مطالعه کتاب خرید کتاب دانلود کتاب
عنوان کتاب : مسند ابن أبی عمیر
محل نشر : قم
ناشر : دارالحدیث
نوبت چاپ : اول
تاریخ انتشار : 1393
تعداد جلد : 2
قطع : وزیری
زبان : عربی
جستجو در Lib.ir

مسند ابن أبی عمیر

در این مجموعه، احادیث ابن ابی عمر، از راویان مهم شیعه، در دو جلد گردآوری و تنظیم شده است.

در این مجموعه، احادیث ابن ابی عمر، از راویان مهم شیعه، در دو جلد گردآوری و تنظیم شده است.

در جلد نخست، احادیث در قالب این موضوعات آمده است: عقل و جهل، فضل علم، توحید، عدل و معاد، حجت، احتجاج، تاریخ انبیاء، امامت، آسمان و عالم، ایمان و کفر، دعا، فضل قرآن، زندگی، آداب و سنن، و کتاب روضه.

در جلد دوم نیز احادیث در ذیل عنوان کتاب های فقهی آمده است که با کتاب طهارت آغاز و به کتاب دیات ختم می شود.

مقدّمة المؤلّف‏

الحمد للَّه ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على سيّدنا ونبيّنا محمّد وآله الطاهرين .

وبعد ، فإنّ هذه المدوّنة مجموعة من الروايات الواردة عن أئمّة آل البيت عليهم السلام ، حسبما رواها الشيخ الجليل محمّد بن زياد المعروف بابن أبي عُمَير ، فمنَّ اللَّه عليَّ بالتوفيق في سبيل تأليف تلك الروايات وتجميعها ، وفحصت الجوامع الروائية الأصلية والفرعية في هذا المضمار كافّة .

وفي نهاية المطاف جمعت كلّ ما رواه الشيخ الجليل في مختلف الأبواب وشتّى المسائل ، وقد بلغت كمّية الروايات أكثر من أربعة آلاف رواية ، ورتّبتها على نسق التبويب العقائدي والفقهي ، من التوحيد إلى المعاد ، ومن الطهارة والصلاة إلى الحدود والديّات ؛ فأصبح التأليف بفضل اللَّه تعالى كمسندٍ من المسانيد الّتي دونّاها من ذي قبل .

أوّلها : مسند محمّد بن قيس البَجَلي .

الثاني : مسند زرارة بن أعيَن .

الثالث : مسند محمّد بن مسلم .

الرابع : مسند أبي بصير .

الخامس : هو هذا المسند لابن أبي عُمَير .

كلّ تلك المسانيد تحتوي أنوار الهداية للناس ، كما ورد في الزيارة الجامعة : «كلامكم نور، وأمركم رشد، ووصيّتكم التقوى، وفعلكم الخير».

وأمّا شخصية ابن أبي عُمَير القيّمة ومكانته البارزة فهي كما يلي :

محمّد بن أبي عُمَير ، من الذين أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصحّ عنهم وتصديقهم ، وأُقرّ لهم بالفقه والعلم ، قال نصر بن الصبّاح : « ابن أبي عُمَير أسنّ من يونس »[۱].

وقع بهذا العنوان في إسناد كثير من الروايات، تبلغ أربعة آلاف وسبعمئة وخمسة عشر مورداً .[۲]

قال النجاشي : « محمّد بن أبي عُمَير ؛ زياد بن عيسى أبو أحمد الأزدي ، من موالي المُهلّب بن أبي صفرة ، وقيل : مولى بني أُميّة ، والأوّل أصحّ. بغدادي الأصل والمقام ، لقي أبا الحسن موسى عليه السلام ، وسمع منه أحاديث ، كنّاه عليه السلام في بعضها فقال : يا أبا أحمد . وروى عن الرضا عليه السلام ، جليل القدر ، عظيم المنزلة فينا وعند المخالفين ، الجاحظ يحكي عنه في كتبه ، وقد ذكره في المفاخرة بين العدنانية والقحطانية ، وقال في البيان والتبيين : حدّثني إبراهيم بن داحة ، عن ابن أبي عُمَير ، وكان وجهاً من وجوه الرافضة .

وكان حُبس في أيّام الرشيد ، فقيل : ليلي القضاء ، وقيل : إنّه ولي بعد ذلك ، وقيل : بل ليدلّ على مواضع الشيعة وأصحاب موسى بن جعفر عليه السلام . وروي أنّه ضُرب أسواطاً بلغت منه فكاد أن يقرّ لعظيم الألم ، فسمع محمّد بن يونس بن عبد الرحمن وهو يقول : اتّق اللَّه يا محمّد بن أبي عُمَير . فصبر ففرّج اللَّه .

وروي أنّه حبسه المأمون حتّى ولّاه قضاء بعض البلاد . وقيل : إنّ أُخته دفنت كتبه في حال استتارها وكونه في الحبس أربع سنين ، فهلكت الكتب ، وقيل : بل تركتها في غرفة فسال عليها المطر فهلكت، فحدّث من حفظه وممّا كان سلف له في أيدي الناس ، فلهذا أصحابنا يسكنون إلى مراسيله . وقد صنّف كتباً كثيرة . . . أربعة وتسعين كتاباً» .[۳]

قال الكشّي : «قال أبو عمرو : قال محمّد بن مسعود : حدّثني علي بن الحسن قال : ابن أبي عُمَير أفقه من يونس وأصلح وأفضل. قال نصر بن الصبّاح : ابن أبي عُمَير أسنّ من يونس . وقال نصر أيضا : ابن أبي عُمَير روى عن ابن بكير ، وذكر أنّ محمّد بن أبي عُمَير أُخذ وحُبس ، وأصابه من الجهد والضيق والضرب أمر عظيم ، وأُخذ كلّ شي‏ء كان له ، وصاحبه المأمون ، وذلك بعد موت الرضا عليه السلام ، وذهبت كتب ابن أبي عُمَير فلم يخلص كتب أحاديثه ، فكان يحفظ أربعين جلداً ، فسمّاه نوادر ، فلذلك يوجد أحاديث متقطّعة الأسانيد ... .

محمّد بن مسعود ، قال : حدّثنا أبو العبّاس بن عبد اللَّه بن سهل البغدادي الواضحي قال : حدّثنا الريّان بن الصَّلت قال : حدّثنا يونس بن عبد الرحمن : إنّ ابن أبي عُمَير بحر طارس‏[۴]بالموقف والمذهب .

علي بن محمّد القُتَيبي ، قال : قال أبو محمّد الفضل بن شاذان : سأل أبي رضى اللّه عنه محمّد بن أبي عُمَير ، فقال له : إنّك قد لقيت مشايخ العامّة ، فكيف لم تسمع منهم ؟ فقال : قد سمعت منهم ، غير أنّي رأيت كثيراً من أصحابنا قد سمعوا علم العامّة وعلم الخاصّة ، فاختلط عليهم ، حتّى كانوا يروون حديث العامّة عن الخاصّة وحديث الخاصّة عن العامّة ، فكرهت أن يختلط علَيَّ ، فتركت ذلك وأقبلت على هذا .

وجدت بخطّ أبي عبد اللَّه الشاذاني ، سمعت أبا محمّد الفضل بن شاذان يقول : سُعي بمحمّد بن أبي عُمَير - واسم أبي عُمَير زياد - إلى السلطان أنّه يعرف أسامي عامّة الشيعة بالعراق ، فأمره السلطان أن يسمّيهم ، فامتنع ، فجُرّد وعُلّق بين العقارين وضُرب مئة سوط .

قال الفضل : فسمعت ابن أبي عُمَير يقول : لمّا ضُربتُ فبلغ الضرب مئة سوط أبلغ الضرب الألم إليَّ فكدت أن أُسمّي ، فسمعت نداء محمّد بن يونس بن عبد الرحمن يقول : يا محمّد بن أبي عُمَير ، اذكر موقفك بين يدي اللَّه تعالى ، فتقوّيت بقوله فصبرت ولم أخبر والحمد للَّه . قال الفضل : فأضرّ به في هذا الشأن أكثر من مئة ألف درهم .

قال محمّد بن مسعود : سمعت علي بن الحسن بن فضّال يقول : كان محمّد بن أبي عُمَير أفقه من يونس وأصلح وأفضل .

وجدت في كتاب أبي عبد اللَّه الشاذاني بخطّه : سمعت أبا محمّد الفضل بن شاذان يقول : دخلت العراق فرأيت واحداً يعاتب صاحبه ، ويقول له : أنت رجل عليك عيال وتحتاج أن تكتسب عليهم ، وما آمن أن تذهب عيناك لطول سجودك ، فلمّا أكثر عليه قال : أكثرت علَيَّ ويحك ، لو ذهبت عين أحد من السجود لذهبت عين ابن أبي عُمَير ، ما ظنّك برجلٍ سجد سجدة الشكر بعد صلاة الفجر فما رفع رأسه إلّا عند زوال الشمس .

وسمعته يقول : أخذ يوماً شيخي بيدي وذهب بي إلى ابن أبي عُمَير ، فصعدنا إليه في غرفة وحوله مشايخ له يعظّمونه ويبجّلونه ، فقلت لأبي : مَن هذا ؟ قال : هذا ابن أبي عُمَير ، قلت : الرجل الصالح العابد ؟ قال : نعم. وسمعته يقول : ضُرب ابن أبي عُمَير مئة خشبة وعشرين خشبة أيّام هارون لعنه اللَّه ، تولّى ضربه السندي بن شاهك على التشيّع ، وحُبس ، فأدّى مئة وأحداً وعشرين ألفاً حتّى خُلّي عنه ، فقلت : وكان متموّلاً ؟ قال : نعم ، كان ربّ خمسمئة ألف درهم» .[۵]

قال العلّامة الحلّي : «قال الكشّي : إنّه ممّن أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصحّ عنه ، وأقرّوا له بالفقه والعلم. قال الشيخ الطوسي رضى اللّه عنه : إنّه كان أوثق الناس عند الخاصّة والعامّة ، وأنسكهم نسكاً وأورعهم وأعبدهم ، أدرك من الأئمّة عليهم السلام ثلاثة : أبا إبراهيم موسى بن جعفر عليهما السلام ولم يروِ عنه ، وروى عن أبي الحسن الرضا عليه السلام . قال أبو عمرو الكشّي : قال محمّد بن مسعود : حدّثني علي بن الحسن قال : ابن أبي عُمَير أفقه من يونس بن عبد الرحمن وأصلح وأفضل . وله حكاية ذكرناها في الكتاب الكبير ، مات رحمه اللّه سنة سبع عشرة ومئتين».[۶]

قال حسن الأمين : «محمّد بن أبي عُمَير البزّاز بيّاع السابري ؛ في رجال ابن داوود : يُكنّى أبا أحمد ، من موالي الأزد ، واسم أبي عُمَير زياد بن عيسى . من أوثق الناس عند الخاصّة والعامّة ، وأنسكهم وأورعهم وأعبدهم ، وقد ذكره الجاحظ في كتابه في فخر قحطان على عدنان بذلك ، وذكر أنّه كان أوحد زمانه في الأشياء كلّها. أدرك من الأئمّة عليهم السلام ثلاثة : أبا إبراهيم موسى بن جعفر عليه السلام ولم يروِ عنه ، وروى عن أبي الحسن الرضا عليه السلام . وروى عنه أحمد بن عيسى كتاب مئة رجل من رجال أبي عبد اللَّه عليه السلام ، وله مصنّفات كثيرة ، وذكر ابن بطة أنّها أربعة وتسعون كتاباً.

حُبس بعد الرضا عليه السلام ونُهب ماله وذهبت كتبه ، وكان يحفظ أربعين جلداً ، فلذلك أرسل أحاديثه. وكان قد سُعي به أنّه يعرف أسماء الشيعة ومواضعهم ، فأمره السلطان بتسميتهم فأبى ، فضُرب ضرباً عظيماً. وقيل : كان ذلك ليلي القضاء . قال : فلمّا بلغ منّي الضرب ذلك كدتُ أُسمّيهم ، فسمعت نداءً : يا محمّد بن أبي عُمَير ، اذكر موقفك بين يدي اللَّه ، فتقوّيت بقوله وصبرت ولم أخبرهم والحمد للَّه.

وقيل : إنّه أدّى مئة وأحد وعشرين ألف درهم حتّى خلص ، وكان مموّلاً . وكان مولى بني أُميّة ، وقيل : مولى المهلّب بن أبي صفرة ، بغدادي الأصل والمقام ، لقي الكاظم عليه السلام وسمع منه أحاديث ، كنّاه عليه السلام في بعضها فقال : يا أبا أحمد ؛ تعظيماً له رحمه اللَّه» .[۷]

قال الأردبيلي : «محمّد بن أبي عُمَير ؛ زياد بن عيسى ، أبو أحمد ، مولى الأزد من موالي المهلّب بن أبي صفرة ، وقيل : مولى بني أُميّة ، والأوّل أصحّ . بغدادي الأصل والمقام ، لقي أبا الحسن موسى عليه السلام وسمع منه أحاديث ، كنّاه عليه السلام في بعضها فقال : يا أبا أحمد . وروى عن الرضا عليه السلام ، جليل القدر ، عظيم المنزلة فينا وعند المخالفين . . . .

من أوثق الناس عند الخاصّة والعامّة ، وأنسكهم نسكاً وأورعهم وأعبدهم ، ذكره الجاحظ بهذه الصفة ، وذكر أنّه كان واحد زمانه في الأشياء كلّها ، وأدرك من الأئمّة عليهم السلام ثلاثة : أبا إبراهيم موسى ولم يروِ عنه ، وروى عن أبي الحسن الرضا عليه السلام والجواد عليه السلام ، روى عنه أحمد بن محمّد بن عيسى ، كتب مئة رجل من رجال أبي عبد اللَّه عليه السلام ، وله مصنّفات كثيرة ، منها كتاب النوادر كبير . . . .

قال الكشّي : إنّه ممّن أجمعت أصحابنا على تصحيح ما يصحّ عنه ، وأقرّوا له بالفقه والعلم ، وأنّه قال محمّد بن مسعود : حدّثني علي بن الحسن قال : ابن أبي عُمَير أفقه من يونس وأصلح وأفضل .

مات سنة سبع عشرة ومئتين . حكى عنه الجاحظ في كتبه ، وقال : كان وجهاً من وجوه الرافضة . وكان حُبس في أيّام الرشيد ، فقيل : ليَليَ القضاء ، وقيل : إنّه ولّيَ بعد ذلك ، وقيل : بل ليدلّ على الشيعة وأصحاب موسى بن جعفر عليه السلام .

وروى أنّه ضُرب أسواطاً بلغت منه ، فكاد أن يقرّ لعظم الألم ، فسمع محمّد بن يونس بن عبد الرحمن وهو يقول : اتّق اللَّه يا محمّد بن أبي عُمَير ، فصبرتُ ففرّج اللَّه . وروى أنّه حبسه المأمون حتّى ولي قضاء بعض البلاد ، وقيل : إنّ أُخته دفنت كتبه في حال استتارها وكونه في الحبس أربع سنين ، فهلكت الكتب ، وقيل : بل تركتها في غرفة فسال عليه المطر فهلكت ، فحدّث من حفظه وممّا كان سلف له في أيدي الناس ، فلهذا أصحابنا يسكنون إلى مراسيله . وقد صنّف كتباً كثيرة ، روى عنه عبد اللَّه بن عامر ومحمّد بن الحسين وعبيد اللَّه بن أحمد بن نُهَيك وإبراهيم بن هاشم . ومات محمّد بن أبي عُمَير سنه سبع عشرة ومئتين ... .

محمّد بن الحسن بن زياد العطّار ، عن محمّد بن نعيم الصحّاف ، قال : مات محمّد بن أبي عُمَير بيّاع السابري ، وأوصى إليَّ وترك امرأة له لم يترك وارثاً غيرها ، فكتب إلى العبد الصالح عليه السلام في الكافي في باب الرجل يموت ولا يترك إلّا امرأة ، وكذا في تهذيب الأحكام في باب ميراث الأزواج ، وفي الاستبصار في باب ميراث الزوجة ، إلّا أنّ فيها : إلى عبد صالح عليه السلام ، وبدون: بيّاع السابري .

أقول : هذا الخبر دلّ على أنّ ابن أبي عُمَير مات في حياة العبد الصالح ، والشيخ رحمه اللّه ذكره في أصحاب الرضا عليه السلام ، والنجاشي والشيخ في الفهرست ذكراه من رواة الرضا والجواد عليهما السلام . وزمان موته أيضاً ؛ يأبى عمّا ذُكر في هذا الخبر ، الظاهر أنّ في الخبر اشتباهاً ، أو يُطلق العبد الصالح على الجواد عليه السلام أيضا ؛ لأنّه مات في زمانه ؛ لأنّه عليه السلام على ما في الكافي في مولده قُبض سنة عشرين ومئتين ، وموته على ما في رجال النجاشي والخلاصة سنة سبع عشرة ومئتين ، واللَّه أعلم بحقائق الأُمور» .[۸]

قال العاملي : «محمّد بن أبي عُمَير ، واسم أبي عُمَير زياد بن عيسى ، ويُكنّى محمّد أبا أحمد ، مولى الأزد ، بغدادي الأصل والمقام ، لقي أبا الحسن موسى عليه السلام ، وسمع منه أحاديث ، كنّاه عليه السلام في بعضها فقال : يا أبا أحمد . وروى عن الرضا عليه السلام ، وكان جليل القدر ، عظيم المنزلة عندنا وعند المخالفين ، قاله النجاشي والعلّامة ، وقد تقدّم عن الكشّي عدّه من أصحاب الإجماع ، وروى الكشّي له مدائح كثيرة ، وقال الشيخ : كان من أوثق الناس عند الخاصّة والعامّة ، وأنسكهم نسكاً ، وأورعهم وأعبدهم ، وذكر الجاحظ أنّه كان أوحد زمانه في الأشياء كلّها ، ونقل العلّامة الجميع» .[۹]

قال المامقاني : « محمّد بن أبي عُمَير ؛ زياد بن عيسى الأزدي أبو أحمد الّذي أجمع الأصحاب على تصحيح ما يصحّ عنه ، وعدّ مراسيله مسانيد ، عاصر موالينا الكاظم والرضا والجواد عليهم السلام ، وقد عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الرضا عليه السلام ، قائلاً : محمّد بن أبي عُمَير ، يُكنّى أبا أحمد ، واسم ابن عُمَير زياد ، مولى الأزدي ، ثقة . انتهى .

قال النجاشي : محمّد بن أبي عُمَير ؛ زياد بن عيسى أبو أحمد الأزدي ، من موالى المهلّب بن أبي صفرة ، وقيل : مولى بني أُمية ، والأوّل أصحّ ، بغدادي الأصل والمقام ، لقي أبا الحسن موسى عليه السلام ، وسمع منه أحاديث ، كنّاه عليه السلام في بعضها فقال : يا أبا أحمد .

وروى عن الرضا عليه السلام ، جليل القدر ، عظيم المنزلة فينا وعند المخالفين . الجاحظ يحكي عنه في كتبه ، وقد ذكره في المفاخره بين العدنانية والقحطانية ، وقال في البيان والتبيين : حدّثني إبراهيم بن داحية عن ابن أبي عُمَير ، وكان وجهاً من وجوه الرافضة ، وكان حُبس في أيّام الرشيد ، فقيل : ليلي القضاء ، وقيل : إنّهُ ولي بعد ذلك ، وقيل : بل ليدلّ على مواضع الشيعة وأصحاب موسى بن جعفر عليه السلام .

وروي أنّه ضُرب أسواطاً بلغت منه ، فكاد أن يقرّ لعظيم الألم ، سمع محمّد بن يونس بن عبد الرحمن وهو يقول : اتّق اللَّه يا محمّد بن أبي عُمَير ، فصبر ففرّج اللَّه . وروي أنّه حبسه المأمون حتّى ولّاه قضاء بعض البلاد ، وقيل : إنّ أُخته دفنت كتبهُ في استتاره وكونه في الحبس أربع سنين ، فهلكت الكتب ، وقيل : تركها في غرفة فسال عليها المطر ، فحدّث من حفظه ومّما كان سلف له في أيدي الناس ، فلهذا أصحابنا يسكنون إلى مراسيله . وقد صنّف كتباً كثيرة ، أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن علي بن نوح مذاكرةً ، قال : حدّثنا الحسن بن حمزة الطبري ، قال : حدّثنا ابن بطّة ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد ، قال : صنّف محمّد بن أبي عُمَير أربعة وتسعين كتاباً . . . محمّد بن أبي عمير مات سنة مئتين وسبع عشرة ، ويومئذٍ كان الكاظم عليه السلام متوفّياً » .[۱۰]

وفي الختام أتقدّم بالشكر إلى سماحة آية اللَّه السبحاني ؛ الذي شجّعني منذ زمن قديم على إحياء المسانيد ونشرها ، كما أشكر مؤسّسة دار الحديث الثقافية ولجنة التحقيق فيها ، حيث بذلوا جهودهم في إخراج هذا الكتاب بهذا الثوب الفضفاض .

والحمد للَّه الذي بنعمته تتمّ الصالحات .

بشير المحمّدي المازندراني‏

قمّ المقدّسة

۱۸ صفر المظفّر من شهور عام ۱۴۳۱


[۱]رجال الكشّي ، الشيخ الطوسي ، ج ۲ ، ص ۸۵۴ .

[۲]معجم رجال الحديث ، السيّد الخوئي ، ج ۲۲ ، ص ۱۰۱، الرقم ۱۴۹۹۷.

[۳]رجال النجاشي ، ج ۲، ص ۲۰۴ ، الرقم ۸۸۸ .

[۴]طَرَسَ الكتاب : سوّده (لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۱۲۱ « طرس » ) .

[۵]رجال الكشّي ، ج ۲، ص ۸۵۵ ، الرقم ۱۱۰۶ (محمّد بن أبي عُمير الأزدي) .

[۶]خلاصة الأقوال ، العلّامة الحلّي ، ص ۲۴۱.

[۷]مستدركات أعيان الشيعة ، حسن الأمين ، ج‏۱ ، ص ۱۶۴ .

[۸]جامع الرواة ، محمّد علي الأردبيلي ، ج‏۲ ، ص ۵۰ - ۵۱ .

[۹]وسائل الشيعة (الإسلامية ) ، الحرّ العاملي ، ج‏۲۰ ، ص ۳۱۰ - ۳۱۱.

[۱۰]تنقيح المقال في علم الرجال ، العلّامة الجليل المامقاني ، ج ۳ ، ص ۶۱ - ۶۲ .