الرابع: التعبير بما تقدّم له ذكر في القرآن والسنّة والشّعر، أو كلام العرب وأمثالها، أو كلام الناس وأمثالهم، أو خبر معروف، أو كلمة حكمة، وذلك كتعبير الخشبة بالمنافق لقوله تعالى: «كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ»۱، وتعبير الفأرة بالفاسق؛ لأنّها تسمّى في الحديث فويسقة، وتعبير الزجاجة بفم المرأة لتشبيه الشعراء إيّاه بذلك، إلى غير ذلك من الاعتبارات والمناسبات التي لا يقدر على استنباطها الجاهل، فربّما يكون الرؤيا مكروهة في الظاهر حسناً في الباطن، والرائي محزون بمراعاة ظاهرها، فإذا عبّرها الجاهل نظراً إلى ظاهرها زاده غمّاً إلى غمّ، ومع ذلك قد يؤثّر تأويله بصرفه إلى المكروه، فيقع الرائي في مكروه بمقتضى تأويله.۲
متن الحديث التاسع والعشرين والخمسمائة
۰.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ :«قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : الرُّؤْيَا لَا تُقَصُّ إِلَّا عَلى مُؤْمِنٍ خَلَا مِنَ الْحَسَدِ وَالْبَغْيِ» .
شرح
السند مجهول.
قوله: (الرؤيا لا تقصّ إلّا على مؤمن خلا من الحسد والبغي) ليعبّرها بخير؛ فإنّ الغالب في المتّصف بأحدهما أنّه يعبّر الرؤيا بما يوجب كراهة الرائي وضرره وتشويش خاطره؛ لأنّ النفس معتادة بالانقباض عند سماع ما لا يلائم طبعها، وأيضاً فربّما يقع ذلك التعبير أوّله مدخل عظيم في وقوعه كما عرفت.
متن الحديث الثلاثين والخمسمائة