85
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

وعلى هذا لا يرد أنّ غير الشيعة أيضاً قد يتّصف بالحلم والعلم؛ لأنّ ذلك ليس زينة لهم، بل هو كتعليق الجواهر على أعناق الخنازير.۱

متن الحديث الرابع والتسعين والأربعمائة

۰.أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ؛ وَعِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ ، عَنِ الصَّبَّاحِ بْنِ سَيَابَةَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ :
«إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحِبُّكُمْ وَمَا يَدْرِي مَا تَقُولُونَ ، فَيُدْخِلُهُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - الْجَنَّةَ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُبْغِضُكُمْ وَمَا يَدْرِي مَا تَقُولُونَ ، فَيُدْخِلُهُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - النَّارَ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ لَيُمْلِي‏۲ صَحِيفَتُهُ مِنْ غَيْرِ عَمَلٍ» .
قُلْتُ : وَكَيْفَ يَكُونُ ذلِكَ؟
قَالَ : «يَمُرُّ بِالْقَوْمِ يَنَالُونَ مِنَّا ، فَإِذَا رَأَوْهُ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : كُفُّوا ؛ فَإِنَّ هذَا الرَّجُلَ مِنْ شِيعَتِهِمْ ، وَيَمُرُّ بِهِمُ الرَّجُلُ مِنْ شِيعَتِنَا فَيَهْمِزُونَهُ ، وَيَقُولُونَ فِيهِ ، فَيَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِذلِكَ حَسَنَاتٍ حَتّى‏ يَمْلَأَ۳ صَحِيفَتَهُ مِنْ غَيْرِ عَمَلٍ» .

شرح‏

السند مجهول.
قوله عليه السلام: (أنّ الرجل ليحبّكم وما يدري ما تقولون، فيدخله اللَّه الجنّة).
قيل: أي ما يدري ما تقولون بالاستدلال، بل قال به على سبيل التقليد؛ لحسن ظنّه بكم وحبّه لكم. ويمكن حمله على المستضعفين من المخالفين.۴
وقيل: كان المراد أنّ من يحبّ الشيعة للتشيّع أو لا من هذه الحيثيّة ولا يعرف الحقّ والولاية ولا ينكرهما، وهو المراد بقوله: «وما يدري ما يقولون يدخل الجنّة، أمّا الأوّل فلأنّه داخل في المستضعفين من الشيعة، وهم يدخلون الجنّة. وأمّا الثاني فلأنّه داخل في

1.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۴۲.

2.في كلتا الطبعتين: «لتملأ».

3.في كثير من نسخ الكافي: «تملأ».

4.قاله العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۴۱۸.


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
84

وقال الفيروزآبادي: «العضباء: الناقة المشوقة الاُذن، ومن أذان الخيل التي جاوز القطع ربعها».۱
أقول: لمّا كان المراد هنا المقطوعة الاُذن فسّره بقوله: (يعني الجدعاء) لئلّا يتوهّم أنّ المراد مشقوقتها.
قال الجوهري: «الجدع: قطع الأنف، وقطع الاُذن أيضاً، وقطع الشفة واليد. تقول منه: جدعته، فهو أجدع، والاُنثى: جدعاء».۲(فمن أوجس في نفسه) أي أحسّ وأضمر.
(منهنّ) أي من إحداهنّ شيئاً من الخوف والكراهة والشّؤم.

متن الحديث الثالث والتسعين والأربعمائة

۰.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام :
«إِنَّ اللَّهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى‏ - زَيَّنَ شِيعَتَنَا بِالْحِلْمِ ، وَغَشَّاهُمْ بِالْعِلْمِ ؛ لِعِلْمِهِ بِهِمْ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ عليه السلام» .

شرح‏

السند ضعيف.
قوله: (وغشّاهم) أي غطّاهم (بالعلم؛ لعلمه بهم) أي بمآل حالهم، وأنّهم يصيرون من شيعة الأئمّة من أهل البيت عليهم السلام ومواليهم.
(قبل أن يخلق آدم عليه السلام).
يحتمل تعلّقه بالعلم، أو به وبالتزيّن على التنازع.
قيل: لعلّ المراد أنّ الشيعة لمّا كانوا في العلم الأزلي من خواصّه وأوليائه، وكانت قلوبهم صافية بنور اللَّه، جعل العلم والحلم زينة لهم، كالحلي واللّباس الفاخرة للصور الحسنة،

1.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۱۰۵ (عضب).

2.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۱۱۹۳ (جدع) مع التلخيص.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 68015
صفحه از 568
پرینت  ارسال به