321
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

وقوله: (وعظّمه وهَبْهُ).
قال الجوهري: «الهيبة: المهابة، وهي الإجلال، والمخافة. وقد هابه يهابه، والأمر منه: هب - بفتح الهاء - ؛ لأنّ أصله هاب، سقطت الألف لاجتماع الساكنين».۱(ولابدّ من إمرة في الأرض) أي ذو أمارة وولاية.
قال في القاموس: «أمر علينا - مثلّثة - : إذا ولّى. والاسم: الإمرة بالكسر».۲(أو فاجرة) أي لابدّ في نظام العالم من إحداهما، فإذا رفع الفاجر يد سلطان الحقّ عنها ينتظم الاُمور في الجملة، وإن عوقب بعدم تمكين العادل المحقّ.

متن الحديث الستّين والخمسمائة

۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : أَ لَا تَنْهى‏ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ عَنْ هذَا الرَّجُلِ .
فَقَالَ :
«مَنْ هذَا الرَّجُلِ؟ وَمَنْ هذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ‏۳ ؟»
قُلْتُ : أَ لَا تَنْهى‏ حُجْرَ بْنَ زَائِدَةَ وَعَامِرَ بْنَ جُذَاعَةَ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ؟
فَقَالَ : «يَا يُونُسُ ، قَدْ سَأَلْتُهُمَا أَنْ يَكُفَّا عَنْهُ فَلَمْ يَفْعَلَا ، فَدَعَوْتُهُمَا وَسَأَلْتُهُمَا وَكَتَبْتُ إِلَيْهِمَا ، وَجَعَلْتُهُ حَاجَتِي إِلَيْهِمَا ، فَلَمْ يَكُفَّا عَنْهُ ، فَلَا غَفَرَ اللَّهُ لَهُمَا ، فَوَ اللَّهِ لَكُثَيِّرُ عَزَّةَ أَصْدَقُ فِي مَوَدَّتِهِ مِنْهُمَا فِيمَا يَنْتَحِلَانِ مِنْ مَوَدَّتِي حَيْثُ يَقُولُ :


أَ لَا زَعَمَتْ بِالْغَيْبِ أَلَّا أُحِبَّهَاإِذَا أَنَا لَمْ يُكْرَمْ عَلَيَّ كَرِيمُهَا
أَمَا وَاللَّهِ لَوْ أَحَبَّانِي لَأَحَبَّا مَنْ أُحِبُّ» .

شرح‏

السند ضعيف.
قوله: (ألّا تنهى حُجر بن زائدة وعامر بن جذاعة عن المفضّل بن عمر).
قال العلّامة رحمة اللَّه عليه في كتاب الإيضاح: «حجر - بضمّ الحاء المهملة وإسكان الجيم والراء

1.الصحاح، ج ۱، ص ۲۳۹ (هيب).

2.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۳۶۵ (أمر).

3.في بعض نسخ الكافي: «هذان الرجلان».


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
320

وقوله: (فوهبها لسارة وهي هاجر اُمّ إسماعيل عليه السلام).
في القاموس: «هاجر - بفتح الجيم - : اُمّ إسماعيل عليه السلام، ويقال لها: آجر أيضاً».۱
وقال صاحب معارج النبوّة:
إنّ إبراهيم عليه السلام اشترى حماراً بعشرين درهماً، وحمل عليها سارة حتّى بلغ حوالي مصر، وكان فيه ملك جبّار مشغوف بالنسوان، وكانت عادته أن كلّ امرأة كان لها حسن وجمال يأمر عمّاله بإحضارها عنده، فإن قبلها أخذها، وإلّا ردّها إلى أهلها، وقد بالغ في ذلك حتّى أرسل أرقاماً إلى جميع مملكته وعمّاله، فلمّا سمع إبراهيم عليه السلام ذلك جعل سارة في صندوق، فلمّا بلغ إلى العاشر قصد فتحه، فقال عليه السلام: اعتبر ما فيه حريراً أو ديباجاً وخُذ عشره، فأبى، فقال: اعتبره ذهباً وفضّة، فأبى، فقال: اعتبره جواهراً ولؤلؤاً، فأبى إلّا أن يفتح الصندوق، ففتحه ورآها، فتعجّب وتحيّر من حسنها، وكتب الواقعة إلى الملك، فأمر الملك بالإحضار، فلمّا رآها تحيّر ولم يرَ مثلها قطّ، فقال لإبراهيم: ما منزلتها منك؟
قال: اُختي؛ يعني في الدِّين ولم يقل: زوجتي، خوف أن يقصد قتله، أو يأمره بالطلاق.
وعند ذلك مدَّ يده إليها، فدعت سارة، فشلّت يده، ولم تتحرّك - وقيل: عميت عيناه أيضاً - فقال: مَن أنتِ وما حالك؟
فقالت: أنا زوجة إبراهيم نبيّ اللَّه.
قال: ادعي لي، ولن أفعل مثل ذلك بعد!
فدعت له، فلمّا رجعت يده إلى حالتها الأصليّة رجع إلى ما كان حتّى صدر منه ثلاث مرّات، فأخرج السوء عن خاطره [و] عظّمها وأعطاها جارية جميلة وقال: إنّها أجر دعائك. ومنه سمّيت هاجر. وقيل: أعطاها أغناماً ومواشي أيضاً.
وروي أنّها حين اُدخلت في القصر أمر بخروج إبراهيم عنه، فخرج مضطرباً وتوسّل إلى اللَّه، ورفع اللَّه - عزّ وجلّ - الحجاب تسلّياً [له عليه السلام‏] حتّى رأى جميع ما وقع فيه، فلمّا خرجت من القصر أخبرها بجميع ما مضى.۲

1.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۱۵۹ (هجر) مع التلخيص.

2.نقل عنه المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۵۳۷ مع اختلاف يسير في اللفظ.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 68006
صفحه از 568
پرینت  ارسال به