27
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4

اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : أيُّهَا النّاسُ ! إنَّكُم قَد بَلَوتُم آلَ سُفيانَ فَوَجَدتُموهُم عَلى ما تُحِبّونَ ، وهذا يَزيدُ قَد عَرَفتُموهُ أنَّهُ حَسَنُ السّيرَةِ ، مَحمودُ الطَّريقَةِ ، مُحسِنٌ إلَى الرَّعِيَّةِ ، مُتَعاهِدُ الثُّغورِ ، يُعطِي العَطاءَ في حَقِّهِ ، حَتّى أنَّهُ كانَ أبوهُ كَذلِكَ ، وقَد زادَ أميرُ المُؤمِنينَ في إكرامِكُم ، وكَتَبَ إلَيَّ يَزيدُ بنُ مُعاوِيَةَ بِأَربَعَةِ آلافِ دينارٍ ومِئَتَي ألفِ دِرهَمٍ ، أفرُقُها عَلَيكُم ، واُخرِجُكُم إلى حَربِ عَدُوِّهِ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ ، فَاسمَعوا لَهُ وأطيعوا ، وَالسَّلامُ .
قالَ : ثُمَّ نَزَلَ عَنِ المِنبَرِ ، ووَضَعَ لِأَهلِ الشّامِ ۱ العَطاءَ فَأَعطاهُم ، ونادى فيهِم بِالخُروجِ إلى عُمَرَ بنِ سَعدٍ ؛ لِيَكونوا أعوانا لَهُ عَلى قِتالِ الحُسَينِ عليه السلام .
قالَ : فَأَوَّلُ مَن خَرَجَ إلى عُمَرَ بنِ سَعدٍ الشِّمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ السَّلولِيُّ ـ لَعَنَهُ اللّهُ ـ في أربَعَةِ آلافِ فارِسٍ ، فَصارَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ في تِسعَةِ آلافٍ ، ثُمَّ أتبَعَهُ زَيدُ بنُ رَكّابٍ الكَلبِيُّ في ألفَينِ ، وَالحُصَينُ بنُ نُمَيرٍ السَّكونِيُّ في أربَعَةِ آلافٍ ، وَالمصابُ الماري في ثَلاثَةِ آلافٍ ، ونَصرُ بنُ حَربَةَ في ألفَينِ ، فَتَمَّ لَهُ عِشرونَ ألفا ، ثُمَّ بَعَثَ ابنُ زِيادٍ إلى شَبَثِ بنِ رِبعِيٍّ الرِّياحِيِّ رَجُلاً ، وسَأَلَ أن يُوَجِّهَ إلى عُمَرَ بنِ سَعدٍ ، فَاعتَلَّ بِمَرَضٍ ، فَقالَ لَهُ ابنُ زِيادٍ : أتَتَمارَضُ ؟ ! إن كُنتَ في طاعَتِنا فَاخرُج إلى قِتالِ عَدُوِّنا ، فَخَرَجَ إلى عُمَرَ بنِ سَعدٍ في ألفِ فارِسٍ بَعدَ أن أكرَمَهُ ابنُ زِيادٍ وأعطاهُ وحَباهُ ، وأتبَعَهُ بِحَجّارِ بنِ أبجَرَ في ألفِ فارسٍ ، فَصارَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ فِي اثنَينِ وعِشرينَ ألفا ما بَينَ فارِسٍ وراجِلٍ .
ثُمَّ كَتَبَ ابنُ زِيادٍ إلى عُمَرَ بنِ سَعدٍ : إنّي لَم أجعَل لَكَ عِلَّةً في قِتالِ الحُسَينِ مِن كَثرَةِ الخَيلِ وَالرِّجالِ ، فَانظُر أن لا تَبدَأَ أمرا حَتّى تُشاوِرَني غُدُوّا وعَشِيّا مَعَ كُلِّ غادٍ ورائِحٍ ، وَالسَّلامُ .

1.في مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : «لأهل الرياسة» ، والظاهر أنّه الصحيح .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
26

فَقالَ لَهُ الهَمدانِيُّ : لَو كُنتَ مُسلِما كَما تَقولُ لَما خَرَجتَ إلى عِترَةِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله تُريدُ قَتلَهُم ! وبَعدُ ، فَهذا ماءُ الفُراتِ يَشرَبُ مِنهُ كِلابُ السَّوادِ وخَنازيرُها ، وهذَا الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام وإخوَتُهُ ونِساؤُهُ وأهلُ بَيتِهِ يَموتونَ عَطَشا ، قَد حُلتَ بَينَهُم وبَينَ ماءِ الفُراتِ أن يَشرَبوهُ وتَزعُمُ أنَّكَ تَعرِفُ اللّهَ ورَسولَهُ ؟!
فَأَطرَقَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ ، ثُمَّ قالَ : وَاللّهِ يا أخا هَمدانَ ، إنّي لَأَعلَمُ حُرمَةَ أذاهُم ولكِن :


دَعاني عُبَيدُ اللّهِ مِن دونِ قَومِهِإلى خِطَّةٍ فيها خَرَجتُ لِحيني
فَوَاللّهِ ما أدري وإنّي لَواقِفٌعَلى خَطَرٍ لا أرتَضيهِ ومَيني۱
أأترُكُ مُلكَ الرَّيِّ وَالرَّيُّ رَغبَةٌأمَ ارجِعُ مَطلوبا بِقَتلِ حُسَينِ
وفي قَتلِهِ النّارُ الَّتي لَيسَ دونَهاحِجابٌ ومُلكُ الرَّيِّ قُرَّةُ عَيني
يا أخا هَمدانَ ! ما أجِدُ نَفسي تُجيبُني إلى تَركِ الرَّيِّ لِغَيري .
فَرَجَعَ يَزيدُ بنُ حُصَينِ الهَمدانِيُّ ، فَقالَ لِلحُسَينِ عليه السلام : يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، إنَّ عُمَرَ بنَ سَعدٍ قَد رَضِيَ أن يَقتُلَكَ بِوِلايَةِ الرَّيِّ! ۲

راجع : ص 44 (منع الماء عن الإمام عليه السلام وأصحابه في السابع من المحرّم) .

1 / 5

جُهودُ ابنِ زِيادٍ لِتَسييرِ الجَيشِ إلى كَربَلاءَ

۱۵۳۰.الفتوح :جَمَعَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيادٍ النّاسَ إلى مَسجِدِ الكوفَةِ ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَعِدَ المِنبَرَ ، فَحَمِدَ

1.المَيْنُ : الكَذِب (الصحاح : ج ۶ ص ۲۲۱۰ «مين») .

2.مطالب السؤول : ص ۷۵ ، الفصول المهمّة : ص ۱۸۹ نحوه ؛ كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۵۹ وراجع : المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۸ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 143828
الصفحه من 444
طباعه  ارسل الي