اتّصاف تلك الشجرة بهذا السلب مستلزم لاتّصافهم به، كما أشار إليه بقوله: (وأنتم على ملّة إبراهيم عليه السلام) وهو لم يكن يهوديّاً ولا نصرانيّاً.۱(وقد قال اللَّه عزّ وجلّ)؛ الواو للحال، أي كيف يجوز ذلك، وقد قال اللَّه - عزّ وجلّ - في سورة آل عمران: «مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلَا نَصْرَانِيّاً» تحقيق وتقرير للسلب المذكور.
«وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً»: مائلاً عن العقائد الباطلة.
«مُسْلِماً»: منقاداً للَّه.
قال البيضاوي:
ليس المراد أنّه كان على ملّة الإسلام، وإلّا لاشترك الإلزام. «وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ»۲ تعريض بأنّهم مشركون لإشراكهم به عزيراً والمسيح، وردّ لادّعاء المشركين أنّهم كانوا على ملّة إبراهيم عليه السلام.۳(مثل أولادكم) إلى آخره، استعارة تمثيليّة، ولا يخفى لطفه، والظاهر أنّ الخطاب لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام.
وقوله: (يكادون أن يتكلّموا) تفسيراً لقوله تعالى: «يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِىءُ»، وضمير الجمع للأولاد.
متن الحديث الرابع والسبعين والخمسمائة
۰.أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ :«سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِى الْآفاقِ وَفِى أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ»۴؟
قَالَ :«نُرِيهِمْ۵ فِي أَنْفُسِهِمُ الْمَسْخَ ، وَنُرِيهِمْ۶ فِي الْآفَاقِ انْتِقَاضَ الْآفَاقِ عَلَيْهِمْ ، فَيَرَوْنَ قُدْرَةَ اللَّهِ
1.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۵۵۰.
2.آل عمران (۳): ۶۷.
3.تفسير البيضاوي، ج ۲، ص ۵۰.
4.فصّلت (۴۱): ۵۳.
5.هكذا في النسخة وبعض نسخ الكافي. وفي كلتا الطبعتين: «يريهم».
6.هكذا في النسخة وبعض نسخ الكافي. وفي كلتا الطبعتين: «ويريهم».