103
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج1

الكتاب ليست في المستوى بحيث يمكن الاعتماد عليها ، ويراه مزيجاً من الصحيح والضعيف ، ولذلك فهو يدعو قرّاء الكتاب إلى توخّي الدقّة فيه . ۱
ونُحيل القارئ الكريم إلى الهامش لكي يرى نماذج من أخبار الكتاب الضعيفة أو التي انفرد المؤلّف بنقلها . ۲

ثالثاً: المصادر المعاصرة

تبلغ المصادر المؤلّفة بعد القرنين التاسع والعاشر الهجريّين من الكثرة بحيث لا يمكن استعراضها أجمع . ولكن يمكن القول بشكل عام إنّ قيمة هذه الكتب ، تتبع قيمة المصادر التي استندت إليها .
وبعبارة اُخرى : كلّما كانت الكتب المتأخّرة والمعاصرة مستندة في رواياتها إلى كتب أقدم وأكثر قيمة ، وتحرّت الدقّة في نقلها ، والتزمت بالأمانة ، فإنّها ستكون صالحة للاعتماد بصورة أكبر .
ولذلك فإنّ الكتب الكبيرة ؛ مثل بحار الأنوار ، والكتب التي يكثر الرجوع إليها ، مثل إبصار العين ونفس المهموم ومنتهى الآمال ، لا يمكن تصنيفها من خلال نظرة كلّية وعامّة ضمن إحدى المجموعتين السابقتين ، وكذلك لا يمكن اعتبار كتاب مثل الكبريت الأحمر معتبراً أو غير معتبر ، رغم كون مؤلّفه عالماً ، وهو محمّد باقر البيرجندي (1276 ـ 1352 هـ . ق) الذي جمع كتابه بعد تتبّع كثير ؛ ذلك لأنّ بعض مصادره معتبر وبعضها ضعيف ، ورغم أنّ المؤلّف عمد أحياناً إلى نقد بعض الروايات ، إلّا أنّ النقل من الكتب الضعيفة

1.. تحقيق در باره أوّل أربعين حضرت سيّد الشهداء عليه السلام «بالفارسية» : ص ۳۸۲.

2.. راجع : معالي السبطين : ج ۱ ص ۲۵۴ (أنّ الإمام الحسين عليه السلام أشرف على الموت ثلاث مرّات عندما رأى توجّه عليّ الأكبر إلى ساحة المعركة! ، أو أنّ عمّات عليّ الأكبر وأخواته منعنه من الخروج إلى ساحة القتال! أو أنّ السيّدة زينب ألقت بنفسها على جسد عليّ الأكبر قبل مجيء الإمام ؛ لأنّها كانت تعلم أنّه إذا رأى ابنه مقتولاً فسوف تفارق روحه جسمه) وص ۲۵۵ (خروج ليلى من الخيمة حاسرة الرأس بعد شهادة علي الأكبر) و ج ۲ ص ۲۴ وغير ذلك ... .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج1
102

الكتاب عدد منها ، وليس لهذه الأخبار سند تاريخي ولا توجد قرائن اُخرى إلى جانبها ، ولذلك ليست روايات الكتاب كلّها موثوقاً بها . ويمكن ملاحظة نماذج الروايات التي انفرد بها والفاقدة للمؤيّدات في صفحات عديدة من هذا الكتاب . والجدير بالذكر هو أنّ بعض هذه الأخبار ليس محالاً أو خارقا للعادة ، إلّا أنّها لا تتمتّع بسند ومصدر صالح للاعتماد . ۱

10 . معالي السبطين

لمحمّد مهدي الحائري المازندراني (ت 1385 هـ . ق) ، من مؤلّفي القرن الرابع عشر ، وله كتابان آخران حول أهل البيت عليهم السلام أيضا ، أحدهما باسم شجرة طوبى، والآخر الكوكب الدرّي في أحوال النبيّ والبتول والوصيّ .
تعرّض الحائريّ المازندرانيّ في كتابه معالي السبطين إلى ترجمة الإمام الحسن عليه السلام بشكل مختصر ، وتطرّق في بقيّة الكتاب إلى الإمام الحسين عليه السلام . وقد مزج مواضيع الكتاب بالقصص والشعر ، وقدّمها على شكل مواضيع تناسب مجالس العزاء . وهو ينقل المواضيع التاريخيّة والحديثيّة ومواضيع مختلفة بحيث يهيّئ الأرضيّة المناسبة لرواية المقتل وأحداث عاشوراء ، ولم يتجنّب في هذا المجال نقل المواضيع الضعيفة والاستناد إلى الكتب والمصادر غير الصالحة للاعتماد ؛ مثل روضة الشهداء ، وأسرار الشهادات ، ومنتخب الطريحيّ وغيرها . ۲
ويرى الشهيد القاضي الطباطبائي ـ الذي كان يعرف المؤلّف ويراسله ـ أنّ محتويات

1.. راجع : تذكرة الشهداء : ص ۲۱۸ و ۲۲۲ (إصابة الطفل الرضيع بسهم مسموم ذي ثلاث شعب ، في حلقه) و ص ۲۷۰ ، (امتناع الفرس من الذهاب نحو مصرع أبي الفضل العبّاس) و ص ۲۹۶ ـ ۲۹۹ ، (بداية الحرب في اليوم الثالث من محرم) و ص ۳۲۵ و ۴۴۳ (الإتيان بالهدايا لابنة الإمام الحسين عليه السلام واُمّ البنين) و ص ۳۶۵ (خروج الصوت من النحر) و ص ۲۴ و ۵۶ او ۴۱۱ و ... .

2.. لملاحظة بعض المطالب الضعيفة لهذا الكتاب ونقدها راجع : عاشورا ـ عزاداري ـ تحريفات «بالفارسية» : ص۳۸۸ و۳۹۳ و ۴۰۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 243575
الصفحه من 426
طباعه  ارسل الي