العِدَد في أسانيد الكافي الشريف للكلني(قدس سره) (ت329هـ )

السيّد ثامر هاشم العميدي

بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله تعالى بما هو أهله ، وصلى الله على نبيّنا محمّد وآله ، وبعد :
كان الباعث الوحيد على كتابة هذا البحث; تصحيح الأخطاء التي مُنيتبها الكتابات المعاصرة حول الكليني والكافي ، والبحوث المقدَّمة حول رواياته ، لاسيّما في مجال معرفة ما لم يشخّص من رجال «العِدَد» المذكورة فيالكافي ، والتفريق بين ألفاظها على أساس وَهُم مُصنّفيها واشتباههم في أسماءمشايخه(قدس سره)!! ،
فنقول : روى ثقة الإسلام الكليني (ت 329 هـ ) في كتابه (الكافي) عن مجموعة من مشايخه ، معبّراً عنهم بلفظ «عِدّة من أصحابنا» ، روايات كثيرة بلغت ـ بإحصائنا ـ ثلاثة آلاف وحديثين ، وقع التشويش في أربعة منها ، وعُبِّرَ عنها في سبعة أُخرى بلفظ آخر غير العِدّة ، وكلّها في الكافي الشريف موزّعة على أصوله ، وفروعه ، وروضته .
ومن هنا برزت أهمّية العِدّة على صعيد علمَي الدراية والرجال ، وهو ما يعرف عندهم بـ (عِدَّة الكافي) ^۱ أو (عِدّة الكليني) ^۲ وقد تضاف كلمه «العِدّة» إلى من روت تلك المجموعة عنه في الكافي ، ولمّا كان المروي عنه بتوسّط العِدّة أكثر من واحد، قالوا: «عِدّة البرقي» ^۳ أو «عِدّة الأشعري» ^۴ أو «عِدّة سهل بن زياد» ^۵ وهكذا.
جدير بالذكر أنّ لفظ «عِدّة من أصحابنا» كما قد وقع في ابتداء أسانيد الكافي ، قد وقع أيضاً في أواسط الأسانيد ، وفي أواخرها ، والبحث هنا ليس عن مطلق «العِدّة» ، وإنّما هو بخصوص تلك «العِدّة» التي نقل عنها الكليني مباشرة وبلا واسطة ، وأمّا ما عدا ذلك فلا يعنينا أمرها; لوضوح أنّ رجالها ليسوا من مشايخ ثقة الإسلام الكليني طاب ثراه .
وبناءً على ذلك ، يمكن تقسيم عِدّة الكافي ـ بلحاظ من روت عنه ـ إلى طائفتين ، وهما :
الطائفة الأولى ـ العِدّة المعلومة :
وتشمل هذه الطائفة :