159
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج6

مراده من أهل البيت في حديث الثّقلين ـ الّذي اعتبرهم فيه عِدلاً للقرآن ـ هو نفس الّذين نزلت آية التطهير بشأنهم .
وعلى هذا فمن الضروري أن نقدّم إيضاحا مختصرا حول آية التطهير لينكشف المراد من أهل البيت في حديث الثّقلين .

أهل البيت عليهم السلام في آية التطهير

نصّ الآية هو هذا :
«إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا» . ۱
الملفت للانتباه أنّ هذه الآية نزلت في أواخر عمر رسول اللّه صلى الله عليه و آله ۲ ، كما صدر حديث الثّقلين منه صلى الله عليه و آله في هذه الفترة أيضا .
نزلت هذه الآية على النبيّ صلى الله عليه و آله في بيت اُمّ سلمة ، ودعا النبيّ عليّا وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام بعد نزولها وألقى عليهم كساءه الخيبري ، وقال :
هؤلاءِ أهلُ بَيتي . ۳
فقالت اُمّ سلمة : ألستُ من أهل البيت يا رسول اللّه ؟

1.الأحزاب : ۳۳ .

2.روي عن الإمام الحسن عليه السلام أنّه بعد أن نزلت آية التطهير كان النبيّ صلى الله عليه و آله يقف على بابهم كلّ يوم عند طلوع الفجر حتّى نهاية عمره الشريف ويقول : «الصلاة يرحمكم اللّه ، «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا» » (الأمالي للطوسي : ص۵۶۵ ح ۱۱۷۴) . ونظرا لأنّ أغلب الروايات ذكرت أنّ مدّة قيام رسول اللّه صلى الله عليه و آله بهذا العمل هي ستّة أشهر (راجع : سنن الترمذي : ج ۵ ص ۳۵۲ ح ۳۲۰۶ و مسند ابن حنبل : ج ۴ ص ۵۱۶ ح ۱۳۷۳۰ و المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص ۱۷۲ ح ۴۷۴۸ و المعجم الكبير : ج ۳ ص ۵۶ ح ۲۶۷۱ و المصنّف لابن أبي شيبة : ج ۷ ص ۵۲۷ ح ۴ و تفسير الطبري : ج ۱۲ الجزء ۲۲ ص ۶) يمكن أن نستنتج أنّ آية التطهير نزلت في أواخر عمر النبيّ صلى الله عليه و آله .

3.سنن الترمذي : ج ۵ ص ۳۵۱ ح ۳۲۰۵ ، مسند ابن حنبل : ج ۱۰ ص ۱۹۷ ح ۲۶۶۵۹ ، المصنّف لابن أبي شيبة : ج ۷ ص ۵۰۱ ح ۴۰ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج6
158

5 . عند العودة من حجّة الوداع وفي غدير خم . ۱
6 . في الخطبة الأخيرة للنبيّ صلى الله عليه و آله وسلم في المدينة . ۲
7 . في بيته ، على فراش المرض وفي آخر لحظات حياته الشريفة . ۳
وقال ابن حجر الهيثمي حول طرق حديث الثّقلين وأهمّية تكراره :
ثمّ اعلم أنّ لحديث التمسّك بذلك طرقاً كثيرة وردت عن نيّف وعشرين صحابيّاً ، ومرّ له طرق مبسوطة . . . وفي بعض تلك الطرق أنّه قال ذلك بحجّة الوداع بعرفة ، وفي اُخرى أنّه قاله بالمدينة في مرضه وقد امتلأت الحجرة بأصحابه ، وفي اُخرى أنّه قال ذلك بغدير خم ، وفي اُخرى أنّه قال [ذلك ]لمّا قام خطيباً بعد انصرافه من الطائف، ۴ كما مرّ ، ولا تنافي ؛ إذ لا مانع من أنّه كرّر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها ؛ اهتماما بشأن الكتاب العزيز والعترة الطاهرة . ۵

خامسا : المُراد من «العترة» و«أهل البيت»

لقد بيّن رسول اللّه صلى الله عليه و آله بنفسه المُراد من عترته وأهل بيته ـ في تفسيره آية التطهير ـ بحيث لم يبقَ أيّ مجال للإبهام والترديد أو التفسير والتأويل ، ولا أحد يشكّ في أنّ

1.راجع : السنن الكبرى للنسائي : ج ۵ ص ۱۳۰ ح ۸۴۶۴ والمستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۱۱۸ ح ۴۵۷۶ و السنن الكبرى : ج۲ ص ۲۱۲ ح ۲۸۵۷ و خصائص أميرالمؤمنين للنسائي : ص ۱۱۲ ح ۷۸ والسيرة النبويّة لابن كثير : ج ۴ ص ۴۱۶ .

2.راجع : الكافي : ج۲ ص۴۱۵ ح۱ وتفسير العيّاشي : ج۱ ص۵ ح۹ وبحار الأنوار : ج۹۲ ص۲۷ ح۲۹.

3.راجع : دعائم الإسلام : ج ۱ ص ۲۸ و مسند زيد : ص ۴۰۴ .

4.لم نجد هذا الموضوع في المصادر ، ولعلّه إشارة إلى قول عبد الرحمن بن عوف : إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال بعد الغارة على الطائف : «أيُّها الناسُ! إنّي فَرَطٌ لَكُم واُوصيكُم بِعِترَتي خَيرا وإنَّ مَوعِدَكُم الحَوض» (راجع : مسند أبي يعلى : ج ۱ ص ۳۹۳ ح ۸۵۶ و المستدرك على الصحيحين : ج ۲ ص ۱۳۱ ح ۲۵۵۹ و المطالب العالية : ج ۴ ص ۵۶ ح ۳۹۴۹ و الأمالي للطوسي : ص ۵۰۴ ح ۱۱۰۴ و المناقب للكوفي : ج ۱ ص ۴۸۸ ح ۳۹۵) .

5.الصواعق المحرقة : ص ۱۵۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج6
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 143559
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي