اُدعوا لي عُمَرَ ، فَدُعِيَ لَهُ ، وكانَ كارِها لا يُحِبُّ أن يَأتِيَهُ ، فَقالَ : يا عُمَرُ ، أنتَ تَقتُلُني وتَزعُمُ أن يُوَلِّيَكَ الدَّعِيُّ بنُ الدَّعِيِّ بِلادَ الرَّيِّ وجُرجانَ ؟ وَاللّهِ ، لا تَتَهَنَّأُ بِذلِكَ أبدَا ، عَهدٌ مَعهودٌ ، فَاصنَع ما أنتَ صانِعٌ ؛ فَإِنَّكَ لا تَفرَحُ بَعدي بِدُنيا ولا آخِرَةٍ ، وكَأَنّي بِرَأسِكَ عَلى قَصَبَةٍ قَد نُصِبَ بِالكوفَةِ ، يَتَراماهُ الصِّبيانُ ، ويَتَّخِذونَهُ غَرَضا ۱ بَينَهُم .
فَغَضِبَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ مِن كَلامِهِ ، ثُمَّ صَرَفَ وَجهَهُ عَنهُ ، ونادى بِأَصحابِهِ : ما تَنتَظِرونَ ۲ بِهِ ؟ اِحمِلوا بِأَجمَعِكُم ، إنَّما هِيَ اُكلَةٌ واحِدَةٌ . ۳
۱۶۳۳.إثبات الوصيّة :أمَرَ [الحُسَينُ عليه السلام ] أصحابَهُ بِالقِتالِ ، فَقالَ عُمَرُ بنُ سَعدِ بنِ أبي وَقّاصٍ لَعَنَهُ اللّهُ : يا أبا عَبدِ اللّهِ ، لِمَ لا تَنزِلُ عَلى حُكمِ الأَميرِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيادٍ ؟
فَقالَ لَهُ : يا شَقِيُّ ! إنَّكَ لا تَأكُلُ مِن بُرِّ العِراقِ بَعدي إلّا قَليلاً ، فَشَأنَكَ ومَا اختَرتَهُ لِنَفسِكَ . ۴
2 / 7
بَدءُ القِتالِ ودَعوَةُ الإِمامِ عليه السلام أصحابَهُ بِالصَّبرِ وَالجِهادِ
۱۶۳۴.الإرشاد :ونادى عُمَرُ بنُ سَعدٍ : يا ذُوَيدُ ، أدنِ رايَتَكَ ، فَأَدناها، ثُمَّ وَضَعَ سَهمَهُ في كَبِدِ قَوسِهِ ، ثُمَّ رَمى ، وقالَ : اِشهَدوا أنّي أوَّلُ مَن رَمى ! ثُمَّ ارتَمَى النّاسُ وتَبارَزوا . ۵
1.الغَرَض : هَدَفٌ يُرمى فيه (القاموس المحيط : ج ۲ ص ۳۳۸ «غرض») .
2.في المصدر : «تنظرون» ، وما في المتن أثبتناه من المصادر الاُخرى .
3.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۸ ؛ الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۱۹ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۰ .
4.إثبات الوصيّة : ص ۱۷۷ .
5.الإرشاد : ج ۲ ص ۱۰۱ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۶۱ و ليس فيه صدره إلى «قوسه» ؛ أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۹۸ ، تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۲۹ عن حميد بن مسلم ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۴ نحوه .