143
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج5

موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج5
142

۲۲۷۵.مثير الأحزان :لَمّا قارَبوا [أي حَمَلَةُ رُؤوسِ الحُسَينِ عليه السلام وأصحابِهِ] الكوفَةَ ، كانَ عُبَيدُ اللّه ِ بنُ زِيادٍ بِالنُّخَيلَةِ وهِيَ العَبّاسِيَّةُ ، ودَخَلَ لَيلاً ... وَاجتَمَعَ النّاسُ لِلنَّظَرِ إلى سَبيِ آلِ الرَّسولِ وقُرَّةِ عَينِ البَتولِ ، فَأَشرَفَتِ امرَأَةٌ مِنَ الكوفَةِ .
وقالَت : مِن أيِّ الاُسارى أنتُنَّ ؟ فَقُلنَ : نَحنُ اُسارى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، فَنَزَلَت وجَمَعَت مُلاءً وإزارا ومَقانِعَ ، وأعطَتهُنَّ فَتَغَطَّينَ . ۱

6 / 4

خُطبَةُ زَينَبَ عليها السلام في أهلِ الكوفَةِ

۲۲۷۶.الأمالي للمفيد عن حذلم بن ستير :رَأَيتُ زَينَبَ بِنتَ عَلِيٍّ عليه السلام ولَم أرَ خَفِرَةً ۲ قَطُّ أنطَقَ مِنها ، كَأَنَّها تُفرِغُ عَن لِسانِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام .
قالَ : وقَد أومَأَت إلَى النّاسِ أنِ اسكُتوا ، فَارتَدَّتِ الأَنفاسُ ، وسَكَتَتِ الأَصواتُ ، فَقالَت : الحَمدُ للّه ِِ وَالصَّلاةُ عَلى أبي رَسولِ اللّه ِ ، أمّا بَعدُ يا أهلَ الكوفَةِ ، ويا أهلَ الخَتلِ ۳ وَالخَذلِ ، فَلا رَقَأَتِ ۴ العَبرَةُ ، ولا هَدَأَتِ الرَّنَّةُ ، فَما مَثَلُكُم إلّا «كَالَّتِى نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَـثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَـنَكُمْ دَخَلَا بَيْنَكُمْ »۵ .
ألا وهَل فيكُم إلَا الصَّلَفُ ۶ النَّطَفُ ۷ ، وَالصَّدَرُ الشَّنَفُ ۸ ، خَوّارونَ فِي اللِّقاءِ ، عاجِزونَ عَنِ الأَعداءِ ، ناكِثونَ لِلبَيعَةِ ، مُضَيِّعونَ لِلذِّمَّةِ ، فَبِئسَ ما قَدَّمَت لَكُم أنفُسُكُم أن سَخِطَ اللّه ُ عَلَيكُم ، وفِي العَذابِ أنتُم خالِدونَ .
أتبكونَ ! إي وَاللّه ِ فَابكوا كَثيرا وَاضحَكوا قَليلاً ، فَلَقَد فُزتُم بِعارِها وشَنارِها ۹ ، ولَن تَغسِلوا دَنَسَها عَنكُم أبَداً . فَسَليلَ خاتَمِ الرِّسالَةِ ، وسَيِّدَ شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ ، ومَلاذَ خِيَرَتِكُم ، ومَفزَعَ نازِلَتِكُم ، وأمارَةَ مَحَجَّتِكُم ، ومَدرَجَةَ حُجَّتِكُم خَذَلتُم ، ولَهُ قَتَلتُم !
ألا ساءَ ما تَزِرونَ ، فَتَعسا ونُكسا ، فَلَقَد خابَ السَّعيُ ، وتَرِبَتِ الأَيدي ۱۰ ، وخَسِرَتِ الصَّفقَةُ ، وبُؤتُم بِغَضَبٍ مِنَ اللّه ِ ، وضُرِبَت عَلَيكُمُ الذِّلَّةُ وَالمَسكَنَةُ .
وَيلَكُم، أتَدرونَ أيَّ كَبِدٍ لِمُحَمَّدٍ فَرَيتُم ۱۱ ؟ وأيَّ دَمٍ لَهُ سَفَكتُم ؟ وأيَّ كَريمَةٍ لَهُ أصَبتُم ؟ «لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَـوَ تُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَ تَنشَقُّ الْأَرْضُ وَ تَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا »۱۲ ، ولَقَد أتَيتُم بِها خَرقاءَ ۱۳ شَوهاءَ ، طِلاعَ ۱۴ الأَرضِ وَالسَّماءِ .
أفَعَجِبتُم أن قَطَرَتِ السَّماءُ دَما ! « وَ لَعَذَابُ الْأَخِرَةِ أَخْزَى » ، فَلا يَستَخِفَّنَّكُمُ المَهَلُ ، فَإِنَّهُ لا يُحَفِّزُهُ ۱۵ البِدار ۱۶ ، ولا يُخافُ عَلَيهِ فَوتُ الثّأرِ ، كَلّا «إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ » . ۱۷
قالَ : ثُمَّ سَكَتَت ، فَرَأَيتُ النّاسَ حَيارى ، قَد رَدّوا أيدِيَهُم في أفواهِهِم ، ورَأَيتُ شَيخا قَد بَكى حَتَّى اخضَلَّت لِحيَتُهُ ، وهُوَ يَقولُ :
كُهولُهُم خَيرُ الكُهولِ ونَسلُهُمإذا عُدَّ نَسلٌ لا يَخيبُ ولا يَخزى۱۸

1.مثير الأحزان : ص ۸۵ .

2.الخَفَرُ : شِدَّةُ الحياء (الصحاح : ج ۲ ص ۶۴۹ «خفر») .

3.خَتَلَهُ : خَدَعَهُ وَرَاوَغَهُ (النهاية : ج ۲ ص ۹ «ختل») .

4.رقأت الدمعة : جفّت وانقطعت (لسان العرب : ج ۱ ص ۸۸ «رقأ») .

5.النحل : ۹۲ .

6.الصلف : التمدّح بما ليس عندك (تاج العروس : ج ۱۲ ص ۳۲۷ «صلف») .

7.النَطَفُ : التَلَطُّخ بالعيب ، وقد نَطِفَ الرجل : إذا اتُّهم بريبة (الصحاح : ج ۴ ص ۱۴۳۴ «نطف») .

8.الشَّنَفُ : البغض والتنكّر (الصحاح : ج ۴ ص ۱۳۸۳ «شنف») .

9.الشَّنَارُ : العيب والعار (الصحاح : ج ۲ ص ۷۰۴ «شنر») .

10.تَرِبَ : خَسِرَ وافتقر . وتَرِبَت يَداه : لا أصابَ خيرا (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۳۹ «ترب») .

11.الفري : القطع (لسان العرب : ج ۱۵ ص ۱۵۳ «فرا») .

12.مريم : ۸۹ و۹۰ .

13.خرقاء : أي حمقاء جاهلة (النهاية : ج ۲ ص ۲۶ «خرق») .

14.طلاع الأرض : ملؤها (الصحاح : ج ۳ ص ۱۲۵۴ «طلع») .

15.الحفز : الحثّ والإعجال (النهاية : ج ۱ ص ۴۰۷ «حَفز») .

16.بَدَرْتُ إلى الشيء : أسرعت إليه (الصحاح : ج ۲ ص ۵۸۶ «بدر») .

17.الفجر : ۱۴ .

18.الأمالي للمفيد : ص ۳۲۱ الرقم ۸ ، الأمالي للطوسي : ص ۹۲ الرقم ۱۴۲ ، الملهوف : ص ۱۹۲ عن بشير بن خزيم الأسدي ، مثير الأحزان : ص ۸۶ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۶۵ الرقم ۸ ؛ الفتوح : ج ۵ ص ۱۲۱ عن خزيمة الأسدي ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۴۰ عن بشير بن حذيم الأسدي وكلّها نحوه .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج5
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
عدد المشاهدين : 156753
الصفحه من 414
طباعه  ارسل الي