۱۳۴۰.أنساب الأشراف :ولَمّا كَتَبَ أهلُ الكوفَةِ إلَى الحُسَينِ عليه السلام بِما كَتَبوا بِهِ ، فَاستَخَفّوهُ لِلشُّخوصِ ، جاءَهُ عُمَرُ بنُ عَبدِ الرَّحمنِ بنِ الحارِثِ بنِ هِشامٍ المَخزومِيُّ بِمَكَّةَ ، فَقالَ لَهُ : بَلَغَني أنَّكَ تُريدُ العِراقَ ، وأنَا مُشفِقٌ عَلَيكَ مِن مَسيرِكَ ، لِأَنَّكَ تَأتي بَلَدا فيهِ عُمّالُهُ واُمَراؤُهُ ، ومَعَهُم بُيوتُ الأَموالِ ، وِإنّما النّاسُ عَبيدُ الدّينارِ وَالدِّرهَمِ ، فَلا آمَنُ عَلَيكَ أن يُقاتِلَكَ مَن وَعَدَكَ نَصرَهُ ، ومَن أنتَ أحَبُّ إلَيهِ مِمَّن يُقاتِلُكَ مَعَهُ .
فَقالَ لَهُ : قَد نَصَحتَ ، ويَقضِي اللّه ُ . ۱
۱۳۴۱.الفتوح :إنَّهُ [أيِ الحُسينَ عليه السلام ] عَزَمَ عَلَى المَسيرِ إلَى العِراقِ ، فَدَخَلَ عَلَيهِ عُمَرُ بنُ عَبدِ الرَّحمنِ بنِ الحارِثِ بنِ هِشامٍ المَخزومِيُّ ، فَقالَ : يَابنَ بِنتِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، إنّي أتَيتُ إلَيكَ بِحاجَةٍ اُريدُ أن أذكُرَها لَكَ ، فَأَنَا غَيرُ غَاشٍّ لَكَ فيها ، فَهَل لَكَ أن تَسمَعَها ؟
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : هاتِ ، فَوَاللّه ما أنتَ عِندي بِمُسيءِ الرَّأيِ ، فَقُل ما أحبَبتَ .
فَقالَ : قَد بَلَغَني أنَّكَ تُريدُ العِراقَ ، وإنّي مُشفِقٌ عَلَيكَ مِن ذلِكَ ؛ إنَّكَ تَرِدُ إلى قَومٍ فيهِمُ الاُمَراءُ ، وَمَعهُم بُيوتُ الأَموالِ ، ولا آمَنُ عَلَيكَ أن يُقاتِلَكَ مَن أنتَ أحَبُّ إلَيهِ مِن أبيهِ واُمِّهِ ، مَيلاً إلَى الدُّنيا وَالدِّرهَمِ ، فَاتَّقِ اللّه َ ولا تَخرُج مِن هذَا الحَرَمِ .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : جَزاكَ اللّه ُ خَيرا يَابن عَمِّ ! فَقَد عَلِمتُ أنَّكَ أمَرتَ بِنُصحٍ ، ومَهما يَقضِ اللّه ُ مِن أمرٍ فَهُوَ كائِنٌ ، أخَذتُ بِرَأيِكَ أم تَركتُهُ .
قالَ : فَانصَرَفَ عَنهُ عُمَرُ بنُ عَبدِ الرَّحمنِ وهُوَ يَقولُ :
رُبَّ مُستَنصَحٍ سَيُعصى ويُؤذىوظَنينٍ۲
بِالغَيبِ يُلفى نَصيحا۳