27
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

وقيل: يحتمل أن يكون المراد أنّ الشيطان يستولي عليه، ويعبث به، ويلقي عليه الوساوس والمخاوف، كما يومي إليه ما سيأتي.۱(وثلاثة صحب).
في القاموس: «صحبه - كسمعه - صحابة، ويكسر، وصحبة: عاشره، وهم أصحاب وصحب».۲(وأربعة رفقاء).
يفهم منه أنّ بالثلاثة يخرج من الكراهة، لكن لا يحصل العمل بالمستحبّ من الرفقة إلّا بالأربعة، وأنّ الثلاثة أقلّ مراتب الاستحباب، والأربعة فما زاد أكمله وأتمّه.

متن الحديث الثالث والستّين والأربعمائة

۰.عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَيْفٍ ، عَنْ أَخِيهِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنّى‏ ، قَالَ : حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، قَالَ :
حَدَّثَنِي‏۳أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عليه السلام ، قَالَ :
«قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : أَحَبُّ الصَّحَابَةِ إِلَى اللَّهِ أَرْبَعَةٌ ، وَمَا زَادَ قَوْمٌ عَلى‏ سَبْعَةٍ إِلَّا كَثُرَ لَغَطُهُمْ» .

شرح‏

السند مجهول على الأصحّ.
قوله: (أحبّ الصحابة إلى اللَّه أربعة).
قال الجوهري: «الصحابة - بالفتح - : الأصحاب، وهي في الأصل مصدر».۴(وما زاد قوم على سبعة إلّا كثر لغطهم).
قيل: المقصود أنّ أكثر كلامهم لغو باطل منحرف عن الصواب،۵ وفيه نظر ظاهر.

1.قاله العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۳۸۴.

2.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۹۱ (صحب) مع التلخيص.

3.في كلتا الطبعتين: «حدّثنا».

4.الصحاح، ج ۱، ص ۱۶۱ (صحب).

5.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۲۵.


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
26

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام بِمَكَّةَ إِذْ جَاءَهُ رَسُولٌ مِنَ الْمَدِينَةِ ، فَقَالَ لَهُ : «مَنْ صَحِبْتَ؟» قَالَ‏1 : مَا صَحِبْتُ أَحَداً ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : «أَمَا لَوْ كُنْتُ تَقَدَّمْتُ‏2 إِلَيْكَ لَأَحْسَنْتُ أَدَبَكَ» ثُمَّ قَالَ : «وَاحِدٌ شَيْطَانٌ ، وَاثْنَانِ شَيْطَانَانِ ، وَثَلَاثةٌ3 صَحْبٌ ، وَأَرْبَعَةٌ رُفَقَاءُ» .

شرح‏

السند ضعيف.
قوله: (أما لو كنت تقدّمت إليك لأحسنت أدبك).
لعلّ المراد: لو كنت نصحتك وأوصيت إليك قبل هذا، وأعلمتك أنّه لا ينبغي الوحدة في السفر، ثمّ خالفت أمري، ولم تعمل بوصيّتي، لضربتك تأديباً. قال الفيروزآبادي: «تقدّم إليه في كذا: أمره، وأوصاه به».۴
أو المراد: لو كنت أدركتك عند خروجك من المدينة لأخبرتك أنّه لا ينبغي ذلك.
وقيل: أي لو جئتك لأحسنت أدبك بالضرب، وأمّا إذا جئتني فلا أضربك؛ لقبح ضرب الضيف والزائر.۵(ثمّ قال: واحد شيطان، واثنان شيطانان).
قال صاحب النهاية:
فيه: الراكب شيطان، والراكبان شيطانان، والثلاثة ركب؛ يعني الانفراد والذهاب في الأرض على سبيل الوحدة من فعل الشيطان، أو [شي‏ء] يحمله عليه الشيطان، وكذلك الراكبان، وهو حثّ على اجتماع الرفقة في السفر.۶
وقيل: لعلّ المراد أنّ المتفرّد في السفر والذاهب على الأرض وحده أو مع واحد شيطان؛ أي متمرّد عات بعيد عن اللَّه تعالى؛ لأنّه يوقع نفسه في الضرر والوحشة والهلكة. وأيضاً إن مات لم يوجد من يجهّزه ويدفنه، ويوصل خبره إلى أهله، فيشكل عليهم أمر التزويج والإرث.۷

1.في أكثر نسخ الكافي والوافي: «فقال».

2.في بعض نسخ الكافي والوافي: «لقدّمت».

3.في الطبعة القديمة وبعض نسخ الكافي: «وثلاث».

4.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۱۶۲ (قدم).

5.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۲۴.

6.النهاية، ج ۲، ص ۴۷۵ (شطن).

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 67997
صفحه از 568
پرینت  ارسال به