295
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

وَلَايَقْبَلُ مِنْ مُؤْمِنٍ عَمَلًا وَهُوَ يُضْمِرُ فِي قَلْبِهِ عَلَى الْمُؤْمِنِ سُوءاً ، وَلَوْ كُشِفَ الْغِطَاءُ عَنِ النَّاسِ ، فَنَظَرُوا إِلى‏ وَصْلِ مَا بَيْنَ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - مَا۱ بَيْنَ الْمُؤْمِنِ ، خَضَعَتْ لِلْمُؤْمِنِينَ رِقَابُهُمْ ، وَتَسَهَّلَتْ لَهُمْ أُمُورُهُمْ ، وَلَانَتْ لَهُمْ طَاعَتُهُمْ ، وَلَوْ نَظَرُوا إِلى‏ مَرْدُودِ الْأَعْمَالِ مِنَ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - لَقَالُوا : مَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - مِنْ أَحَدٍ عَمَلًا» .
وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ لِرَجُلٍ مِنَ الشِّيعَةِ : «أَنْتُمُ الطَّيِّبُونَ ، وَنِسَاؤُكُمُ الطَّيِّبَاتُ ، كُلُّ مُؤْمِنَةٍ حَوْرَاءُ عَيْنَاءُ ، وَكُلُّ مُؤْمِنٍ صِدِّيقٌ» .
قَالَ : وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : «شِيعَتُنَا أَقْرَبُ الْخَلْقِ مِنْ عَرْشِ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَعْدَنَا ، وَمَا مِنْ شِيعَتِنَا أَحَدٌ يَقُومُ إِلَى الصَّلَاةِ إِلَّا اكْتَنَفَتْهُ فِيهَا عَدَدَ مَنْ خَالَفَهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ، يُصَلُّونَ عَلَيْهِ جَمَاعَةً حَتّى‏ يَفْرُغَ مِنْ صَلَاتِهِ ، وَإِنَّ الصَّائِمَ مِنْكُمْ لَيَرْتَعُ فِي رِيَاضِ الْجَنَّةِ تَدْعُو لَهُ الْمَلَائِكَةُ حَتّى‏ يُفْطِرَ» .
وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : «أَنْتُمْ أَهْلُ تَحِيَّةِ اللَّهِ بِسَلَامِهِ ، وَأَهْلُ أُثْرَةِ اللَّهِ بِرَحْمَتِهِ ، وَأَهْلُ تَوْفِيقِ اللَّهِ بِعِصْمَتِهِ ، وَأَهْلُ دَعْوَةِ اللَّهِ بِطَاعَتِهِ ، لَا حِسَابٌ عَلَيْكُمْ ، وَلَا خَوْفٌ وَلَا حُزْنٌ ، أَنْتُمْ لِلْجَنَّةِ ، وَالْجَنَّةُ لَكُمْ ، أَسْمَاؤُكُمْ عِنْدَنَا الصَّالِحُونَ وَالْمُصْلِحُونَ ، وَأَنْتُمْ أَهْلُ الرِّضَا عَنِ اللَّهِ - جَلَّ ذِكْرُهُ - بِرِضَاهُ عَنْكُمْ ، وَالْمَلَائِكَةُ إِخْوَانُكُمْ فِي الْخَيْرِ ، فَإِذَا اجْتَهَدْتُمُ‏۲ ادْعُوا ، وَإِذَا غَفَلْتُمُ اجْهَدُوا۳ ، وَأَنْتُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ، دِيَارُكُمْ لَكُمْ جَنَّةٌ ، وَقُبُورُكُمْ لَكُمْ جَنَّةٌ ، لِلْجَنَّةِ خُلِقْتُمْ ، وَفِي الْجَنَّةِ نَعِيمُكُمْ ، وَإِلَى الْجَنَّةِ تَصِيرُونَ» .

شرح‏

السند مجهول.
قوله: (عن زرارة).
كذا في النسخ التي رأيناها، والظاهر: «ابن زرارة».
وقوله: (خرج من ولايته) أي ولاية ذلك الأخ المؤمن؛ يعني انقطع بينهما الولاية التي جعل اللَّه بينهما بقوله تعالى: «وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ»۴ففيه حينئذٍ إيماء بأنّه خرج من الإيمان، أو المراد أنّه خرج عن ولاية اللَّه حيث قال عزّ وجلّ:

1.هكذا في النسخة و بعض نسخ الكافي. وفي كلتا الطبعتين: - «ما».

2.هكذا في النسخة و أكثر نسخ الكافي والوافي. وفي كلتا الطبعتين: «جهدتم».

3.في بعض نسخ الكافي والوافي: «اجتهدوا».

4.التوبة (۹): ۷۱.


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
294

الشيخ الطبرسي والعيّاشي: «إنّما جاء راكب سريع» بدون الضمير.۱
وقيل: يحتمل على النسخة العتيقة أن يكونوا أرادوا به أنّه اطّلع على ذلك من جهة راكب سريع أتاه فأخبره.۲
وقوله: (شقّ عليه) على البناء للفاعل، أي صَعُبَ عليه، ولعلّه لمخافة تكذيب قومه إذا لم يعلم ذلك الشي‏ء، أو أبطأ في الإخبار به.
وقوله: (حتّى يُرى ذلك في وجهه) على البناء للمفعول، و«ذلك» إشارة إلى أثر الصعوبة.
وقوله: (هذه الشام قد رفعت لك).
في بعض النسخ: «إليك».
قيل: يحتمل أن يكون صورة الشام ومثالها ظهرت له صلى اللَّه عليه وآله، ويحتمل أنّ نفس هذه البلدة ظهرت له بإزالة الحائل بينه وبينها، أو بنقلها من محلّها إلى قريب منه.۳
قال الفيروزآبادي:
رفعه - كمنعه - ضدّ وضعه. والبعير في سيره: بالغ. ورفعته أنا لازم متعدّ. والقوم: أصعدوا في البلاد. و«فُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ»، أي بعضها فوق بعض، أو مقرّبة لهم. ومنه رفعته إلى السلطان رفعاناً بالضمّ.۴

متن الحديث الخامس والخمسين والخمسمائة

۰.أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ التَّيْمِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ زُرَارَةَ۵، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ :
«إِذَا قَالَ الْمُؤْمِنُ لِأَخِيهِ : أُفٍّ ، خَرَجَ مِنْ وَلَايَتِهِ ، وَإِذَا قَالَ : أَنْتَ عَدُوِّي ، كَفَرَ أَحَدُهُمَا ؛ لِأَنَّهُ لَايَقْبَلُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - مِنْ أَحَدٍ عَمَلًا فِي تَثْرِيبٍ عَلى‏ مُؤْمِنٍ نَصِيحَةً ،

1.تفسير العياشي، ج ۲، ص ۱۳۷، ح ۴۹، وفيه: «إنّما جاء راكباً سريعاً». وفي مجمع البيان، ج ۵، ص ۲۳۵: «إنّما جاءه راكب سريع».

2.قاله العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۵۴۴.

3.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۵۲۵.

4.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۳۰ (رفع) مع التلخيص.

5.في الطبعة الجديدة: «عن محمّد بن عبد اللَّه بن زرارة».

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 68004
صفحه از 568
پرینت  ارسال به