287
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

أَبِي طَالِبٍ عليه السلام أَلْفَ مَمْلُوكٍ ، فَسَمِّ لَنَا خَمْسَةً مِنْهُمْ وَأَنْتَ عَالِمٌ».
فَعَادَ إِلَيْهِ فَأَعْلَمَهُ ، ثُمَّ عَادَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ : يَقُولُ لَكَ : إِنَّكَ رَجُلٌ صَحَفِيٌّ .
فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : «قُلْ لَهُ : إِي‏۱ وَاللَّهِ، صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسى‏ وَعِيسى‏ وَرِثْتُهَا عَنْ آبَائِي عليهم السلام» .

شرح‏

السند مجهول.
قوله: (وأمّا السخيّ فهو الذي يأخذ الشي‏ء من جهته) إلى آخره.
هذا تعريض له حيث إنّه أخذ أموال الإمام وصرفه في تحليل الخلافة لابنه محمّد.
وقوله: (يقول لك: إنّك رجلٌ صَحَّفي).
في بعض النسخ: «يقول لك: أنت رجلٌ صَحفّي».
قال في المصباح:
الصحيفة: قطعة من جلد أو قرطاس كتب فيه، وإذا نسب إليها قيل: رجل صحفي - بفتحتين - معناه: يأخذ العلم منها دون المشايخ، كما ينسب إلى بجيلة: بجلي، وما أشبه ذلك.۲
وقال الفيروزآبادي: «الصحفي - محرّكة - : من يخطئ في قراءة الصحيفة. وبضمّتين: لحن».۳
وقوله عليه السلام: (صحف إيراهيم وموسى وعيسى‏ ورثتها) من باب ما تضمر عامله على شريطة التفسير.

متن الحديث الثالث والخمسين والخمسمائة

0.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى‏ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فِي قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى‏ : «وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ

1.في كثير من نسخ الكافي: «إنّي».

2.المصباح المنير، ص ۳۳۴ (صحف) مع التلخيص.

3.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۱۶۱ (صحف).


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
286

هذا، قيل في هذا الخبر فوائد:
الاُولى: أنّه ينبغي إظهار السرّ وتعليم العلوم الغريبة التي يحتاج إليها الخلق في بعض الأوقات لمن هو أهلٌ لها.
الثانية: أنّه لا يجوز تعليمها لمن ليس بأهل لها وإن كان ولداً.
الثالثة: أنّه ينبغي ترغيب الجاهل في الرجوع إلى العالم عند الحاجة.
الرابعة: أنّه يجب الوفاء بالعهد لئلّا يؤدّي إلى الخجالة في وقت.
الخامسة: أنّه تعالى قد ينبّه الرجل بما فيه صلاحه وصلاح الخلق، كما نبّه الملك المذكور الذي وقع الجور في رعيّته، ولم يكن عالماً به، فسئل في المنام: أيّ زمانٍ هذا؟ فعبّر بأنّه زمان الذئب، فتنبّه بأنّه وقع الجور وشاع بين الرعيّة، فاشتغل بالإصلاح حتّى رُفع بالكلّيّة، فسئل: أيّ زمانٍ هذا؟ فعبّر بأنّه زمان الميزان، أي زمان القسط والعدل، فعلم وتيقّن ارتفاع الجور بالمرّة، فاطمأنّ قلبه.
ثمّ قال: كأنّه أشار بزمان الذئب إلى زمان سلطان بني اُميّة، وبزمان الكبش إلى مدّة سلطان بني عبّاس؛ فإنّ بعضهم همَّ أن يدفع الأمر إلى صاحبه، ثمّ غدر كالمأمون، وبزمان الميزان زمان ظهور القائم عليه السلام؛ فإنّه زمان عدل يمكن إظهار السرّ فيه.۱

متن الحديث الثاني والخمسين والخمسمائة

۰.أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْكُوفِيُّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ التَّيْمِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُعَتِّبٌ أَوْ غَيْرُهُ ، قَالَ :
بَعَثَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ إِلى‏ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : يَقُولُ لَكَ أَبُو مُحَمَّدٍ : أَنَا أَشْجَعُ مِنْكَ ، وَأَنَا أَسْخى‏ مِنْكَ ، وَأَنَا أَعْلَمُ مِنْكَ .
فَقَالَ لِرَسُولِهِ :
«أَمَّا الشَّجَاعَةُ ، فَوَ اللَّهِ مَا كَانَ لَكَ مَوْقِفٌ يُعْرَفُ بِهِ‏۲ جُبْنُكَ مِنْ شَجَاعَتِكَ ؛ وَأَمَّا السَّخِيُ‏۳ ، فَهُوَ الَّذِي يَأْخُذُ الشَّيْ‏ءَ مِنْ جِهَتِهِ ، فَيَضَعُهُ فِي حَقِّهِ ؛ وَأَمَّا الْعِلْمُ ، فَقَدْ أَعْتَقَ أَبُوكَ عَلِيُّ بْنُ

1.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۵۲۱ و ۵۲۲ مع التلخيص.

2.هكذا في النسخة وبعض نسخ الكافي. وفي كلتا الطبعتين: «فيه».

3.هكذا في النسخة وبعض نسخ الكافي والوافي. وفي كلتا الطبعتين: «السخاء».

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 68023
صفحه از 568
پرینت  ارسال به