وقوله: (إنّي عزمت على النار أن لا تحرقه).
يحتمل كونه من العزيمة بمعنى القسم، أي أقسمتها. أو من الرقية.
قال الجوهري: «عزمت عليك، بمعنى أقسمت عليك».۱
وقال الفيروزآبادي: «معزّم - كمحدّث - : الرّاقي».۲
ويحتمل كونه من العزيمة بمعنى الإرادة، ويكون التفات، أي أردت أن أدخل النار وهي لا تحرقني وأفعل مثل فعل إبراهيم عليه السلام.
وقوله: (فأخذ عنق من النار) أي طائفة وقطعة منها.
قال الفيروزآبادي: «العنق - بالضمّ وبضمّتين، وكصُرد - : الجيد. ويؤنّث، والجماعة من الناس. ومن الخبز: القطعة منه».۳
متن الحديث التاسع والخمسين والخمسمائة
۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَعِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ جَمِيعاً ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ الْكَرْخِيِّ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ :«إِنَّ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام كَانَ مَوْلِدُهُ بِكُوثى۴ رُبَا ، وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ أَهْلِهَا ، وَكَانَتْ أُمُّ إِبْرَاهِيمَ وَأُمُّ لُوطٍ سَارَةَ وَوَرَقَةَ - وَفِي نُسْخَةٍ : «رُقَيَّةَ» - أُخْتَيْنِ وَهُمَا ابْنَتَانِ۵ لِلَاحِجٍ ، وَكَانَ اللَّاحِجُ نَبِيّاً مُنْذِراً وَلَمْ يَكُنْ رَسُولًا ، وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ عليه السلام فِي شَبِيبَتِهِ عَلَى الْفِطْرَةِ الَّتِي فَطَرَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - الْخَلْقَ عَلَيْهَا، حَتّى هَدَاهُ اللَّهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - إِلى دِينِهِ وَاجْتَبَاهُ ، وَإِنَّهُ تَزَوَّجَ سَارَةَ ابْنَةَ لَاحِجٍ وَهِيَ ابْنَةُ خَالَتِهِ ، وَكَانَتْ سَارَةُ صَاحِبَةَ مَاشِيَةٍ كَثِيرَةٍ وَأَرْضٍ وَاسِعَةٍ وَحَالٍ حَسَنَةٍ ، وَكَانَتْ قَدْ مَلَّكَتْ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام جَمِيعَ مَا كَانَتْ تَمْلِكُهُ ، فَقَامَ فِيهِ وَأَصْلَحَهُ ، وَكَثُرَتِ الْمَاشِيَةُ وَالزَّرْعُ حَتّى لَمْ يَكُنّْ بِأَرْضِ كُوثى۶ رُبَا رَجُلٌ أَحْسَنُ حَالًا مِنْهُ ، وَإِنَّ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام لَمَّا كَسَرَ أَصْنَامَ نُمْرُودَ أَمَرَ بِهِ نُمْرُودُ ، فَأُوثِقَ وَعَمِلَ لَهُ حَيْراً ، وَجَمَعَ لَهُ فِيهِ الْحَطَبَ ، وَأَلْهَبَ فِيهِ النَّارَ ، ثُمَّ قَذَفَ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام فِي النَّارِ لِتُحْرِقَهُ۷ ، ثُمَّ
1.الصحاح، ج ۵، ص ۱۹۸۵ (عزم).
2.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۱۵۰ (عزم).
3.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۲۶۹ (عنق) مع التلخيص.
4.في بعض نسخ الكافي: «بكوبى».
5.في بعض نسخ الكافي: «بنتان».
6.في بعض نسخ الكافي: «كوبى». وفي بعضها: «كوثاه».
7.في بعض نسخ الكافي: «ليحرقه».