131
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4

2 / 8

شِعارُ الإمام الحُسَينِ عليه السلام فِي القِتالِ

۱۶۴۳.الكافي عن معاوية بن عمّار عن أبي عبد اللّه [الصادق] عليه السلام :شِعارُنا : «يا مُحَمَّدُ ، يا مُحَمَّدُ» ، وشِعارُنا يَومَ بَدرٍ : «يا نَصرَ اللّهِ اقتَرِب اقتَرِب» ، وشِعارُ المُسلِمينَ يَومَ اُحُدٍ : «يا نَصرَ اللّهِ اقتَرِب» . . . وشِعارُ الحُسَينِ عليه السلام : «يا مُحَمَّدُ» وشِعارُنا : «يا مُحَمَّدُ» . ۱

2 / 9

التَّسابُقُ إلَى القِتالِ وَالتَّنافُسُ فيهِ

۱۶۴۴.تاريخ الطبري عن محمّد بن قيس :لَمّا رَأى أصحابُ الحُسَينِ عليه السلام أنَّهُم قَد كُثِروا ، وأنَّهُم لا يَقدِرونَ عَلى أن يَمنَعوا حُسَينا عليه السلام ولا أنفُسَهُم ، تَنافَسوا في أن يُقتَلوا بَينَ يَدَيهِ . ۲

۱۶۴۵.الملهوف :جَعَلَ أصحابُ الحُسَينِ عليه السلام يُسارِعونَ إلَى القَتلِ ۳ بَينَ يَدَيهِ ، وكانوا كَما قيلَ فيهِم :


قَومٌ إذا نودوا لِدَفعِ مُلِمَّةٍوَالخَيلُ بَينَ مُدَعَّسٍ۴ومُكَردَسِ۵
لَبِسُوا القُلوبَ عَلَى الدُّروعِ كَأَنَّهُميَتَهافَتونَ إلى ذَهابِ الأَنفُسِ۶

۱۶۴۶.مثير الأحزان :كانَ أصحابُ الحُسَينِ عليه السلام يَتَسابَقونَ إلَى القِتالِ بَينَ يَدَيهِ ، وكانوا كَما قُلتُ شِعري هذا في قُوَّتِهِم عَلَى المِصاعِ ۷ ، وَالذَّبِّ عَنِ السِّبطِ وَالدِّفاعِ :
إذَا اعتَلَفوا سُمرَ الرِّماحِ وتَمَّموااُسودُ الشَّرى۸فَرَّت مِنَ الخَوفِ وَالذَّعرِ
كُماةُ۹رَحَى الحَربِ العَوانِ۱۰وإن سَطَوافَأَقرانُهُم يَومَ الكَريهَةِ في خَسرِ
إذا أثبَتوا في مَأزَقِ الحَربِ أرجُلاًفَمَوعِدُهُم مِنهُ إلى مُلتَقَى الحَشرِ
قُلوبُهُم فَوقَ الدُّروعِ وهَمُّهُمذَهابُ النُّفوسِ السّائِلاتِ عَلَى البَثرِ۱۱

1.الكافي : ج ۵ ص ۴۷ ح ۱ ، بحار الأنوار : ج ۱۹ ص ۱۶۳ ح ۱ .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۴۲ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۸ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۰۴ نحوه ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۸۴ .

3.وفي الطبعة المعتمدة : ص ۱۶۶ «يقاتلون» بدل «يسارعون إلى القتل» .

4.الدعسُ : الطعن بالرمح ، مُدَعَّس : أي مطعون (تاج العروس : ج ۸ ص ۲۸۶ «دعس») .

5.المكردَسُ : الذي جُمعت يداه ورجلاه واُلقي إلى موضع (النهاية : ج ۴ ص ۱۶۲ «كردس») .

6.الملهوف (طبعة أنوار الهدى) : ص ۶۶ ، عمدة الطالب : ص ۳۵۷ وفيه الأبيات فقط وفيه «فاقبلوا» بدل «كأنّهم» .

7.المَصْعُ : الضرب بالسيف (الصحاح : ج ۳ ص ۱۲۸۵ «مصع») .

8.الشَّرى : مَوضِعٌ تُنسَب إليه الاُسد . يقال للشُّجعان : ما هُم إلّا اُسودُ الشَّرى (لسان العرب : ج ۱۴ ص ۴۳۱ «شرى») .

9.الكَمِيّ : الشجاع المتكَمّي في سلاحه ؛ لأنّه كمى نفسه ـ أي سَتَرها ـ بالدرع والبَيضة ، والجمع : الكُماة (لسان العرب : ج ۱۵ ص ۲۳۲ «كمى») .

10.حربٌ عَوان : قوتِلَ فيها مرّة [بعدَ اُخرى] ، أي المتردّدة (لسان العرب : ج ۱۳ ص ۲۹۹ «عون») .

11.مثير الأحزان : ص ۶۷ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
130

العالم ، ولتسليط الضوء على هذا الموضوع نقول : إنّ كلّ ظاهرة في نظام الخلق لها سبب خاصّ ولا تتحقّق إلّا من خلاله، ولكنّ تأثير الأسباب في المسبّبات يتوقّف على الإذن الإلهي، بمعنى أنّ النار لا تُحرق إلّا بمشيئة اللّه ، كما حدث لإبراهيم عليه السلام عندما لم تحرقه نار نمرود، كما أنّ السكّين لا تقطع ما لم يشأ اللّه ، كما حدث لسكّين إبراهيم عليه السلام عندما لم تقطع نحر إسماعيل عليه السلام ، وهذا هو معنى التوحيد الأفعالي .
وعلى هذا الأساس، فإنّ حرّية الإنسان تقتضي إمكان اجتماع الإذن التكويني الإلهي، ونهيه التشريعي، وإلّا ففي غير هذه الحالة سوف لا تمكن معارضة النهي التشريعي، وهذا لا يعني شيئاً سوى عدم حرّية الإنسان في اختيار طريق السعادة، أو الشقاء .
وبناءً على ذلك فإنّ ما قاله الإمام الحسين عليه السلام بشأن إذن اللّه تعالى في قتله هو وأصحابه، إشارة إلى الآية الكريمة : «مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَ مَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَ اللَّهُ بِكُلِّ شَىْ ءٍ عَلِيمٌ» ، ۱ والمراد منه الإذن التكويني الإلهي في حادثة كربلاء الدامية .
وهكذا، فإنّ الإمام عليه السلام أراد من خلال هذا الكلام أن يقول لأصحابه : إنّ التقدير الإلهي الحكيم يقضي بأن نستشهد كلّنا اليوم في سبيل أداء المسؤولية، ولذلك فإنّ علينا أن نصبر في هذه المصيبة، ونستسلم للتقدير الإلهي ونرضى بقضاء اللّه سبحانه و تعالى .

1.التغابن :۱۱

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 142558
الصفحه من 444
طباعه  ارسل الي