195
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

دفنها خالد بن سنان النبيّ صلى اللَّه عليه وآله. قال خليد:


كنار الحرّتين لها زفيرتصمّ مسامع الرجل السميع.۱
وقال بعض الفضلاء: لعلّ الحدثان في هذا الخبر تصحيف الحرّتين.۲(فخرج وهو يقول: هذا هذا).
لعلّه مبتدأ وخبر، والأوّل مبتدأ، والثاني تأكيد له، والخبر محذوف، أي هذا شأني وإعجازي، أو ضيعي أو خروجي.
وقيل: الظاهر أنّ الأوّل إشارة إلى الردّ، والثاني إلى الدخول؛ أي ردّها الذي ضمنت لكم دخولها في الكهف.۳(وكلّ هذا من ذا).
قيل: أي كلّ واحد من مجي‏ء النار وردّها ودخولها في الكهف ودخولي فيه وخروجي عنه من اللَّه تعالى.۴
وقيل: أي كلّ هذا ممّا ادّعيت من قوّة نبوّتي التي أعطاها اللَّه تعالى.۵
وفي بعض النسخ: «مُؤذٍ» بدل من «ذا»، فحينئذٍ يكون «هذا» إشارة إلى كلّ واحد من الجالسين على باب الكهف، وحكم عليه بأنّه مؤذ مثل هذه النار.
(زعمت بنو عَبْس أنّي لا أخرج) يعني من الكهف.
و«عبس» بفتح العين وسكون الباء الموحّدة: أبو قبيلة.
وقيل: يحتمل أن يكون مخفّف عبد قيس.۶
وفي بعض النسخ: «أزعمت» بهمزة الاستفهام للتوبيخ والإنكار.
(وجبيني يندى) كيرضى، أي يبتلّ ويعرق.
وقيل: الظاهر أنّ الواو للحال، أي والحال أنّ جبيني لم يجف من العرق، فكيف يتصوّر

1.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۸۶.

2.لم نعثر عليه.

3.قاله العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۵۰۳.

4.نقله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۸۶ بعنوان «قيل».


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
194

فَإِذَا أَنَا مِتُّ ، فَادْفِنُونِي ؛ فَإِنَّهُ‏۱ سَتَجِي‏ءُ عَانَةٌ مِنْ حُمُرٍ يَقْدُمُهَا عَيْرٌ أَبْتَرُ حَتّى‏ يَقِفَ عَلى‏ قَبْرِي ، فَانْبُشُونِي وَسَلُونِي عَمَّا شِئْتُمْ .
فَلَمَّا مَاتَ دَفَنُوهُ ، وَكَانَ ذلِكَ الْيَوْمُ إِذْ جَاءَتِ الْعَانَةُ اجْتَمَعُوا ، وَجَاؤُوا يُرِيدُونَ نَبْشَهُ ، فَقَالُوا : مَا آمَنْتُمْ بِهِ فِي حَيَاتِهِ ، فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ بِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ‏۲ ؟ وَلَئِنْ نَبَشْتُمُوهُ لَيَكُونَنَّ سُبَّةً عَلَيْكُمْ ، فَاتْرُكُوهُ ، فَتَرَكُوهُ» .

شرح‏

السند مجهول.
قوله: (فرحّب بها) أي قال لها: مرحباً.
قيل: فيه دلالة على جواز أن يقول الرجل للمرأة: مرحباً،۳ ولعلّه مقيّد بكونها مسنّة، أو إذا كان الرجل صالحاً مأموناً كما نقل إنّها أتت النبيّ في كبر السّن، وعلى جواز قعودها مع الرجال إذا لم يكونوا من أهل ريبة، وعلى استحباب تعظيم شخص لأجل شرافة الآباء والأجداد.
وقوله: (ابنة نبيّ) خبر مبتدأ محذوف، أي هذه ابنة نبيّ.
وجملة (ضيّعه قومه) صفة نبي، وقوله: (خالد بن سنان) عطف بيان له.
وقوله: (دعاهم فأبوا) إلى آخره، بيان للتضييع، وذكروا أنّ خالد بن سنان كان في الفترة في أيّام سلطنة أنوشيروان من ملوك العجم، واختلف في نبوّته، وهذا الخبر يدلّ على أنّه كان نبيّاً، والمشهور أنّ نسبه ينتهي إلى عدنان من أجداد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله.
(وكانت نار يُقال لها: نار الحدثان).
في القاموس: «حِدثان الأمر - بالكسر - : أوّله وابتداؤه».۴
وقال السيوطي في شرح شواهد المغني ناقلاً عن العسكري في ذكر أقسام النّار:
نار الحرّتين كانت في بلاد عَبس تخرج من الأرض، فتؤذّي مَن مرّ بها، وهي التي

1.في الطبعة القديمة وبعض نسخ الكافي: «فإنّها».

2.في بعض نسخ الكافي: «وفاته».

3.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۸۶.

4.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۱۶۴ (حدث).

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 68571
صفحه از 568
پرینت  ارسال به