315
الشّافي في شرح أصول الكافي ج2

الباب العشرون : بَابُ الْعَرْشِ وَ الْكُرْسِيِّ

فيه سبعة أحاديث.
«العرش» بالفتح في اللغة مصدر باب ضرب: رفع الكَرْم على العيدان، ۱ كما في آية الأنعام: («وَهُوَ الَّذِى أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ»۲) ، واستعير هنا لكتاب اللّه الذي هو تبيان كلّ شيء لجامع الإظهار والتصريح. وقد يستعمل العرش في سرير في غاية الكمال صنعهُ الجبّار وحمل ملائكته إيّاه يجلس عليه أربعة من الأوّلين وأربعة من الآخرين. ۳ كما ينقل في شرح أوّل الباب.
و«الكرسيّ» بالضمّ وقد يُكسر، في اللغة: الأصل الذي يبقى به نظام الشيء، كما يقال: الخبز كرسيّ البدن. ۴ والمراد هنا حفظ اللّه تعالى وإمساكه الأشياء، كما في قوله تعالى: «وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا»۵ ، وقوله تعالى: «إِنَّ اللّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا»۶ .

1.اُنظر الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۰۱۰ (عرش) .

2.الأنعام (۶) : ۱۴۱ .

3.الرواية في هذا المجال في الكافي ، ج ۴ ، ص ۵۸۵ باب فضل زيارة أبي الحسن الرضا عليه السلام ، ح ۴ ؛ و تهذيب الأحكام ، ج ۶ ، ص ۸۵ ، ح ۳ ؛ وعيون أخبار الرضا عليه السلام ، ج ۱ ، ص ۲۹۰ ، ح ۲۰ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۴ ، ص ۵۶۴ ، ح ۱۹۸۳۲ .

4.اُنظر لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۱۹۴ (كرس) .

5.البقرة (۲) : ۲۵۵ .

6.فاطر (۳۵) : ۴۱ .


الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
314

الحادي عشر: (عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: قَالَ أَبُو شَاكِرٍ الدَّيَصَانِيُّ: إِنَّ فِي الْقُرْآنِ آيَةً هِيَ قَوْلُنَا) أي مؤيّد لاعتقادنا، وهو أنّه لا يوجد غير الجسم والجسمانيّات شيء مدبّر لها.
(قُلْتُ: مَا هِيَ؟ فَقَالَ:«وَ هُوَ الَّذِى فِى السَّمَآءِ إِلَـهٌ وَ فِى الْأَرْضِ إِلَـهٌ»۱) . توهّم منه أنّ اللّه تعالى باعتقاد من يثبته مكانيٌّ وهو في السماء مرّةً، وفي الأرض اُخرى.
(فَلَمْ أَدْرِ بِمَا أُجِيبُهُ، فَحَجَجْتُ ، فَخَبَّرْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، فَقَالَ : هذَا كَلَامُ زِنْدِيقٍ خَبِيثٍ) أي راسخ في الزندقة؛ لخبث باطنه.
(إِذَا رَجَعْتَ إِلَيْهِ، فَقُلْ لَهُ: مَا اسْمُكَ بِالْكُوفَةِ؟ فَإِنَّهُ يَقُولُ: فُلَانٌ، فَقُلْ لَهُ: مَا اسْمُكَ بِالْبَصْرَةِ؟ فَإِنَّهُ يَقُولُ: فُلَانٌ، فَقُلْ: كَذلِكَ اللّهُ رَبُّنَا فِي السَّمَاءِ إِلهٌ، وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ، وَفِي الْبِحَارِ إِلهٌ، وَفِي الْقِفَارِ إِلهٌ، وَفِي كُلِّ مَكَانٍ إِلهٌ) ، يعني يستحقّ العبادة في كلّ مكان، ولا يقتضي هذا أن يكون نفسه مكانيّة، كما أنّ من اسمه بالكوفة فلان لا يجب أن يكون نفسه في الكوفة.
(قَالَ: فَقَدِمْتُ، فَأَتَيْتُ أَبَا شَاكِرٍ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: هذِهِ نُقِلَتْ مِنَ الْحِجَازِ) أي من مكّة.

1.الزخرف (۴۳) : ۸۴ .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 52626
صفحه از 584
پرینت  ارسال به