهَبَطَ جَبْرَئِيلُ عليه السلام عَلَى النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ رَبَّكَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُبَلِّغَ ذَا النَّمِرَةِ عَنْهُ السَّلَامَ ، وَتَقُولَ لَهُ : يَقُولُ لَكَ رَبُّكَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى‏ - أَ مَا تَرْضى‏ أَنْ أَحْشُرَكَ عَلى‏ جَمَالِ جَبْرَئِيلَ عليه السلام يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : يَا ذَا النَّمِرَةِ ، هذَا جَبْرَئِيلُ يَأْمُرُنِي أَنْ أُبَلِّغَكَ السَّلَامَ ، وَيَقُولُ لَكَ رَبُّكَ : أَ مَا تَرْضى‏ أَنْ أَحْشُرَكَ عَلى‏ جَمَالِ جَبْرَئِيلَ .
فَقَالَ ذُو النَّمِرَةِ : فَإِنِّي قَدْ رَضِيتُ يَا رَبِّ ، فَوَ عِزَّتِكَ لَأَزِيدَنَّكَ حَتّى‏ تَرْضى‏» .

شرح‏

السند ضعيف على الظاهر، ومرسل على احتمال قوله: «ذو الهمزة».
قال الفيروزآبادي:
النمرة - بالضمّ - : النكتة من أيّ لون كان. والأنمر: ما كان فيه نمرة بيضاء سوداء وهي النمراء. والنِمر - ككتف، وبالكسر - : سبع معروف سمّي للنُمَر التي فيه. ونمر - كفرح - ونمّر وتنمّر: غضب، وساء خلقه.۳(وكان من أقبح الناس، وإنّما سمّي ذو النمرة من قبحه) وكان قبحه لعلامات كانت في وجهه، أو لتشوّه خلقه.

1.في بعض نسخ الكافي: «ذا النمرة».

2.في بعض نسخ الكافي والوافي: «سبع عشرة».

3.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۱۴۸ (نمر).


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
176

الرابع: التعبير بما تقدّم له ذكر في القرآن والسنّة والشّعر، أو كلام العرب وأمثالها، أو كلام الناس وأمثالهم، أو خبر معروف، أو كلمة حكمة، وذلك كتعبير الخشبة بالمنافق لقوله تعالى: «كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ»۱، وتعبير الفأرة بالفاسق؛ لأنّها تسمّى في الحديث فويسقة، وتعبير الزجاجة بفم المرأة لتشبيه الشعراء إيّاه بذلك، إلى غير ذلك من الاعتبارات والمناسبات التي لا يقدر على استنباطها الجاهل، فربّما يكون الرؤيا مكروهة في الظاهر حسناً في الباطن، والرائي محزون بمراعاة ظاهرها، فإذا عبّرها الجاهل نظراً إلى ظاهرها زاده غمّاً إلى غمّ، ومع ذلك قد يؤثّر تأويله بصرفه إلى المكروه، فيقع الرائي في مكروه بمقتضى تأويله.۲

متن الحديث التاسع والعشرين والخمسمائة

۰.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ :
«قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : الرُّؤْيَا لَا تُقَصُّ إِلَّا عَلى‏ مُؤْمِنٍ خَلَا مِنَ الْحَسَدِ وَالْبَغْيِ» .

شرح‏

السند مجهول.
قوله: (الرؤيا لا تقصّ إلّا على مؤمن خلا من الحسد والبغي) ليعبّرها بخير؛ فإنّ الغالب في المتّصف بأحدهما أنّه يعبّر الرؤيا بما يوجب كراهة الرائي وضرره وتشويش خاطره؛ لأنّ النفس معتادة بالانقباض عند سماع ما لا يلائم طبعها، وأيضاً فربّما يقع ذلك التعبير أوّله مدخل عظيم في وقوعه كما عرفت.

متن الحديث الثلاثين والخمسمائة

1.المنافقون (۶۳): ۴.

2.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۷۷.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 68045
صفحه از 568
پرینت  ارسال به