455
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج6

الدُّموعَ مِن حَماليقِ ۱ عَينَيهِ ويَنفُضُها .
ثُمَّ رَفَعَ الشَّيخُ رَأسَهُ ، فَقالَ لِأَبي جَعفَرٍ عليه السلام : يَا بنَ رَسولِ اللّهِ ، ناوِلني يَدَكَ جَعَلَنِي اللّهُ فِداكَ . فَناوَلَهُ يَدَهُ ، فَقَبَّلَها ووَضَعَها عَلى عَينَيهِ وخَدِّهِ ، ثُمَّ حَسَرَ ۲ عَن بَطنِهِ وصَدرِهِ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلى بَطنِهِ وصَدرِهِ ، ثُمَّ قامَ فَقالَ : السَّلامُ عَلَيكُم .
وأقبَلَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام يَنظُرُ في قَفاهُ وهُوَ مُدبِرٌ ، ثُمَّ أقبَلَ بِوَجهِهِ عَلَى القَومِ فَقالَ : مَن أحَبَّ أن يَنظُرَ إلى رَجُلٍ مِن أهلِ الجَنَّةِ فَليَنظُر إلى هذا .
فَقالَ الحَكَمُ بنُ عُتَيبَةَ : لَم أرَ مَأتَما قَطُّ يُشبِهُ ذلِكَ الَمجلِسَ . ۳

9 / 6 ـ 12

الجَنَّةُ

۷۲۰۰.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي عن حذيفة :رَأَيتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله أخَذَ بِيَدِ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام فَقالَ : أيُّهَا النّاسُ ! جَدُّ الحُسَينِ أكرَمُ عَلَى اللّهِ مِن جَدِّ يوسُفَ بنِ يَعقوبَ ، وإنَّ الحُسَينَ فِي الجَنَّةِ ، وأباهُ فِي الجَنَّةِ ، واُمَّهُ فِي الجَنَّةِ ، وأخاهُ فِي الجَنَّةِ ، ومُحِبَّهُم فِي الجَنَّةِ ، ومُحِبَّ مُحِبِّهِم فِي الجَنَّةِ . ۴

۷۲۰۱.الإمام الصادق عليه السلام :بَينا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله في سَفَرٍ إذ نَزَلَ فَسَجَدَ خَمسَ سَجَداتٍ ، فَلَمّا رَكِبَ قالَ لَهُ بَعضُ أصحابِهِ : رَأَيناكَ يا رَسولَ اللّهِ صَنَعتَ ما لَم تَكُن تَصنَعُهُ !
قالَ : نَعَم ، أتاني جَبرَئيلُ عليه السلام فَبَشَّرَني أنَّ عَلِيّا فِي الجَنَّةِ ، فَسَجَدتُ شُكرا للّهِِ

1.الحماليق : ما يلي المقلة من لحمها ، وقيل : هو ما في المقلة من نواحيها (لسان العرب : ج ۱۰ ص ۶۹ «حملق») .

2.حَسَر : كشف (المصباح المنير : ص ۱۳۵ «حسر») .

3.الكافي : ج ۸ ص ۷۶ ح ۳۰ ، بحار الأنوار : ج ۴۶ ص ۳۶۱ ح ۳ .

4.مقتل الحسين للخوارزمي : ج ۱ ص ۶۷ ، كشف اليقين : ص ۳۲۸ ح ۳۹۰ نحوه .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج6
454

ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ .
ثُمَّ أقبَلَ الشَّيخُ بِوَجهِهِ عَلى أهلِ البَيتِ وقالَ : السَّلامُ عَلَيكُم ، ثُمَّ سَكَتَ ، حَتّى أجابَهُ القَومُ جَميعا ورَدّوا عَلَيهِ السَّلامَ ، ثُمَّ أقبَلَ بِوَجهِهِ عَلى أبي جَعفَرٍ عليه السلام ثُمَّ قالَ : يَا بنَ رَسولِ اللّهِ ، أدنِني مِنكَ جَعَلَنِي اللّهُ فِداكَ ، فَوَاللّهِ إنّي لَاُحِبُّكُم واُحِبُّ مَن يُحِبُّكُم ، ووَاللّهِ ما اُحِبُّكُم واُحِبُّ مَن يُحِبُّكُم لِطَمَعٍ في دُنيا ، وَاللّهِ إنّي لَاُبغِضُ عَدُوَّكُم وأبرَأُ مِنهُ ، ووَاللّهِ ما اُبغِضُهُ وأبرَأُ مِنهُ لِوَترٍ ۱ كانَ بَيني وبَينَهُ ، وَاللّهِ إنّي لَاُحِلُّ حَلالَكُم ، واُحَرِّمُ حَرامَكُم ، وأنتَظِرُ أمَرَكُم ، فَهَل تَرجو لي جَعَلَنِي اللّهُ فِداكَ ؟
فَقالَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام : إلَيَّ إلَيَّ ، حَتّى أقعَدَهُ إلى جَنبِهِ ، ثُمَّ قالَ : أيُّهَا الشَّيخُ ، إنَّ أبي عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليه السلام أتاهُ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَن مِثلِ الَّذي سَأَلتَني عَنهُ ، فَقالَ لَهُ أبي عليه السلام : إن تَمُت تَرِد عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وعَلى عَلِيٍّ وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ وعَلِيِّ بنِ الحُسَينِ ، ويَثلَج قَلبُكَ ، ويَبرُد فُؤادُكَ ، وتَقَرَّ عَينُكَ ، وتُستَقبَل بِالرَّوحِ وَالرَّيحانِ مَعَ الكِرامِ الكاتِبينَ لَو قَد بَلَغَت نَفسُكَ هاهُنا ـ وأهوى بِيَدِهِ إلى حَلقِهِ ـ ، وإن تَعِش تَرَ ما يُقِرُّ اللّهُ به عَينَكَ ، وتَكونُ مَعَنا فِي السَّنامِ الأَعلى .
فَقالَ الشَّيخُ : كَيفَ قُلتَ يا أبا جَعفَرٍ ؟ فَأَعادَ عَلَيهِ الكَلامَ ، فَقالَ الشَّيخُ : اللّهُ أكبَرُ يا أبا جَعفَرٍ ، إن أنَا مُتُّ أرِد عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وعَلى عَلِيٍّ وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ وعَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليهم السلام ، وتَقَرَّ عَيني ، ويَثلَج قَلبي ، ويَبرُد فُؤادي ، واُستَقبَل بِالرَّوحِ وَالرَّيحانِ مَعَ الكِرامِ الكاتِبينَ لَو قَد بَلَغَت نَفسي إلى هاهُنا ، وإن أعِش أرَ ما يُقِرُّ اللّهُ بِهِ عَيني فَأَكونَ مَعَكُم فِيالسَّنامِ الأَعلى !
ثُمَّ أقبَلَ الشَّيخُ يَنتَحِبُ ، يَنشِجُ ها ها ها حَتّى لَصِقَ بِالأَرضِ ، وأقبَلَ أهلُ البَيتِ يَنتَحِبونَ ويَنشِجون لِما يَرَونَ مِن حالِ الشَّيخِ ، وأقبَلَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام يَمسَحُ بِإِصبَعِهِ

1.الوَتْر بالفتح : الذحل وهو الحقد والعداوة (الصحاح : ج ۲ ص ۸۴۲ «وتر») .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج6
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 142489
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي