215
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

كَانَتْ عِنْدَهُ مَنْقَبَةٌ فِي عَلِيِ‏۱ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام فَلْيَقُمْ وَلْيَتَحَدَّثْ» .
قَالَ : فَقَامَ النَّاسُ ، فَسَرَدُوا تِلْكَ الْمَنَاقِبَ .
فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : أَنَا أَرْوى‏ لِهذِهِ الْمَنَاقِبِ مِنْ هؤُلَاءِ ، وَإِنَّمَا أَحْدَثَ عَلِيٌّ الْكُفْرَ بَعْدَ تَحْكِيمِهِ الْحَكَمَيْنِ.
حَتّى‏ انْتَهَوْا فِي الْمَنَاقِبِ إِلى‏ حَدِيثِ خَيْبَرَ: «لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَداً رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، كَرَّاراً غَيْرَ فَرَّارٍ ، لَايَرْجِعُ حَتَّى يَفْتَحَ اللَّهُ عَلى‏ يَدَيْهِ» . فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : «مَا تَقُولُ فِي هذَا الْحَدِيثِ؟».
فَقَالَ : هُوَ حَقٌّ لَا شَكَّ فِيهِ ، وَلكِنْ أَحْدَثَ الْكُفْرَ بَعْدُ .
فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ ، أَخْبِرْنِي عَنِ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - أَحَبَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ‏۲ يَوْمَ أَحَبَّهُ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ يَقْتُلُ أَهْلَ النَّهْرَوَانِ ، أَمْ لَمْ يَعْلَمْ؟» .۳
قَالَ‏۴ : «فَإِنْ‏۵ قُلْتَ : لَا ، كَفَرْتَ» .
قَالَ : فَقَالَ : قَدْ عَلِمَ .
قَالَ : «فَأَحَبَّهُ اللَّهُ عَلى‏ أَنْ يَعْمَلَ بِطَاعَتِهِ ، أَوْ عَلى‏ أَنْ يَعْمَلَ بِمَعْصِيَتِهِ؟».
فَقَالَ : عَلى‏ أَنْ يَعْمَلَ بِطَاعَتِهِ .
فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : «فَقُمْ مَخْصُوماً».
فَقَامَ وَهُوَ يَقُولُ : حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ، اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَاتِهِ .

شرح‏

السند مجهول.

1.في أكثر نسخ الكافي والوافي: «لعليّ».

2.في بعض نسخ الكافي وشرح المازندراني والوافي: «عليّاً» بدل «عليّ بن أبي طالب».

3.هكذا في النسخة وبعض نسخ الكافي. وفي كلتا الطبعتين: + «قال ابن نافع: أعد عليّ، فقال له أبو جعفر عليه السلام: أخبرني عن اللَّه - جلّ ذكره - أحبّ عليّ بن أبي طالب يوم أحبّه، وهو يعلم أنّه يقتل أهل النهروان، أم لم يعلم».

4.في بعض نسخ الكافي: - «قال».

5.هكذا في النسخة وبعض نسخ الكافي. وفي كلتا الطبعتين: «إن» بدون الفاء.


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
214

متن الحديث السابع والأربعين والخمسمائة

۰.عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ يَزِيدَ النَّوْفَلِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ دَاوُدَ الْيَعْقُوبِيِّ ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِيِّ ، قَالَ : وَحَدَّثَنِي الْأُسَيْدِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ مُبَشِّرٍ:
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ نَافِعٍ الْأَزْرَقَ كَانَ يَقُولُ : لَوْ أَنِّي عَلِمْتُ أَنَّ بَيْنَ قُطْرَيْهَا أَحَداً تُبْلِغُنِي إِلَيْهِ الْمَطَايَا يَخْصِمُنِي أَنَّ عَلِيّاً عليه السلام قَتَلَ أَهْلَ النَّهْرَوَانِ وَهُوَ لَهُمْ غَيْرُ ظَالِمٍ لَرَحَلْتُ إِلَيْهِ ، فَقِيلَ لَهُ : وَلَا وَلَدَهُ؟ فَقَالَ : أَ فِي وُلْدِهِ عَالِمٌ؟ فَقِيلَ لَهُ : هذَا أَوَّلُ جَهْلِكَ ؛ وَهُمْ يَخْلُونَ مِنْ عَالِمٍ؟! قَالَ : فَمَنْ عَالِمُهُمُ الْيَوْمَ؟ قِيلَ : مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عليهم السلام .
قَالَ : فَرَحَلَ إِلَيْهِ فِي صَنَادِيدِ أَصْحَابِهِ حَتّى‏ أَتَى الْمَدِينَةَ ، فَاسْتَأْذَنَ عَلى‏ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، فَقِيلَ لَهُ : هذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ .
فَقَالَ :
«وَمَا يَصْنَعُ بِي وَهُوَ يَبْرَأُ مِنِّي وَمِنْ أَبِي طَرَفَيِ النَّهَارِ؟»
فَقَالَ لَهُ أَبُو بَصِيرٍ الْكُوفِيُّ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنَّ هذَا يَزْعُمُ أَنَّهُ لَوْ عَلِمَ أَنَّ بَيْنَ قُطْرَيْهَا أَحَداً تُبْلِغُهُ الْمَطَايَا إِلَيْهِ يَخْصِمُهُ أَنَّ عَلِيّاً عليه السلام قَتَلَ أَهْلَ النَّهْرَوَانِ وَهُوَ لَهُمْ غَيْرُ ظَالِمٍ لَرَحَلَ إِلَيْهِ .
فَقَالَ لَهُ‏۱ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : «أَ تَرَاهُ جَاءَنِي مُنَاظِراً؟» قَالَ‏۲ : نَعَمْ ، قَالَ : «يَا غُلَامُ ، اخْرُجْ فَحُطَّ رَحْلَهُ ، وَقُلْ لَهُ : إِذَا كَانَ الْغَدُ فَأْتِنَا».
قَالَ : فَلَمَّا أَصْبَحَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ ، غَدَا فِي صَنَادِيدِ أَصْحَابِهِ ، وَبَعَثَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام إِلى‏ جَمِيعِ أَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ فَجَمَعَهُمْ ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى النَّاسِ فِي ثَوْبَيْنِ مُمَغَّرَيْنِ ، وَأَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ كَأَنَّهُ فِلْقَةُ قَمَرٍ ، فَقَالَ :
«الْحَمْدُ لِلَّهِ مُحَيِّثِ الْحَيْثِ ، وَمُكَيِّفِ الْكَيْفِ ، وَمُؤَيِّنِ الْأَيْنِ ؛ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ، لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ - إِلى‏ آخِرِ الْآيَةِ۳ - وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ ،۴ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً صلى اللَّه عليه وآله عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلى‏ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ .
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَكْرَمَنَا بِنُبُوَّتِهِ ، وَاخْتَصَّنَا بِوَلَايَتِهِ ، يَا مَعْشَرَ أَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ ، مَنْ

1.في بعض نسخ الكافي والوافي: - «له».

2.في بعض نسخ الكافي والوافي: «فقال».

3.البقرة (۲): ۲۵۵.

4.في الطبعة القديمة: + «وحده لا شريك له».

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 68018
صفحه از 568
پرینت  ارسال به