53
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4

فَأَمَرَ كاتِبَهُ ، فَكَتَبَ لَهُم أمانا ، فَبَعَثَ بِهِ عَبدُ اللّهِ بنُ أبِي المُحِلِّ مَعَ مَولىً لَهُ يُقالُ لَهُ : كُزمانُ ، فَلَمّا قَدِمَ عَلَيهِم دَعاهُم ، فَقالَ : هذا أمانٌ بَعَثَ بِهِ خالُكُم ، فَقالَ لَهُ الفِتيَةُ : أقرِئ خالَنَا السَّلامَ ، وقُل لَهُ : أن لا حاجَةَ لَنا في أمانِكُم ، أمانُ اللّهِ خَيرٌ مِن أمانِ ابنِ سُمَيَّةَ .
قالَ : فَأَقبَلَ شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ بِكِتابِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيادٍ إلى عُمَرَ بنِ سَعدٍ : فَلَمّا قَدِمَ بِهِ عَلَيهِ فَقَرَأَهُ قالَ لَهُ عُمَرُ : ما لَكَ وَيلَكَ ! لا قَرَّبَ اللّهُ دارَكَ ، وقَبَّحَ اللّهُ ما قَدِمتَ بِهِ عَلَيَّ ! وَاللّهِ إنّي لَأَظُنُّكَ أنتَ ثَنَيتَهُ أن يَقبَلَ ما كَتَبتُ بِهِ إلَيهِ ، أفسَدتَ عَلَينا أمرا كُنّا رَجَونا أن يَصلُحَ ، لا يَستَسلِمُ ـ وَاللّهِ ـ حُسَينٌ ، إنَّ نَفسا أبِيَّةً لَبَينَ جَنبَيهِ .
فَقالَ لَهُ شِمرٌ : أخبِرني ما أنتَ صانِعٌ ؟ أتَمضي لِأَمرِ أميرِكَ وتَقتُلُ عَدُوَّهُ ، وإلاّ فَخَلِّ بَيني وبَينَ الجُندِ وَالعَسكَرِ .
قالَ : لا ، ولا كَرامَةَ لَكَ ، وأنَا أتَوَلّى ذلِكَ ، قالَ : فَدونَكَ ، وكُن أنتَ عَلَى الرِّجالِ ، قالَ : فَنَهَضَ إلَيهِ عَشِيَّةَ الخَميسِ لِتِسعٍ مَضَينَ مِنَ المُحَرَّمِ ، قالَ : وجاءَ شِمرٌ حَتّى وَقَفَ عَلى أصحابِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَقالَ : أينَ بَنو اُختِنا ؟ فَخَرَجَ إلَيهِ العَبّاسُ وجَعفَرٌ وعُثمانُ بَنو عَلِيٍّ عليه السلام ، فَقالوا لَهُ : ما لَكَ وما تُريدُ ؟ قالَ : أنتُم يا بَني اُختي آمِنونَ . قالَ لَهُ الفِتيَةُ : لَعَنَكَ اللّهُ ولَعَنَ أمانَكَ ! لَئِن كُنتَ خالَنا أتُؤمِنُنا وَابنُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله لا أمانَ لَهُ ؟! ۱

۱۵۶۹.أنساب الأشراف :وَقَفَ شِمرٌ فَقالَ : أينَ بَنو اُختِنا ؟ يَعني : العَبّاسَ وعَبدَ اللّهِ وجَعفَرا وعُثمانَ بَني عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام ، واُمُّهُم اُمُّ البَنينَ بِنتُ حِزامِ بنِ رَبيعَةَ الكِلابِيِّ

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۱۵ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۵۸ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۷۵ كلاهما نحوه ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۸۹ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۵۴ نحوه وليس فيهما صدره إلى «ابن سُميّة» ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۹۰ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
52

1 / 14

يَومَ حوصِرَ فيهِ الحُسَينُ عليه السلام وأصحابُهُ

۱۵۶۷.الكافي عن عبد الملك :سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام عَن صَومِ تاسوعا وعاشورا مِن شَهرِ المُحَرَّمِ ؟
فَقالَ : تاسوعا يَومٌ حوصِرَ فيهِ الحُسَينُ عليه السلام وأصحابُهُ رَضِيَ اللّهُ عَنهُم بِكَربَلاءَ ، وَاجتَمَعَ عَلَيهِ خَيلُ أهلِ الشّامِ وأناخوا عَلَيهِ ، وفَرِحَ ابنُ مَرجانَةَ وعُمَرُ بنُ سَعدٍ بِتَوافُرِ الخَيلِ وكَثرَتِها ، وَاستَضعَفوا فيهِ الحُسَينَ عليه السلام وأصحابَهُ رَضِيَ اللّهُ عَنهُم ، وأيقَنوا أن لا يَأتِيَ الحُسَينَ عليه السلام ناصِرٌ ولا يُمِدُّهُ أهلُ العِراقِ ، بِأَبِي المُستَضعَفُ الغَريبُ .
ثُمَّ قالَ : وأمّا يَومُ عاشورا فَيَومٌ اُصيبَ فِيهِ الحُسَينُ عليه السلام صَريعا بَينَ أصحابِهِ ، وأصحابُهُ صَرعى حَولَهُ عُراةً ، أفَصَومٌ يَكونُ في ذلِكَ اليَومِ ؟! كَلّا ورَبِّ البَيتِ الحَرامِ ۱ .

1 / 15

حيلَةُ الشِّمرِ لِلتَّفريقِ بَينَ الإِمامِ عليه السلام وأخيهِ العَبّاسِ

۱۵۶۸.تاريخ الطبري عن عبد اللّه بن شريك العامريّ :لَمّا قَبَضَ شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ الكِتابَ قامَ هُوَ وعَبدُ اللّهِ بنُ أبِي المُحِلِّ ـ وكانَت عَمَّتُهُ اُمُّ البَنينَ ابنَةُ حِزامٍ عِندَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام ، فَوَلَدَت لَهُ العَبّاسَ وعَبدَ اللّهِ وجَعفَرا وعُثمانَ ـ فَقالَ عَبدُ اللّهِ بنُ أبِي المُحِلِّ بنِ حِزامِ بنِ خالِدِ بنِ رَبيعَةَ بنِ الوَحيدِ بنِ كَعبِ بنِ عامِرِ بنِ كِلابٍ : أصلَحَ اللّهُ الأَميرَ ! إنَّ بَني اُختِنا مَعَ الحُسَينِ ، فَإِن رَأَيتَ أن تَكتُبَ لَهُم أمانا فَعَلتَ ، قالَ : نَعَم ونَعمَةَ عَينٍ .

1.الكافي : ج ۴ ص ۱۴۷ ح ۷ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۹۵ ح ۴۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 143807
الصفحه من 444
طباعه  ارسل الي