الوجيزة في علم الدراية - صفحه 519

الوجيزة في علم الدراية

مقدمة التحقيق

الحمد للّه وكفى ، وسلام على عباده الذين اصطفى ، محمدٍ وآله ومن تبع سبيلهم واقتفى .
وبعد : فإنّ لشيخ الإسلام أبي الفضائل بهاء الملّة والدين محمّد بن الحسين بن عبد الصمد الحارثيّ الهمْدانيّ العامليّ ـ قدّس اللّه روحه ، ونوّر ضريحه ـ أياديَ بيضاء مشكورةً في خدمة العلوم والفنون الإسلامية ، والمشاركة فيها بتآليف قيّمةٍ لا يزال كثيرٌ منها مرجعا لأرباب الفضل والتحقيق في شتّى النواحي العلميّة .
و قد امتاز رحمه اللهعن كثيرٍ من المؤلّفين بحسن أُسلوبه في التأليف وعرض المطالب وسردها مع وجازةٍ واختصارٍ ـ غير مخلَّيْن ـ في العبارات ، وانتقاءٍ جيّدٍ للألفاظ ، بحيث يختصر السطور في جملٍ قصيرةٍ مع أداء المعنى تامّا ، وهذا أيضا ممّا يعين الطالب على حفظ المتون وتحمّل الموادّ العلميّة بيسرٍ وسهولةٍ .
و قد جرى ـ رحمه اللّه تعالى ـ على هذا الأُسلوب في رسالته «الوجيزة» التي ضمّنها خلاصة علم الدراية ، وزبدة ما يحتاج إليه أهل الرواية ، وجمع فيها أُمّهات مسائل هذا العلم على طريقة المتأخّرين ومصطلحهم .
و علم الدراية : علم يبحث فيه عن سند الحديث ، ومتنه ، وكيفيّة تحمّله ، وآداب نقله .
و قد ذكر شيخنا البهائيّ رحمه اللهفي سبب تدوين هذا العلم ، وعدول المتأخّرين عن متعارف القدماء ووضع الاصطلاح الجديد :

صفحه از 558