فِي المَعادِ عاقِبَةً ، ولَقَدِ اتَّخَذَ اللّهُ الحُجَّةَ ، فَلا يَهلِكُ مَن هَلَكَ إلّا عَن بَيِّنَةٍ ، ولا يَحيا مَن حَيَّ إلّا عَن بَيِّنَةٍ ، وقَد بَلَّغَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله الَّذي اُرسِلَ بِهِ ، فَالزَموا وَصِيَّتَهُ ، وما تَرَكَ فيكُم مِن بَعدِهِ مِنَ الثِّقلَينِ : كِتابَ اللّهِ وأهلَ بَيتِهِ ، اللَّذَينِ لا يَضِلُّ مَن تَمَسَّكَ بِهِما ، ولا يَهتَدي مَن تَرَكَهُما . ۱
۶۳۱۲.الأمالي للطوسي عن معاوية بن وهب :كُنتُ جالِسا عِندَ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عليه السلام ، إذ جاءَ شَيخٌ قَدِ انحَنى مِنَ الكِبَرِ ، فَقالَ : السَّلامُ عَلَيكَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ .
فَقالَ لَهُ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : وعَلَيكَ السَّلامُ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ ، يا شَيخُ ، ادنُ مِنّي . فَدَنا مِنهُ فَقَبَّلَ يَدَهُ فَبَكى ، فَقالَ لَهُ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : وما يُبكيكَ يا شَيخُ ؟ قالَ لَهُ : يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، أنَا مُقيمٌ عَلى رَجاءٍ مِنكُم مُنذُ نَحوٍ مِن مِئَةِ سَنَةٍ ، أقولُ هذِهِ السَّنَةُ وهذَا الشَّهرُ وهذَا اليَومُ ، ولا أراهُ فيكُم ، فَتَلومُني أن أبكِيَ !
قالَ : فَبَكى أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام ثُمَّ قالَ : يا شَيخُ ، إن اُخِّرَت مَنِيَّتُكَ كُنتَ مَعَنا ، وإن عُجِّلَت كُنتَ يَومَ القيِامَةِ مَعَ ثِقلِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَقالَ الشَّيخُ : ما اُبالي ما فاتَني بَعدَ هذا يَابنَ رَسولِ اللّهِ .
فَقالَ لَهُ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : يا شَيخُ ، إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ : «إنّي تارِكٌ فيكُمُ الثِّقلَينِ ، ما إن تَمَسَّكتُم بِهِما لَن تَضِلّوا : كِتابَ اللّهِ المُنزَلَ ، وعِترَتي أهلَ بَيتي» ، تَجيءُ وأنتَ مَعَنا يَومَ القِيامَةِ . ۲
۶۳۱۳.معاني الأخبار عن أبي بصير :قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام : مَن آلُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ؟ قالَ : ذُرِّيَتُهُ .