325
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

شرح‏

السند صحيح على الأصحّ.
(فنزل رجّازهم وهم يرتجزون).
في القاموس:
الرجز - بالتحريك - : ضربٌ من الشعر وزنهُ مستفعلن ستّ مرّات. وزعم الخليل أنّه ليس بشعر، وإنّما هو أنصاف أبيات وأثلاث. والاُرجوزة كالقصيدة منه الجمع أراجيز، وقد رجز وارتج،۱ انتهى.
وقيل: الرجز هو الكلام المفقور، كما صرّح ابن إسحاق في السيرة، واختلف أهل العروض في أنّ الرجز شعر أم لا، واحتجّ المانع بأنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله ارتجز كما وقع في بعض الروايات للعامّة والشعر عليه حرام، قال اللَّه: «وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي»۲، واعترض بأنّه لو سلم ارتجازه فنقول: قد صرّح المازري بأنّهم اتّفقوا على أنّه ليس الشعر إلّا ما قصد وزنه، فإن جرى على اللّسان من أن يقصد وزنه فليس بشعر، وعليه يحمل ما جاء من ذلك عنه صلى اللَّه عليه وآله.۳
وقوله: (يا ربّ أما تعزّزن بطالب).
قال الفيروزآبادي:
عزّ يعزّ عزّاً وعزّةً بكسرهما، وعزازة صار عزيزاً، كتعزّز وقوى بعد ذلّة، وأعزّه وعزّزه، وعزّ عليَّ أن تفعل كذا: حقّ واشتدّ. وعززت عليه أعزّ: كرُمْتُ. وعزّه - كمدّه - : غلبه في المعازّة. ومن عزّ بزّ، أي من غَلَبَ سَلَبَ، انتهى.۴

1.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۱۷۶ (رجز) مع التلخيص واختلاف في اللفظ.

2.يس (۳۶): ۶۹.

3.القائل هو المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۵۳۹.

4.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۱۸۲ و ۱۸۳ (عزز) مع التلخيص.


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
324

قال الفيروزآبادي: «الشُهرة - بالضمّ - : ظهور الشي‏ء في شنعه. شهره - كمنعه - وشهّره».۱
وقوله: (ليسوا منّا) أي من حزبنا وفي عداد شيعتنا.
(ولا نحن منهم) أي من حزبهم وفي زمرة أئمّتهم؛ لبطلان الارتباط الدينيّة بيننا وبينهم. وهذا كالصريح في أنّ المذيع خارج عن دين اللَّه.
(أنطلق) على صيغة المتكلّم.
وكذا قوله: (فاُداري) من المداراة وهي المدافعة والملائنة ضدّ، وأصله من الدرء.
وقوله: (يقولون: إمام) بالرفع، على أنّه خبر مبتدأ محذوف، أي الصادق عليه السلام إمام.
ويحتمل أن يُراد هذا اللّفظ، أي يتلفّظون بلفظ الإمام ولا يفهمون، معناه: ولا يعملون بمقتضاه. ويؤيّد الأوّل قوله: (ما أنا بإمام إلّا مَن أطاعني).
في بعض النسخ: «إلّا لمن».
وقوله: (لِمَ يتعلّقون باسمي).
«لِمَ» بكسر اللّام وفتح الميم لفظ يستفهم به، وأصله «ما» وصلت باللّام.
والتعلّق: التمسّك، والتشبّث.
وقوله: (ألا يكفّون)؛ الهمزة للاستفهام على سبيل اللؤم والتفريع، ولا للنفي، وفيه تعليم وترغيب على ترك تشهيره بذكر اسمه خصوصاً لفظ الإمام، أو تنبيه على أنّه ليس لهم من التشيّع نصيب إلّا القول، وهو بمجرّده لا ينفعهم.

متن الحديث الثاني والستّين والخمسمائة

۰.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ ذَرِيحٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ :
«لَمَّا خَرَجَتْ قُرَيْشٌ إِلى‏ بَدْرٍ ، وَأَخْرَجُوا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مَعَهُمْ ، خَرَجَ طَالِبُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، فَنَزَلَ رُجَّازُهُمْ وَهُمْ يَرْتَجِزُونَ ، وَنَزَلَ طَالِبُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَرْتَجِزُ ، وَيَقُولُ :


يَا رَبِّ ، إِمَّا تُعَزِّزَنْ‏۲بِطَالِبٍ‏فِي مِقْنَبٍ مِنْ هذِهِ الْمَقَانِبِ‏
فِي مِقْنَبِ الْمُغَالِبِ الْمُحَارِبِ‏۳بِجَعْلِهِ الْمَسْلُوبَ غَيْرَ السَّالِبِ‏
وَجَعْلِهِ الْمَغْلُوبَ غَيْرَ الْغَالِبِ‏
فَقَالتْ قُرَيْشٌ : إِنَّ هذَا لَيَغْلِبُنَا ، فَرَدُّوهُ» .
وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرى‏ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام: «أَنَّهُ كَانَ أَسْلَمَ» .

1.. القاموس المحيط، ج ۲، ص ۶۵ (شهر).

2.في الطبعة القديمة: «يغزون».

3.في بعض نسخ الكافي: «المحارب المغالب».

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 68020
صفحه از 568
پرینت  ارسال به