يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ»1؟
فَقَالَ : «كَانُوا أُمَّةً وَاحِدَةً ، فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ لِيَتَّخِذَ عَلَيْهِمُ الْحُجَّةَ» .
شرح
السند حسن.
قوله: (عن قول اللَّه تعالى) في سورة هود عليه السلام: «وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ»؛ مشيّة حتميّة وإرادة جبريّة.
«لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً» مسلمين كلّهم.
قال الجوهري:
الاُمّة: الجماعة. قال الأخفش: هو في اللّفظ واحد، وفي المعنى جمع. والاُمّة: الطريقة، والدِّين. يُقال: فلان لا اُمّة له، أي لا دين له، ولا نحلة. وقوله تعالى: «كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ»۲ قال الأخفش: يريد أهل اُمّة، أي خير أهل دين.۳«وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ».
قال البيضاوي:
أي بعضهم على الحقّ، وبعضهم على الباطل «إِلّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ» إلّا ناساً هداهم اللَّه من فضله، فاتّفقوا على ما هو اُصول دين الحقّ والعمدة فيه «وَ لِذَ لِكَ خَلَقَهُمْ»؛ إن كان الضمير للناس، فالإشارة إلى الاختلاف، واللّام للعاقبة، أو إليه وإلى الرحمة، وإن كان ل «من» فإلى الرحمة.۴(فقال: كانوا اُمّة واحدة) في الباطل، كما قبل نوح وإبراهيم عليهما السلام.
(فبعث اللَّه النبيّين ليتّخذ عليهم الحجّة) فمن تبعهم فهو المرحوم.
والحاصل: أنّهم كانوا جميعاً على الشرك والضلالة، ولو شاء لتركهم كذلك، ولكن أراد أن يتّخذ عليهم الحجّة، فبعث النبيّين.
وقيل: يحتمل أن يكون المراد أنّهم كانوا في زمن آدم عليه السلام في بدو التكليف كلّهم مؤمنين.۵