215
الشّافي في شرح أصول الكافي ج2

غيره، كما توهّمه القائلون بالاتّحاد كبعض النصارى حيث قالوا: إنّ اللّه هو المسيح بن مريم، ۱ وكبعض الصوفيّة، ۲ وليس له جزء محمول عليه، ولا صفة موجودة في نفسها في الخارج محمولة عليه، بناءً على اتّحاد المبدأ والمشتقّ بالذات وتغايرهما بالاعتبار.
(قَبْلَ فِعْلِ الْأَشْيَاءِ) ؛ يعني أنّ العلم نحو حكاية، والحكاية حادثة، والمحكيّ أزلي.
(فَقَالُوا) أي البعض الأخير. وضمير الجمع لرعاية جانب المعنى، والفاء للبيان، أي قالوا في بيان اللّزوم:
(إِنْ أَثْبَتْنَا أَنَّهُ لَمْ يَزَلْ عَالِما بِأَنَّهُ لَا غَيْرُهُ، فَقَدْ أَثْبَتْنَا مَعَهُ غَيْرَهُ فِي أَزَلِيَّتِهِ، فَإِنْ رَأَيْتَ يَا سَيِّدِي أَنْ تُعَلِّمَنِي مَا لَا أَعْدُوهُ إِلى غَيْرِهِ. فَكَتَبَ عليه السلام : مَا زَالَ اللّهُ عَالِما تَبَارَكَ وَتَعَالى ذِكْرُهُ) أي بكلّ شيء.
وحاصله منع أنّ معنى «يعلم» «يفعل»؛ لجواز ثبوت المعدومات في الخارج بدون وجود في الخارج، وبيانه تفصيلاً في الحاشية الاُولى من حواشينا على عدّة الاُصول. ۳

1.حكى القرآن الكريم ذلك عنهم في الآية ۱۷ و ۷۲ من سورة المائدة : «لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ...» .

2.حكى الفاضل المقداد في اللوامع الإلهيّة ، ص ۱۶۰ عن جمع من المتصوّفة بحلوله في قلوب العارفين ، وحكاه العلّامة في معارج الفهم ، ص ۳۶۰ عن بعض الصوفيّة .

3.الحاشية الاُولى على عدّة الاُصول للمصنّف غير مطبوعة .


الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
214

وهميّة لا يُعبَأ بها؛ لأنّ الباطل لجلج مضطرب؛ ۱ أو إلى ظهور ورود المنع بأنّا لا نسلّم أنّ معنى «يعلم» «يفعل»؛ لجواز ثبوت المعدومات في الخارج.
السادس: (مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ سُكَّرَةَ) ؛ بضمّ المهملة، وشدّ الكاف المفتوحة.
(قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُعَلِّمَنِي هَلْ كَانَ اللّهُ ـ جَلَّ وَجْهُهُ ـ) . يجيء معنى الوجه في «باب النوادر». ۲(يَعْلَمُ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ أَنَّهُ) ؛ بفتح الهمزة وشدّ النون، من الحروف المشبّهة بالفعل.
(وَحْدَهُ؟) ؛ بفتح الواو وسكون الحاء المهملة والدال المهملة والضمير: مصدر باب ورث، منصوبٌ عند أهل الكوفة على الظرف، أي في وحده؛ وعند أهل البصرة على المصدر، أي يحد وحده. ۳ وهو على التقديرين خبر «أنّ».
(فَقَدِ اخْتَلَفَ مَوَالِيكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَدْ كَانَ يَعْلَمُ) أي ذلك (قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ شَيْئا مِنْ خَلْقِهِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّمَا مَعْنى «يَعْلَمُ» «يَفْعَلُ» ) أي مرجع قولنا: «يعلم غيره» أنّ الغير موجود حتّى يكون معلوما له، فيلزم ذلك أن يكون فعل صادرا عنه.
(فَهُوَ) . الفاء للتفريع إشارة إلى لزوم صدق هذا لما قبله.
(الْيَوْمَ) أي حين خلق الأشياء.
(يَعْلَمُ أَنَّهُ) ؛ بفتح الهمزة، من الحروف المشبّهة بالفعل.
(لَا غَيْرُهُ) . «لا غير» مرفوع على أنّه خبر «أنّ» ومضاف إلى الضمير الراجع إلى اللّه . والمقصود أنّه لمّا أوجد الغير، علم وجود الغير، وعلم أنّه ليس غيره، أي لم يتّحد مع

1.في «ج» : - «مضطرب» .

2.أي باب النوادر من كتاب التوحيد .

3.اُنظر تفسير النسفي ، ج ۲ ، ص ۲۸۸ ذيل الآية : «وَ إِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِى الْقُرْءَانِ وَحْدَهُ» .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 52094
صفحه از 584
پرینت  ارسال به